أسئلة لا تنتهي

02 ديسمبر 2024
من تظاهرة لندن السبت الماضي (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتصاعد الاحتجاجات العالمية ضد السياسات الإسرائيلية في فلسطين، حيث شارك أكثر من 150 ألف متظاهر في لندن للضغط على الحكومة البريطانية لوقف تزويد إسرائيل بالسلاح، بينما وصفت جمعية "اتحاد أكسفورد" إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري.

- تتزايد الانتقادات الداخلية في إسرائيل، حيث أشار وزير الأمن الأسبق موشيه يعلون إلى تنفيذ إسرائيل تطهيراً عرقياً في غزة، متهماً نتنياهو بقيادة البلاد نحو الخراب.

- تتغير مواقف الرأي العام الدولي تجاه إسرائيل، حيث يشعر الإسرائيليون بالخوف من السفر في ألمانيا، مما يعكس تزايد العزلة الدولية.

بينما تواصل آلة القتل الأميركية الإسرائيلية تدميرها كل ما يعترضها في فلسطين، تتعالى أصوات الحق في كل مكان منتصرة للعدل والإنسانية. وكلما أمعنت آلة القتل الوحشية في استهداف النساء والأطفال والآمنين، زادت رقعة الصرخة الإنسانية توسعاً ودعماً للحق الفلسطيني.

شارك أكثر من 150 ألف متظاهر، أول من أمس السبت، في تظاهرة بالعاصمة البريطانية لندن، دعت إليها حركات التضامن مع فلسطين، استمراراً للضغط الشعبي على الحكومة البريطانية لوقف تزويد إسرائيل بالسلاح. وبتصويت ساحق، حسمت جمعية "اتحاد أكسفورد" العريقة (تأسست عام 1823) قرارها إثر مناظرة حول مقترح ينص على اعتبار "إسرائيل دولة فصل عنصري مسؤولة عن الإبادة الجماعية"، وفقاً لما ذكرته مجلة اتحاد أكسفورد.

وتتسع قاعدة الرافضين والمنددين بهذا التطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين. وتتعالى الأصوات حتى من داخل الكيان نفسه. والأسبوع الماضي، قال وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون إن إسرائيل تنفذ تطهيراً عرقياً شمالي قطاع غزة. كما اتهم يعلون رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقيادة دولة الاحتلال إلى "الخراب".

وتتضح تغيرات الرأي العام الدولي في تفاصيل كثيرة بدأت تتكثف في الآونة الأخيرة، وتُظهر أن الكائن الإسرائيلي بات منبوذاً وملاحقاً في كل مكان. وقال السفير الإسرائيلي في ألمانيا رون بروسور إن "الإسرائيليين يخافون من السفر بمفردهم في القطارات الإقليمية ومترو الأنفاق أو التحدث بالعبرية على هواتفهم المحمولة في ألمانيا". وأضاف في حوار مع صحيفة ألمانية أن "بعض الطلاب أخبروه أنهم لا يمكنهم الذهاب إلى الحمام إلا بصحبة زملائهم"، مطالباً السلطات الألمانية باتخاذ المزيد من الإجراءات ضد "معاداة السامية" في جميع أنحاء البلاد.

خرج الإسرائيليون من لبنان، أو سيخرجون، وقد تنتهي المأساة اللبنانية قريباً، وسيظلون مطارَدين ملاحَقين منبوذين أينما ذهبوا. ولكن الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان تطرح اليوم أسئلة مهمة علينا. وربما يطرحها المهجّرون وعائلات الشهداء والجرحى، وكل الذين دُمرت حياتهم بالكامل، هل كان الأمر يستحق فعلاً هذا الثمن؟ ماذا ربحنا فعلاً وماذا خسرنا؟ ونحن لا نزايد عليهم من وراء تحليلاتنا العابرة لطرح أجوبة لا أحد يحددها إلا التاريخ، والتاريخ القريب ربما، الذي سيثبت إن كان بعض عناصر معادلة الصراع العربي الإسرائيلي قد تغيّر بالفعل. ولكن هذه الأسئلة هي أيضاً أسئلة الضحايا قبلهم، منذ عقود، أولئك الذين نذروا حياتهم لفكرة الدفاع عن الحق وعن الأرض، وستظل تُطرح، وستبقى المقاومة وسندفع المزيد من الآلام، ولكنه صراع الحق والظلم الذي لا ينتهي.
 

المساهمون