أصوات في السويد تعارض الاتفاق الثلاثي مع تركيا

أصوات في السويد تعارض الاتفاق الثلاثي مع تركيا

29 يونيو 2022
النائبة السويدية أمينة كاكابافيه طالبت باستجواب وزيرة الخارجية في البرلمان (Getty)
+ الخط -

أثار الاتفاق بين تركيا وكل من السويد وفنلندا، الموقّع في العاصمة الإسبانية مدريد، مساء أمس الثلاثاء، على رفع "فيتو" أنقرة عن عضوية البلدين في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتقديم الأطراف الثلاثة كامل دعمها في مواجهة التهديدات لأمن بعضها البعض، سجالاً بين أطراف سياسية في السويد، لدرجة وصف الاتفاق من قبل العديد منهم، اليوم الأربعاء، بأنّه "يوم أسود في تاريخ السياسة السويدية".

ودعت عضو البرلمان السويدية، من أصول كردية، أمينة كاكابافيه، الأحزاب الأخرى، خصوصاً اليسار والخضر، إلى استجواب وزيرة الخارجية آن ليندي، في جلسة برلمانية. وهددت كاكابافيه، المستقيلة من حزب اليسار، بـ"حجب الثقة" عن الوزيرة السويدية في حال لم تفعل الأحزاب ذلك.

توافر أغلبية معارضة يهدد حكومة ماغدالينا أندرسون بأزمة، وعلى الرغم من أنّ أندرسون أكدت أنّ ما جرى "يخدم أمن السويد القومي"، وأنه كان "يوماً عظيماً للسويد، وخطوة هامة في الناتو"، إلا أنّ أطرافاً سويدية وكردية حاولت، اليوم الأربعاء، تسويق الاتفاق باعتباره ينص فقط على "تسليم مطلوبين".

وسعت أندرسون إلى طمأنة منتقدي الاتفاق بين بلادها وفنلندا من جهة، وتركيا من جهة أخرى باعتبار أنه "لن يغير كثيراً، حيث سنعمل وفقاً للقانون السويدي والاتفاقيات الدولية، ولا نقوم أبداً بترحيل المواطنين السويديين، وإن لم تكن متورطاً في الإرهاب فلا داعي للقلق".

نص الاتفاق بين الأطراف على أن تقدم "فنلندا والسويد، كعضوين مستقبليين في الناتو، الدعم الكامل لتركيا ضد التهديدات لأمنها القومي"، إلى جانب تعامل البلدين الأوروبيين مع طلبات تركيا بطرد المشتبه فيهم بالإرهاب "بسرعة ودقة ربطاً بالمعلومات والأدلة الاستخبارية من تركيا".

جرى تضمين "بي واي دي" و"يو بي جي" (YPG / PYD) (حزب العمال الكردستاني ووجدات جماية الشعب) المتواجدين على الأراضي السورية في التعهد المقدم لأنقرة، فلا يقدم البلدان دعماً لهما ولا لحركة فتح الله غولن.

كما تدين كل من السويد وفنلندا "إدانة لا لبس فيها جميع المنظمات الإرهابية التي تنفذ هجمات ضد تركيا، وتظهران تضامنهما مع الدولة (التركية) وأسر الضحايا". وأعادت الدولتان التأكيد على أنّ حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية محظورة"، وتعهدتا بمنع الأنشطة التي يقوم بها الحزب وفروعه والمنظمات الإرهابية الأخرى.

ووافقت الدول الثلاث على منع أنشطة هذه المجموعات، بحسب التلفزيون السويدي "إس في تي،" إلى جانب إنهاء أي حظر على توريد السلاح إلى تركيا، وتعزيز التعاون بين الأطراف من خلال آليات مشتركة بينها، تستند إلى معاهدات حلف شمال الأطلسي.

وما يقلق الأطراف المؤيدة للأكراد، بعد سنوات من تسامح السلطات السويدية مع أنشطة مؤيدة لـ"الكردستاني" وفروعه، ورفع راياته وصور زعيمه المعتقل في تركيا عبد الله أوجلان، أنّ استوكهولم ستباشر الحظر، بل والتعهد بقوانين أكثر صرامة، مع الأول من يوليو/تموز المقبل. وهذا يعني عملياً أنّ الأحزاب الكردية العاملة في سورية، لن يتاح لها التعامل والتعاون الرسمي، مثل السابق، مع السويد، بما في ذلك الزيارات المنتظمة إلى البرلمان والخارجية. 

وراهنت الأطراف الكردية، والسويدية المتضامنة معها، على فشل الاتفاق في رفع "فيتو" تركيا، إذ  "تفاجأ" البعض بسرعة الاتفاق وشموله كل تلك البنود.

استدعاء ليندي إلى جلسة الاستماع في لجنة الشؤون الأمنية الخارجية في البرلمان السويدي، التي دعت إليها أمينة كاكابافيه، يتطلب موافقة 35 عضواً في البرلمان السويدي، أما حجب الثقة فيحتاج تصويتاً بغالبية 175 صوتاً من أصل 349، وهو "أمر مستبعد" وفق تقدير خبراء الشؤون الأمنية في استوكهولم، مع بروز تيار عام يؤيد انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.