أسبوعان من انتكاسات ترامب لإبطال نتيجة الانتخابات: هل يتراجع؟

أسبوعان من انتكاسات ترامب لإبطال نتيجة الانتخابات: هل يتراجع؟

21 نوفمبر 2020
ترامب يتشبث بشكل مرضي بكرسي الرئاسة (كريستوفر فيرلونغ/ Getty)
+ الخط -

يمر أسبوعان اليوم السبت على إعلان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية، في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس دونالد ترامب انتكاسات متتالية في محاولته المضنية غير المسبوقة لإبطال النتيجة.
ويستعد الديمقراطي بايدن لتولي مهام الرئاسة رسميا في 20 يناير/ كانون الثاني، لكن الجمهوري ترامب يرفض التسليم بالأمر ويسعى لإبطال أو قلب النتائج من خلال الطعون وإعادة فرز الأصوات في عدد من الولايات زاعما دون دليل حدوث تزوير واسع النطاق.
وهذا المسعى الذي وصفه منتقدوه بأنه محاولة فريدة من رئيس لدحض إرادة الناخبين لم يلق نجاحا يذكر حتى الآن، فقد منيت حملته بسلسلة من الهزائم القضائية ويبدو أنها فشلت في إقناع الجمهوريين بالولايات التي خسرها، مثل ميشيغن، بتصديق نظريات المؤامرة التي يروج لها دون سند.
وبدا مسعى ترامب للتشبث بالسلطة أضعف من أي وقت مضى أمس الجمعة بعدما أعلن براد رافينسبرغر سكرتير جورجيا المسؤول عن العملية الانتخابية بالولاية أن الفرز اليدوي ومراجعة كل الأصوات بالولاية الجنوبية يؤكدان فوز بايدن بأصوات الولاية.
ووجه اثنان من القيادات الجمهورية بولاية ميشيغن صفعة أخرى حينما قالا مساء أمس الجمعة بعد اجتماع في البيت الأبيض مع ترامب "لم نطّلع بعد على أي معلومات من شأنها تغيير نتيجة الانتخابات في ميشيغن".
وفي فعالية بالبيت الأبيض أقيمت أمس الجمعة حول خفض أسعار الدواء، أكد ترامب مجددا في أول تصريحات علنية له منذ أيام عن نتيجة الانتخابات "أنا فزت".
وبعد سلسلة من الهزائم في ساحات المحاكم، ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة أن فريق ترامب يعلق آماله على محاولة لدفع المجالس التشريعية الخاضعة لسيطرة الجمهوريين في الولايات الحاسمة التي فاز بها بايدن لتنحية النتائج جانبا وإعلان ترامب فائزا بالتصويت.
وهذا مسعى طويل المدى يركز حاليا على بنسلفانيا وميشيغن، لكن حتى وإن تحولت الولايتان لصالح ترامب فسيحتاج إلى قلب نتيجة التصويت في ولاية ثالثة للتفوق على بايدن في المجمع الانتخابي.
وإجراء كهذا سيكون سابقة في التاريخ الأميركي الحديث.
ضغوط لبدء الانتقال الرسمي
بعدما أصبح بايدن الرئيس المنتخب في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني إثر فوزه في بنسلفانيا الذي دفع شبكات تلفزيونية رئيسية إلى إعلانه الفائز، من المقرر أن يقضي اليوم السبت في الاجتماع مع كاميلا هاريس نائبته المنتخبة ومع مستشاريه خلال الفترة الانتقالية.
وسيشارك ترامب في قمة مجموعة العشرين التي ستعقد عبر الإنترنت اليوم وغدا.
وكثيرا ما أثار نهج "أميركا أولا" الذي تبناه ترامب جدلا في اجتماعات قمة مثل مجموعة العشرين، وأبدى كثير من حلفاء الولايات المتحدة ترحيبا هادئا بتغيير القيادة في واشنطن.
وتزايد الضغط على ترامب لبدء عملية الانتقال الرسمي، وعبّر المزيد من الجمهوريين عن تشككهم في مزاعمه غير المستندة لأدلة عن تزوير الانتخابات.
وقالت عضو مجس الشيوخ عن ولاية مين، سوزان كولينز، في بيان إن ترامب أمامه "طريق صحيح وطريق خاطئ" للاعتراض على ما يراه مخالفات انتخابية. وتابعت "الطريق الصحيح هو تجميع الأدلة وتقديم طعون قضائية في محاكمنا. الطريق الخطأ هو محاولة الضغط على مسؤولي الانتخابات بالولاية".
ولا تزال إدارة الخدمات العامة بالولاية، والتي يديرها مسؤول عينه ترامب، لا تعترف بفوز بايدن وتمنع فريقه من دخول المقار الحكومية، ومن استخدام التمويل المتاح عادة للإدارة القادمة.
ويقول منتقدو ترامب إن رفضه الإذعان للنتيجة ستترتب عليه آثار خطيرة على الأمن القومي وعلى مواجهة جائحة كورونا التي أودت بحياة أكثر من 250 ألفا بالولايات المتحدة.

وفاز بايدن بفارق مريح بنتيجة 306 أصوات مقابل 232 صوتا لترامب في المجمع الانتخابي، لكن عملية التصديق الرسمي على الفوز ستتم خلال الأسابيع المقبلة.
وفي الانتخابات الأميركية، يصبح المرشح رئيسا بفوزه بعدد 270 صوتا في المجمع الانتخابي. وينتمي أعضاء المجمع إلى الأحزاب المتنافسة، ويمنحون أصواتهم إلى مرشحهم الذي يفوز بالتصويت الشعبي، ويختلف عددهم بين كل ولاية وأخرى بناء على عدد سكانها.
وفي العادة، تقر كل ولاية لائحة جمهورية أو ديمقراطية بأعضائها في المجمع الانتخابي تعتمد على المرشح الفائز بالتصويت الشعبي.
ويجتمع المجمع الانتخابي في الرابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول لتسمية الرئيس رسميا، وترفع النتيجة إلى الكونغرس للفرز في السادس من يناير/كانون الثاني.
وفي 20 يناير/كانون الثاني، تنتهي الفترة الرئاسية الجارية وتبدأ الجديدة.
(رويترز، العربي الجديد)