Skip to main content
ممثل أطباء بلا حدود في الشرق الأوسط: الدوحة فاعل رئيسي في العمل الإنساني والتحرك الدبلوماسي
العربي الجديد ــ الدوحة
معوقات تعترض عمل منظمة أطباء بلا حدود (Getty)

قال الممثل الإنساني لمنظمة أطباء بلا حدود في الشرق الأوسط أنطوان بيلير إن دولة قطر قادت أدواراً مهمة في الفعل الدبلوماسي للمساهمة في حل عدد من الأزمات الدولية، مبيناً أن الدوحة مثلت فاعلاً رئيسياً في العمل الإنساني والتحرك الدبلوماسي الذي ساعد في تعزيز عمل المنظمات الدولية.
ودعا بيلير إلى تفعيل التعددية السياسية والعمل المشترك لحل الأزمات الدولية، وذلك في محاضرة بعنوان "الدبلوماسية الإنسانية في ظل ضعف التعددية السياسية"، استضافها، أمس الخميس، مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالتعاون مع برنامج الماجستير في إدارة النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا، وأدارها مدير المركز سلطان بركات.


وتطرقت المحاضرة إلى مفهوم الدبلوماسية الإنسانية ودورها في مواجهة تراجع التعاون متعدد الأطراف، مع التركيز على أهمية الدبلوماسية الإنسانية في بناء العلاقات الإنسانية والحفاظ عليها، وكذلك في العمل مع الدول والمنظمات الإنسانية والأطراف المعنية وغيرها من الجهات الفاعلة، لتعزيز العلاقات المتبادلة ودعم التعاون المحلي والإقليمي والدولي القائم على التعددية.

وبحسب بيلير، فإن هناك عجزاً في القيام بردة فعل دبلوماسية وإنسانية تجاه الأزمات الإنسانية، ما يؤثر على عمل وكالات الأمم المتحدة الناشطة في مجال الدعم الإنساني، ما يرتب مسؤولية على الدول والبلدان المساهمة في دفع العمل الجماعي التعددي وتفعيل التزاماتها القانونية.
ومن الأمثلة التي قدمها عن هذا العجز اتفاقية 51 الخاصة باللاجئين الهاربين من مناطق النزاع، والتي تضع عدداً من الدول والمنظمات الموقعة أمام مسؤولية كبيرة لحماية هؤلاء الضحايا وأزمة كوفيد-19 التي عزلت البلدان، ولم يتم تفعيل العمل المشترك، فكانت الأزمة الصحية أكبر تحد للعمل الإنساني، ليس فقط في حماية البرامج القائمة بل في توفير وتطوير الاستجابة لخدمة الأفراد المصابين بالفيروس.

الصعوبات
وعن الصعوبات التي يتعرض لها القائمون بالعمل الإنساني في المنظمات الدولية، قال بيلير: "قبل بضع سنوات كان بالإمكان حل المشاكل الميدانية بالحديث مع مسؤول في منطقة التدخل، أما الآن فنحن مضطرون للتواصل مع عدد كبير من الأطراف المتداخلة وعلى مستويات عديدة، ما يعقد التفاوض ويعسر العمل الميداني والتدخل لفائدة المتضررين، ويجعلنا بحاجة إلى الحوار مع عدد كبير من المتدخلين، وهذه مشكلة كبيرة تتعرض لها المنظمات ويجعلها تنتظر أشهرا وأسابيع للتدخل للمساعدة، وهو أمر محبط للغاية".
وأشار إلى أن الوضع يزداد تعقيداً، خاصة أن الأطراف الدولية تتفاوض حول عدد من الأزمات، ما يجعل النتائج أقل مردوداً، وتعقيداً كذلك.
وفي السياق، بيّن الممثل الإنساني لمنظمة أطباء بلا حدود أن العمل الإنساني ينأى بنفسه عن المواقف السياسية ويقف على مسافة واحدة من الأطراف المختلفة في بلدان التدخل، ليتمكن من العمل وتقديم مساعدته من دون أي ازعاج أو تنازلات.

مبادئ العمل
وأوضح أن العمل الإنساني الدبلوماسي يقوم على مبادئ الاستقلالية والشفافية والحيادية، ويتحرك وفق متطلبات الواقع على الأرض.
وقال إن "المطلوب من منظمة أطباء بلا حدود أن تتدخل في مناطق نزاع يتطلب فيها الكثير من الجهد والحذر، لعدم الانخراط في أي صراع مع الأطراف المتداخلة، وتحاول المنظمة تطوير شبكة من العلاقات الدولية في المنطقة لتسهيل عملها، وتضم علاقات واسعة تشمل الحكومات والجماعات الدينية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني وكيانات وغيرها بهدف الانتشار كمنظمة إنسانية".
من جهة ثانية، لفت بيلير إلى أن المنظمات الدبلوماسية الإنسانية والبعثات الدولية تحتاج إلى قانون للحماية وعدم استهدافها في أمنها، حيث تجرى دراسة هذه الإجراءات باستمرار مع مجلس الأمن الدولي، خاصة في ما يتعلق بتأسيس الأطر الواضحة لدخول المنظمة في مناقشات مكافحة الإرهاب".

مكافحة الإرهاب والعمل الإنساني
وعن مكافحة الإرهاب، قال إن "الحرب الكونية على الإرهاب كانت لها تداعيات كبيرة على العمل الإنساني بعد فرض قيود على إيصال مساعدات في عدد من المناطق، كذلك فإن فرض المجتمع الدولي عقوبات أحادية على عدد من الأطراف في مناطق النزاع يعقد عمل المنظمات الدولية".
ويعد أقرب الأمثلة، بحسب بيلير، إعلان الولايات المتحدة جماعة "أنصار الله"(الحوثيين) في اليمن منظمة "إرهابية"، ما عطل تحركات البعثات الأممية، على الرغم من أن اليمن يواجه إحدى أكبر الأزمات الإنسانية.