"أسطول الصمود" يرد على تهديدات بن غفير: واهية ولن تثنينا عن مهمتنا

04 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 23:25 (توقيت القدس)
سفن مشاركة في أسطول الصمود بميناء برشلونة، 1 سبتمبر 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أدان أسطول الصمود العالمي تهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، مؤكدًا أن هذه التهديدات لن تثنيهم عن مهمتهم الإنسانية والقانونية، واعتبرها انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف.

- انضمت سفينة الإنقاذ الإيطالية "لايف سبورت" وشخصيات بارزة مثل ماندلا مانديلا إلى الأسطول لدعم الفلسطينيين، وشهدت مدينة كاتانيا مظاهرات حاشدة دعماً لفلسطين.

- تعاني غزة من حصار إسرائيلي مستمر منذ 18 عامًا، مما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل كارثي، مع استمرار الإبادة الجماعية منذ أكتوبر 2023 بدعم أمريكي.

أسطول الصمود: تهديدات بن غفير انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي

سفينة الإنقاذ الإيطالية الضخمة "لايف سبورت" تنضم إلى أسطول الصمود

أعلن الأسطول انضمام حفيد نيلسون مانديلا للقافلة المتجهة إلى غزة

أدان أسطول الصمود العالمي لكسر حصار غزة "بشدة" تهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، التي وصم فيها المشاركين في الأسطول بأنهم "إرهابيون"، وقال إن تلك التهديدات "واهية ولن تثنينا عن مهمتنا الإنسانية". جاء ذلك في بيان للأسطول نشره على منصة إكس، اليوم الخميس، رداً على تصريحات بن غفير، أمس الأربعاء، التي قال فيها إن "القوارب في الأسطول ستُصادَر، والأشخاص الموجودين على متنها سيُعتقلون وسيُعاملون باعتبارهم مشتبهاً فيهم بالإرهاب".

وقال البيان: "في غضون أيام، سيصل أسطول الصمود العالمي إلى شواطئ تونس، حيث ستنضم إليه سفن إضافية قبل مواصلة رحلتنا إلى شواطئ غزة، محملة مساعدات إنسانية منقذة للحياة". وذكر أن الأسطول "يدين بشدة تهديدات بن غفير التي تعد محاولة لترهيب المشاركين ووصمهم زوراً بـ’الإرهابيين’". وأكد أن تلك التهديدات الإسرائيلية "ليست فقط باطلة وغير عادلة، بل تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف". وقال الأسطول: "لن تثنينا التهديدات الواهية من المسؤولين الإسرائيليين. مهمتنا إنسانية وقانونية ولا يمكن إيقافها".

سفينة إنقاذ إيطالية ضخمة تنضم إلى أسطول الصمود

إلى ذلك، أعلن "أسطول الصمود"، اليوم الخميس، أن منظمة الطوارئ الإيطالية "إيميرجنسي" (غير حكومية)، سترسل سفينتها المخصّصة للإنقاذ "لايف سبورت"، للانضمام إلى الأسطول المتجه إلى قطاع غزة. وقال الأسطول في تدوينة عبر حسابه في "إكس": "سترسل منظمة الطوارئ الإيطالية إيميرجنسي، سفينتها المخصّصة للإنقاذ (لايف سبورت)، البالغ طولها 51 متراً، للانضمام إلى الأسطول" المتجه إلى غزة. وأضاف: "تُستخدم السفينة عادة في عمليات إنقاذ المهاجرين بالبحر المتوسط، لكنها ستقدم هذه المرة دعماً طبياً ولوجستياً".

في هذه الأثناء، تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة كاتانيا جنوبي إيطاليا، دعماً لفلسطين ولأسطول الصمود العالمي. وتجمع الآلاف في ميناء كاتانيا، نقطة التقاء القوارب المنضمة إلى أسطول الصمود العالمي من إيطاليا، وساروا باتجاه مركز المدينة، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات داعمة لفلسطين وأسطول الصمود.

تظاهرة في كاتانيا جنوبي إيطاليا دعماً لأسطول الصمود المتوجه نحو غزة، 3 سبتمبر 2025 (الأناضول)
تظاهرة في كاتانيا جنوبي إيطاليا دعماً لأسطول الصمود المتوجه نحو غزة، 3 سبتمبر 2025 (الأناضول)

وخلال المسيرة التي نُظّمت مساء الأربعاء، ردد المتظاهرون شعارات مثل "الحرية لفلسطين" و"مدننا مع فلسطين" و"أوقفوا الإبادة الجماعية" و"حرروا فلسطين من النهر إلى البحر" و"انتفاضة". وكذلك عُرضت عبارة "غزة، نحن قادمون" على شاشة ضخمة في ساحة فيديريكو دي سفيفيا بنهاية المسيرة. وأوضح أحد منظمي المظاهرة، في كلمة، أن 15 ألف شخص شاركوا في المسيرة.

انضمام حفيد نيلسون مانديلا إلى أسطول الصمود

في سياق متصل، أعلن "أسطول الصمود"، اليوم الخميس، انضمام ماندلا مانديلا حفيد الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا إلى قافلة الأسطول المتجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي والتجويع الممنهج. وقال الأسطول في تدوينة على منصة إكس: "ماندلا مانديلا، حفيد نيلسون مانديلا، ينضم إلى 10 من مواطني جنوب أفريقيا على متن أسطول الصمود". وينضم مانديلا بذلك إلى الأسطول الذي يضم عشرات القوارب ومئات الأشخاص من 44 دولة، بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ.

وقبل ساعات نقل موقع "بولِتي" الجنوب أفريقي، تصريحات لمانديلا، قال فيها إن "كثيرين منا ممن زاروا الأراضي الفلسطينية المحتلة عادوا باستنتاج واحد فقط، أن الفلسطينيين يعيشون شكلاً من الفصل العنصري أشد سوءاً مما عشناه نحن". وأضاف خلال وجوده في مطار جوهانسبرغ، الأربعاء، بينما كان يستعد لركوب طائرة متجهة إلى ونس للانضمام إلى أسطول الصمود: "نعتقد أن على المجتمع الدولي أن يواصل دعم الفلسطينيين، تماماً كما وقفوا هم إلى جانبنا في السابق".

وشدد مانديلا الذي تعارض بلاده بشدة حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، على أنه "عندما انتهى نظام الفصل العنصري (ببلاده) عام 1994، كان ذلك نتيجة ضغوط وعقوبات مكثفة من دول أخرى". وأكمل: "لقد عُزل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا حتى انهار أخيراً، ونعتقد أن الوقت قد حان لتطبيق ذلك على الفلسطينيين".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، تقدمت جنوب أفريقيا بطلب إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الهجمات الإسرائيلية على غزة، وبعد شهر رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بداعي انتهاكها اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 التي تنص على منع الإبادة الجماعية ومعاقبة المتورطين فيها. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

والأحد، انطلقت نحو 20 سفينة ضمن "أسطول الصمود" من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر الاثنين من ميناء جنوة شمال غربي إيطاليا. ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن قافلة أخرى ستنطلق من تونس الأحد المقبل، قبل أن تواصل رحلتها باتجاه غزة خلال الأيام المقبلة. ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاماً، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالى 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم. ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة دخول أي مواد غذائية أو علاجات أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده. لكنها سمحت قبل نحو شهر بدخول كميات شحيحة جداً من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين، فيما لا تزال المجاعة مستمرة، إذ تتعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تحظى بحماية إسرائيلية، وفق بيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 64 ألفاً و231 شهيداً و161 ألفاً و583 جريحاً معظمهم أطفال ونساء، وآلاف المفقودين، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 370 فلسطينياً بينهم 131 طفلاً.

(الأناضول، العربي الجديد)