أستراليا تطرد السفير الإيراني على خلفية هجومين معاديين للسامية

26 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 14:48 (توقيت القدس)
رئيس الوزراء الأسترالي خلال مؤتمر في كانبيرا، 11 أغسطس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أستراليا طردت السفير الإيراني وثلاثة دبلوماسيين، وسحبت سفيرها من طهران، متهمة إيران بالوقوف خلف هجومين معاديين للسامية في ملبورن وسيدني، دون وقوع خسائر بشرية.
- رئيس الوزراء الأسترالي وصف الهجمات بأنها "أعمال عدوانية"، وأعلن تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، مع تأكيد سلامة الدبلوماسيين الأستراليين.
- إيران رفضت الاتهامات ووصفتها بأنها "مرفوضة تماماً"، متوعدة برد مماثل، واعتبرت القرار الأسترالي مرتبطاً بالتطورات الداخلية في أستراليا.

أعلنت أستراليا أنّها طردت السفير الإيراني لديها وسحبت سفيرها من طهران وعلّقت عمليات سفارتها هناك، متّهمة الجمهورية الإسلامية بالوقوف خلف هجومين معاديين للسامية في ملبورن وسيدني. وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ في مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، إنّ أستراليا منحت السفير الإيراني وثلاثة دبلوماسيين إيرانيين آخرين مهلة سبعة أيام لمغادرة البلاد. وهذه أول مرة تطرد فيها أستراليا سفيراً منذ الحرب العالمية الثانية.

بدوره، أعلن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي أنّ أجهزة الاستخبارات توصلت إلى "نتيجة مقلقة للغاية"، مفادها أنّ إيران دبّرت هجومين على الأقل معاديين للسامية. وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي إنّ طهران تقف خلف حريق متعمّد استهدف مقهى لويس كونتيننتال المتخصص بتقديم أطعمة حلال لليهود (كوشير) في ضاحية بونداي بسيدني في أكتوبر/ تشرين الأول 2024. وأضاف أنّ الاستخبارات خلصت أيضاً إلى أنّ إيران تقف أيضاً خلف حريق متعمّد استهدف كنيس أداس إسرائيل في ملبورن في ديسمبر/كانون الأول 2024. ولم يتسبّب أيّ من الهجومين بخسائر بشرية.

وقال ألبانيزي "كانت هذه أعمال عدوانية استثنائية وخطرة، دبّرتها دولة أجنبية على الأراضي الأسترالية". وأضاف "لقد كانت محاولات لتقويض التماسك الاجتماعي، وزرع الفتنة في مجتمعنا. هذا غير مقبول على الإطلاق". ورجّح رئيس الوزراء أن تكون إيران خلف هجمات أخرى معادية للسامية وقعت في أستراليا. وبناءً عليه أعلنت أستراليا سفير إيران لديها أحمد صادقي "شخصاً غير مرغوب فيه"، وأمرته مع ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين آخرين بمغادرة البلاد في غضون سبعة أيام. كما سحبت أستراليا سفيرها لدى إيران وعلّقت عمليات سفارتها في طهران.

وأوضح رئيس الوزراء أنّ الدبلوماسيين الأستراليين المعتمدين في إيران أصبحوا جميعاً "بأمان في بلد ثالث". وأضاف أنّ أستراليا ستباشر أيضاً الإجراءات اللازمة لتصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية". وأكدت وونغ من ناحيتها أنّ هذه هي المرة الأولى التي تطرد فيها بلادها سفيراً في فترة ما بعد الحرب. وقالت "لقد اتّخذنا هذا القرار لأنّ تصرفات إيران غير مقبولة على الإطلاق". وأوضحت وزيرة الخارجية أنّ أستراليا ستحافظ على خطوط دبلوماسية مع إيران لحماية مصالح الأستراليين في هذا البلد. ولدى أستراليا سفارة في طهران منذ عام 1968.

إيران ترد

وفي تعليقه على الخطوة الأسترالية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الثلاثاء، إن الاتهامات الأسترالية الموجهة إلى إيران "مرفوضة تماماً"، متوعداً برد مماثل، وقال: "من الطبيعي أن يقابل أي تصرّف غير مناسب أو غير مبرَّر على المستوى الدبلوماسي برد مماثل"، وأوضح أنّ قرار أستراليا بطرد السفير الإيراني "تطوّر جديد"، وأنّ فريقاً بوزارة الخارجية "منشغل حالياً بدراسة الموضوع واتخاذ القرار بشأن كيفية ردّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وشدّد بقائي على أنّه "لا وجود أساساً لمفهوم معاداة اليهود أو معاداة السامية في ثقافتنا وتاريخنا وديننا، فهذه الظاهرة غربية وأوروبية المنشأ"، وأوضح أنّ "اضطهاد اليهود بسبب ديانتهم هو قضية أوروبية، وعلى الأوروبيين أن يتحمّلوا مسؤولية ماضيهم التاريخي الذي لا يزال مستمراً حتى اليوم". واتّهم المتحدث الحكومة الأسترالية بـ"التذرع" قائلاً إنّهم يسعون "لتبرير سياساتهم المعادية لإيران" بهذه الطريقة. وأضاف أنّ هذا القرار "أكثر ارتباطاً بالتطورات الداخلية في أستراليا منه بالعلاقات مع إيران"، معتبراً أنّه يأتي "لتعويض الانتقادات المحدودة التي وجّهها الطرف الأسترالي أخيراً إلى الكيان الصهيوني".

وأشار بقائي إلى أنّه خلال الأسبوعين الماضيين "شهدنا تنظيم مظاهرات واحتجاجات مليونية في هذا البلد، تنديداً بقتل الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وهذه من المرات القليلة التي وجّه فيها بعض الساسة الأستراليين انتقادات إلى الكيان الصهيوني".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون