أسطول الصمود | ترحيل نشطاء وإضراب آخرين عن الطعام وسط عنف وابتزاز
استمع إلى الملخص
- تعرضت غريتا تونبرغ لمعاملة قاسية أثناء احتجازها، حيث أفاد ناشطون بتعرضها للعنف، بينما نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الادعاءات.
- أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية عن حادثة في سجن "كتسعوت" حيث قامت ناشطة إسبانية بعضّ أحد أفراد الطاقم الطبي، وتم ترحيل 137 ناشطاً آخرين إلى تركيا.
لم تكشف سلطات الاحتلال عن قائمة أسماء الناشطين المنوي ترحيلهم
ناشط تركي: محققو "الشاباك" سحلوا غريتا على الأرض وجرّوها من شعرها
أعلن الاحتلال ترحيل 137 ناشطاً على متن طائرة هبطت في تركيا
رحلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عددا من ناشطي أسطول الصمود العالمي الذين أبحروا منذ مطلع الشهر من موانئ أوروبيّة ومتوسطيّة هادفين إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ نحو عقدين على سكان قطاع غزة، الذين تفاقمت معاناتهم جرّاء استخدام التجويع أسلوب حربٍ في خضم إبادة وظروف كارثية لم يسبق أن شهد العالم مثيلاً لها، وذلك قبل أن تعترض بحرية الاحتلال سفنهم في المياه الإقليمية الدولية، خلافاً للقانون الدولي، وتقتادهم إلى سجونها حيث لاقوا معاملة لاإنسانية.
وقالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين إنه جرى ترحيل 171 من ناشطي أسطول الصمود لكل من اليونان وسلوفاكيا، مشيرة إلى أن من بينهم ناشطة المناخ غريتا تونبرغ.
غريتا اشتهرت بينما كانت لا تزال مجرد طالبة طفلة، حيث قادت إضراب المدارس الأوّل أمام البرلمان السويدي بهدف التأثير على حكومة بلادها في قضية المناخ والاحتباس الحراري، تحوّلت منذ أصبحت الحرب الإسرائيلية إبادة ممنهجة ضد الفلسطينيين إلى مدافعة عن حقوق الأخيرين ومناصرة لهم؛ إذ سبق أن شاركت في يونيو/حزيران الماضي بسفينة حنظلة التي هدفت لكسر الحصار، واعتقلتها سلطات الاحتلال مع رفاقها الناشطين والحقوقيين، قبل أن ترحلّهم جميعاً.
بالقبض عليها هذه المرة لدى اعتراض الاحتلال سفينة "ألما" ضمن أسطول الصمود العالمي، انتهج السجانون الإسرائيليون ومحققو أجهزة "الشاباك" أساليب عنفٍ وابتزاز بحق النشطاء، خصوصاً غريتا؛ حيث "سحلوها على الأرض وجرّوها من شعرها، تماماً كما فعل النازيّون (في الرايخ الثالث)"، بناء لشهادة أدلى بها الناشط التركي أرسين تشليك الذي كان برفقتها، وذلك قبل نقلها إلى زنزانة صغيرة وإطلاق حشرات البق عليها لمهاجمتها وإخافتها وإمراضها ثم إهانتها والتنكيل بها وإذلالها بإكراهها على تقبيل علم دولة الاحتلال الإسرائيلي، في إطار سلوكٍ يتفتق عن العقلية الساديّة المجرمة التي تحكم سلطة السجون، تحت إدارة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
الظروف القاسية التي احتجزت بها غريتا أكّدها أيضاً مسؤول سويدي زارها في سجن "كتسعوت" أمس، حسبما نقلت عنه صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، لافتاً إلى أنه قُدم لها قليل من الطعام والشراب فحسب. وفي حين زار الوزير المتطرف بن غفير، المسؤول عن مصلحة السجون، سجن "كتسعوت" للتأكد من الظروف اللإنسانية التي يُحتجز فيها الناشطون، كما قال بنفسه في بيان، مثنياً على السلوكيات المجرمة المنتهجة، حاولت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعمية الحقائق التي وصفتها بـ"أكاذيب فظة"، زاعمةً في بيانٍ لها أن "جميع الحقوق القانونية للمعتقلين محفوظة بالكامل".
وأضافت الوزارة أنه "من المثير للاهتمام أن غريتا نفسها ومعتقلين آخرين رفضوا تسريع ترحيلهم وأصروا على تمديد بقائهم في الحجز. كما أن غريتا لم تتقدم بأي شكوى إلى السلطات الإسرائيلية بشأن أي من هذه الادعاءات السخيفة والتي لا أساس لها، لأنها لم تحدث إطلاقاً"، على حد زعمها. أمّا اليونان - الدولة التي ستموّل رحلة طيران الناشطة السويدية - فقالت وزارة خارجيتها إن "سفيرة اليونان في إسرائيل زارت أمس 27 من المواطنين اليونانيين الذين اعتقلوا. الجميع بصحة جيدة ويتلقون كل الدعم اللازم"، على حد ما جاء في بيانها.
في غضون ذلك، أفادت مصلحة السجون، في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، بأن "حادثة غير اعتيادية وقعت في سجن كتسعوت"، موضحةً أن "إحدى ناشطات الأسطول وتحمل الجنسية الإسبانية، عضّت واحدة من أفراد الطاقم الطبي في مصلحة السجون بعد إعادتها من فحص طبي روتيني في جزء من الاستعدادات لإطلاق سراحها (المتوقع اليوم)"، ولفتت إلى أنه "رغم الهجوم، يبدو أن الناشطة المذكورة ستُرحل كما هو متوقع، وقد تُستدعى لاحقاً للتحقيق". وزعمت مصلحة السجون "إصابة عضوة الطاقم الطبي بجروح طفيفة وتلقت علاجاً موضعياً. استُدعيت الشرطة الإسرائيلية إلى المكان لمتابعة التعامل مع المهاجِمة"، مشيرةً إلى أنه "نأخذ على محمل الجد أي عنف يُمارس ضد أي من أفراد طاقم مصلحة السجون ويتم التعامل مع ذلك حسب القانون".
وأول أمس، أعلن الاحتلال ترحيل 137 ناشطاً من الأسطول على متن طائرة هبطت في تركيا، حملت مواطنين من الولايات المتحدة، إيطاليا، بريطانيا، الأردن، الكويت، ليبيا، الجزائر، موريتانيا، ماليزيا، البحرين، المغرب، سويسرا، تونس وتركيا. وكانت بحرية الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت أكثر من 450 ناشطاً شاركوا في الأسطول، الذي انطلق من جنوة، شمال غربي إيطاليا، في 30 أغسطس/آب الماضي، ومن برشلونة في 31 من الشهر ذاته، ومن تونس وكاتانيا في الرابع من سبتمبر/أيلول الماضي.