أسعد الشيباني من مجلس الأمن: الممارسات الإسرائيلية تقوض جهود التعافي في سورية

29 ابريل 2025
الشيباني يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي، 29 إبريل 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذر وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، من القصف الإسرائيلي العشوائي على الأراضي السورية، مشيرًا إلى خرقه لقرارات مجلس الأمن وتدميره للبنية التحتية، مما يهدد الاستقرار ويشجع الجماعات المرتبطة بإيران.
- أشاد الشيباني بالحكومة السورية الحالية لنجاحها في توحيد الفصائل العسكرية وإطلاق هيئات للعدالة الانتقالية، مؤكدًا أن الاعتداءات الإسرائيلية تهدد هذه الجهود.
- أكد الشيباني رفض التدخل الأجنبي وضم الجولان، مشيرًا إلى دعم سورية للفلسطينيين، ومطالبًا برفع العقوبات لإعادة الإعمار وعودة اللاجئين.

حذر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، اليوم الثلاثاء، من خطورة القصف والاستهداف الإسرائيلي العشوائي للأراضي السورية تحت سرديات مضللة، مؤكداً أن هذه الضربات تتسبب في القلق وتهديد الشعب السوري.

وشدد وزير الخارجية السوري على أن الذرائع التي كانت تستخدم لتبرير تلك الضربات لم تعد قائمة، وأن الضربات الحالية تمثل خرقا لقرارات مجلس الأمن، حيث تعمل إسرائيل من خلالها على تدمير البنية التحتية في سورية، وفتح المجال للفوضى وعودة المليشيات.

وأشار أسعد الشيباني إلى أن عمليات التوغل والقصف الإسرائيلي تدفع السكان إلى النزوح والهجرة من القرى والبلدات المحاذية للحدود في الجنوب السوري، وقد سقط عدد من الشهداء والجرحى نتيجة هذا العدوان، وقال: "إن النهج التوسعي، والمبالغة في تصوير المخاطر، وعدم احترام أمن الجوار وسيادته، سيؤدي بالمنطقة كلها إلى مزيد من العنف والصراع وعدم الاستقرار"، مردفا: "إن ممارسات إسرائيل تجاه سورية هي التي ستشجّع وتوفّر البيئة المناسبة للجماعات المرتبطة بإيران لزعزعة الاستقرار في سورية". وأوضح أن عدم اتخاذ قرار حاسم لنشر قوات فصل في المنطقة العازلة، سيقوّض المساعدات الدولية، لافتًا إلى أن قوات "أندوف" عاجزة بسبب تعطيل الجانب الإسرائيلي لمهامها الموكلة إليها.

وفي سياق آخر، أشاد أسعد الشيباني بالحكومة السورية الحالية، موضحًا أنها تضم كفاءات وطنية وممثلين من مختلف أطياف المجتمع السوري، وقد حازت هذه الحكومة، مؤخرا، وبالإجماع، على تأييد من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وعلى صعيد القوى العسكرية والفصائل السورية، قال الشيباني: "نجحنا في توحيد الفصائل العسكرية، رغم التحديات الجسيمة، تحت إطار دستوري مشترك وبرنامج إصلاحي حقيقي، وفي أول حوار وطني شامل، اجتمع ما يقارب الألف سوري في القصر الرئاسي لمناقشة أبرز القضايا التي تمسّ مستقبل البلاد".

ولفت الشيباني إلى أن الحكومة السورية توشك على إطلاق هيئة للعدالة الانتقالية، بالإضافة إلى هيئة معنية بمصير المفقودين، إلى جانب التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحديد وتدمير ما تبقى من ترسانة النظام السابق، وأضاف: "كما نتعاون مع الآلية الدولية المستقلة والمحايدة، وغيرها من الهيئات المعنية بالعدالة، لتوثيق الجرائم وبحث أفضل السبل الممكنة لتحقيق العدالة والمساءلة ومنع تكرار الانتهاكات".

وتابع الشيباني: "لقد كانت هذه الخطوات، قبل نصف عام فقط، تعد ضربا من ضروب المستحيل، لكنها اليوم واقع ملموس، ومع ذلك فإن عملنا الوطني هذا يتعرّض لتهديد حقيقي يتمثل في الاعتداءات الجوية الإسرائيلية المتكررة التي تنتهك أجواءنا وسيادتنا".

وأكد الشيباني رفض أطياف المجتمع السوري لأي تدخل أجنبي، كما شدد على رفض الممارسات الإسرائيلية، ورفض استخدام اللغة الإعلامية الإسرائيلية الساعية إلى تقسيم سورية وتركها "هشة ومليئة بالفوضى وعدم الاستقرار". وأضاف: "حتى اليهود السوريون الذين التقيناهم مرارا وتكرارا يرفضون هذه المخططات وهذه السياسات" وفق قوله.

وأضاف الشيباني: "إذا استطعنا أن نقدم أجوبة صادقة ومقنعة على هذه الأسئلة، سنتمكن من فهم من يزعزع الاستقرار في سورية، ومن يبني السلام: من الذي أزاح نظام الأسد والمليشيات المرتبطة به؟ من يخترق الأجواء ويقصف المواقع ويتوغل في أرضنا؟ من يعترف بالتنوع السوري ويشمله في الحكومة؟ ومن يستخدم هذا التنوع في خطابه لتعزيز الانقسام الطائفي؟ من يسهّل مهام قوات أندوف، ومن يعطّلها؟ من يدعم مهمة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومن يقصفها؟".

وفي ما يخص هضبة الجولان، شدد الشيباني على أن ضمها من قبل إسرائيل غير شرعي، وأنها تحت الاحتلال، وهو تحد صارخ لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مطالبا بتنفيذ القرار 497، مع الدعوة إلى تمكين قوات أندوف من استعادة خطوط ما قبل حزيران 1967.

وتقف سورية إلى جانب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما أكد الشيباني، مشيرا إلى أنه لا يزال يتحمّل عبء حرب ضروس تتوالى فيها الضربات الجوية، ويفرض عليه حصار خانق وتجويع متعمد، واستهداف للمسعفين والصحافيين، وهدم للبيوت، وانتهاك متكرر للهدن الهشّة. وقال: "هذه الانتهاكات لا تسبب مأساة إنسانية فقط، بل تغذي أيضا دوامة عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها، ومن هذا المنبر، نطالب بوقف فوري لإطلاق النار، لحماية المدنيين وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق".

وأشار الشيباني إلى أن الحكومة السورية عملت على تفكيك شبكات تجارة الكبتاغون، التي كانت تهدد دول الجوار، مع البدء بعمليات إعادة إعمار شبكات الطرق والبنى التحتية لتمكين التجارة والتكامل الإقليمي، قائلًا: "هدفنا واضح: تحويل المناطق المنكوبة بالحرب إلى ممرات اقتصادية تفيد كل دول المنطقة".

وفي ما يخص اللاجئين السوريين، أكد الشيباني أن عودتهم تمثّل محورا أساسيا في جهود التعافي، مشيرا إلى أن عودتهم في ظل الظروف الراهنة ووجود العقوبات أمر صعب، إذ تحول هذه العقوبات دون حصولهم على المواد والتمويل والخدمات الضرورية لإعادة الإعمار، مجددًا دعوته إلى رفعها.

وأكد أسعد الشيباني أن سورية لن تكون موقعًا لتهديد سيادة الدول المجاورة، وقال: "إن الأمن الحقيقي لا يبنى وراء الجدران، ولا يمكن حمايته داخل حدود مغلقة، فأمننا لا ينفصل عن أمن جوارنا، ولا يمكن لأي دولة أن تضمن سلامة شعبها وهي تهدد سيادة الآخرين". وختم الشيباني موضحًا أن مجلس الأمن أمام مسؤولية تاريخية وفرصة حقيقية لدعم تعافي سورية واستقرار المنطقة برمتها، مطالبًا بدعم الآليات التي تحقق العدالة لجميع الضحايا، ومناشدا بوضع رؤية مشتركة واضحة ومنسّقة لإعادة الإعمار، وفتح سبل التجارة، وضمان عودة آمنة وكريمة للاجئين.