"أسطول الصمود" يغادر المياه الإقليمية اليونانية اليوم نحو غزّة
استمع إلى الملخص
- أطلقت اللجنة الدولية مبادرة "ألف مادلين نحو غزة" من إيطاليا، بمشاركة 70 ناشطًا من أكثر من 20 جنسية، لمواصلة جهود كسر الحصار عن غزة.
- انضمت سفينة عمر المختار الليبية إلى الأسطول محملة بمواد إغاثة، بعد تحديات مناخية وأمنية، لدعم سكان غزة المحاصرين.
يستعد أسطول الصمود العالمي لمغادرة المياه الإقليمية اليونانية ومواصلة الإبحار نحو قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، رغم تعرضه لهجوم بمسيّرات الأسبوع الماضي. وقال حساب أسطول الصمود العالمي عبر إنستغرام، إن سفنه على بعد 463 ميلًا بحريًّا من غزة، مرجحًا وصولها في غضون خمسة إلى ثمانية أيام.
وتنطلق السفن في مرحلتها الأخيرة قبل الوصول إلى القطاع، من المياه الإقليمية اليونانية صباح اليوم، بعد أن تمكن المنظمون من إصلاح أعطال ميكانيكية أصابت سفناً وساهمت في تأخر انطلاقها. ويستخدم أسطول الصمود العالمي نحو 50 قارباً مدنياً في محاولة لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة، ويضم الأسطول العديد من المحامين والبرلمانيين والنشطاء، بمن فيهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبيري.
وأثار مرور أسطول الصمود العالمي عبر البحر المتوسط توتراً دولياً، خاصّة بعد تعرضه لهجوم بطائرات مسيّرة الأسبوع الماضي، وأدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء الماضي، "الهجمات" التي طاولت الأسطول ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى وقفها، مطالبة بتحقيق "مستقل"، في حين حذرت وزارة الخارجية الإسرائيلية من أنها ستتخذ الإجراءات الضرورية لمنع دخول الأسطول إلى ما سمته منطقة القتال، واقترحت أن يتم تفريغ المساعدات في عسقلان.
من جهتها، قالت تونبري إن "الهجمات والحرب النفسية وحملات التشويه لن توقف مهمتنا"، مشيرةً إلى أن خطر التصعيد ضد الأسطول يزداد أكثر كلما اقترب من قطاع غزة. ودعت في مقطع فيديو نشرته اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة عبر موقع فيسبوك، الدول إلى ضمان المرور الآمن لأسطول الصمود الذي يضم أكثر من 500 مشارك من 45 دولة.
انطلاق أسطول جديد من إيطاليا ضمن مبادرة "ألف مادلين نحو غزة"
إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إطلاق تحالف أسطول الحرية ومبادرة "ألف مادلين نحو غزة"، من ميناء سان جيوفاني لي كوتي في مدينة كاتانيا – صقلية الإيطالية. ويضم الأسطول بحسب بيان اللجنة عشر سفن مدنية ستنطلق اليوم السبت. ويشارك في هذا الأسطول ما يقارب 70 ناشطًا من أكثر من 20 جنسية ومن مختلف الأعمار، بينهم تسعة برلمانيين منتخبين من دول أوروبية والولايات المتحدة. وأكدت اللجنة أن الأسطول الجديد يأتي امتدادًا لمسيرات سفن "مادلين" و"حنظلة" وعشرات القوارب التي أطلقها تحالف أسطول الحرية خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، وكذلك سفن "أسطول الصمود العالمي"، والتي جميعها تعرضت لهجمات متكررة في المياه الدولية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
سفينة عمر المختار تنضم إلى أسطول الصمود
إلى ذلك، وصلت سفينة عمر المختار الليبية إلى الشواطئ اليونانية، والتحقت بأسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة، لتعلن بذلك انضمامها رسمياً إلى الأسطول الدولي الذي يسعى إلى فتح ممر إنساني لإيصال المساعدات إلى سكان القطاع المحاصرين.
وأكد المتحدث الرسمي باسم السفينة نبيل السوكني، لـ"العربي الجديد" أن "عمر المختار" وصلت إلى القافلة منذ ليل الجمعة بعد رحلة شاقة فرضت عليها تحديات مناخية معقدة وأوضاعاً أمنية متوترة. وأضاف متحدثاً من على متن السفينة، "أنها ترسو حالياً إلى جانب باقي القطع البحرية المشاركة في المنطقة الحدودية المقابلة للمياه الإقليمية للكيان الصهيوني، وسط أجواء ترحيبية من السفن الأخرى المشاركة في الأسطول".
وأوضح السوكني أن السفينة واجهت منذ مغادرتها المياه الإقليمية الليبية تشويشاً متقطعاً على اتصالاتها، ما أربك عمل الطاقم في بعض المراحل، لكن ذلك لم يمنعها من مواصلة المسار المحدد حتى وصولها إلى جزيرة كريت حيث خف التشويش بشكل ملحوظ. كما كشف أن طائرات حربية غير معلومة الهوية حلقت في أجواء قريبة من السفينة، الأمر الذي اضطر الطاقم إلى رفع حالة الطوارئ استعداداً لأي طارئ محتمل "غير أن الأمور سارت لاحقاً بسلام".
وفيما أكد السوكني سلامة جميع أفراد الطاقم، أوضح أن السفينة تحمل على متنها فنيين لإصلاح أي عطب فني تتعرض له، إضافة إلى مؤن وفريقٍ طبي كامل، سيسهم في تقديم الدعم لأي سفينة أخرى داخل الأسطول إذا اقتضت الحاجة. وشدد على أن المشاركين الليبيين ومن يرافقهم من المشاركين العرب والأجانب وصلوا مع إصرارهم على أن يكونوا جزءاً فاعلاً من الأسطول الدولي الذي يعتزم كسر الحصار وايصال المعونات إلى أهالي غزة.
وعرضت الصفحة الرسمية لمبادرة سفينة عمر المختار مقاطع مرئية تظهر وصول السفينة إلى القافلة، ومقابلات مع بعض المشاركين على متنها.
وكانت سفينة عمر المختار قد غادرت طرابلس الأحد الماضي بعد أسابيع من التحضير والاجتماعات التي أسفرت عن إطلاق مبادرة ليبية استجابت للنداء العالمي الداعي إلى المشاركة في قوافل فك الحصار عن غزة.
وفي الخامس من سبتمبر/أيلول الجاري عقد الفريق المؤسس لمبادرة سفينة عمر المختار، وقفة وسط طرابلس، أكد خلالها عمر الحاسي، رئيس حكومة الإنقاذ الوطني السابقة، العضو المؤسس للمبادرة، أن الهدف الأول من الرحلة هو فك الحصار الذي سبَّب مجاعةً مميتة لأهالي غزة.
وأوضح الحاسي أن السفينة تحمل مواد إغاثة متنوعة تشمل الطعام والأدوية والماء وملابس الشتاء والأغطية والخيم، التي تساعد في دعم المدنيين المحاصرين في القطاع، مضيفاً أن هذه المواد الإغاثية مصدرها تبرعات ومساهمات شعبية ليبية واسعة جسدت روح التضامن الشعبي بعيداً عن الحسابات الرسمية أو الحكومية. وأكد أن "فلسطين غير محتاجة إلى الخطابات المتكررة، أو دعوات الشفقة، ولأن هذه المشاركة ليست عملاً عابراً، بل هي جزء من مشروع تضامن طويل الأمد يهدف إلى إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وإبرازها كقضية إنسانية وحقوقية أمام العالم".