أسئلة حول قمة ألاسكا... لهجة ترامب مع بوتين والضمانات وموقف أوروبا

15 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 15:57 (توقيت القدس)
صورة مركبة لبوتين وترامب، مايو/ يوليو 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا لبحث وقف الحرب الروسية الأوكرانية، وسط تحديات وانتقادات من الرئيس الأوكراني زيلينسكي، مما يجعل نتائج القمة غير متوقعة.

- هناك قلق في كييف وأوروبا من احتمال تقديم ترامب تنازلات لبوتين دون استشارة زيلينسكي، رغم تصريحات ترامب المتناقضة حول نجاح القمة وإمكانية تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.

- العلاقة بين ترامب وبوتين مثار جدل، خاصة بعد تصريحات ترامب المؤيدة لبوتين سابقًا، مما يثير تساؤلات حول تعاملهما خلال القمة ومخاوف من ضغوط على زيلينسكي.

يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب

، اليوم الجمعة، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، في وقت يسعى فيه الرئيس ترامب إلى وقف الحرب التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022. ومرت جهود ترامب الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا بانعطافات عدّة، كانت بداية من التفاؤل مروراً بالانتقادات والاشتباك الذي حصل في البيت الأبيض بين الرئيس ترامب ونائبه جي دي فانس مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حتى إبداء ترامب استياءه الشديد من بوتين واستخدامه أحياناً ألفاظاً نابية، وفي ضوء ما سبق يصعب توقع نتائج القمّة وأجوائها.

أهمية الاجتماع 

وعن مدى أهمية اجتماع اليوم، يقول موقع ذا هيل، إن هناك قلقاً كبيراً في كييف وسائر أوروبا من أن يقدم ترامب تنازلات لبوتين مقابل وعد بوقف إطلاق النار، قبل عرضه على زيلينسكي أمراً واقعاً، إلّا أنه يشير في الوقت ذاته إلى تقليل ترامب من احتمالية حدوث أي تقدم حقيقي خلال اللقاء، ورغم ذلك يصعب توقع ما يمكن أن تنتج عنه القمة، خاصة وأن ترامب نفسه قد قال في تصريحات صحافية يوم الاثنين إن اللقاء استشرافي، قبل أن يقول الخميس إنه يقدر أن يخرج بانطباع عن فشله بنسبة 25% دون أن يعرّف ما هو الفشل المقصود. وفي ذات اليوم، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض إنه يعتقد أن بوتين "سيصنع السّلام".

الضمانات الأمنيّة

وكان ترامب قد طمأن القادة الأوروبيين خلال مكالمة فيديو في وقت سابق هذا الأسبوع، بأنه لن يتفاوض على تبادلات أراضٍ محددة خلال الاجتماع، في حين أعرب الأوروبيون عن بعض التفاؤل، خاصّة بعد أن ألمح ترامب إلى استعداد الولايات المتحدة لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا جزءاً من اتفاق سلام. وبحسب "ذا هيل"، فإنّ الأهم من تعهد ترامب خلال اللقاء، هو عدم إدلائه بأي تصريح علني أو دقيق بشأن الضمانات الأمنية، وسط توقع بأن يعارض بوتين تقديم أي ضمانات تطمئن أوروبا وكييف خلال لقاء ألاسكا.

كيف سيكون تعامل ترامب؟

أمّا بالنسبة إلى كيفية تعامل ترامب مع بوتين خلال اللقاء، استعرض الموقع جملة من المحطات البارزة في علاقة الزعيمين، وقال إنّ العلاقة بين ترمب وبوتين كانت محل تساؤل، ومصدر إزعاج للكثيرين طيلة سنوات، خاصة عندما بدا ترامب في هلسنكي عام 2018، مصدقاً كلام بوتين على كلام الاستخبارات الأميركية بشأن عدم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، إضافة إلى ذلك، استخدم ترامب لغة غريبة في فترة غزو روسيا لأوكرانيا، إذ وصف الخطوة بالعبقرية والذكية للغاية من بوتين، بالمقابل، عبر ترامب عن إحباطه مؤخراً من بوتين بسبب حرب أوكرانيا، كما اشتكى منه خلال جلسة لمجلس الوزراء الشهر الماضي تحدث فيها عن جهوده في وقف حرب أوكرانيا قائلاً "نتلقى الكثير من الهراء من بوتين"، قبل أن يهدّد بعواقب وخيمة على روسيا في حال عدم موافقة بوتين على وقف الحرب. وعلى ضوء ما سبق، أكّد الموقع أن نبرة ولهجة الزعيمين ولغة جسدهما خلال المؤتمر الصحافي المرتقب ستكون محل تدقيق كبير.

 لقاء ثلاثيّ بين زيلينسكي وترامب وبوتين

وبشأن إمكانية عقد لقاء ثلاثي بين ترامب وزيلينسكي وبوتين، فيشير موقع "ذا هيل" إلى أن زيلينسكي يشعر بالاستياء من فكرة عقد ثنائي بين ترامب وبوتين، خشية من أن يقدم الرئيس الأميركي تنازلات لنظيره الروسي، ومن مبدأ ضرورة أن تكون أوكرانيا طرفاً مباشراً في المفاوضات. وبحسب "ذا هيل"، فإنّ أي دفع نحو اجتماع ثلاثي بعد لقاء ترامب وبوتين سيكون من الصعب تفسيره، إلّا أنّ إحدى التفسيرات قد تكون بأن ترامب وبوتين أحرزا تقدماً، وأنهما قد يحاولان الضغط على زيلينسكي للموافقة على شروط قد يجدها غير مقبولة. 

الموقف الأوروبي

تريد دول الاتحاد الأوروبي إنهاء الحرب في أوكرانيا لكن ليس بأيّ ثمن، إلّا أنهم في الوقت ذاته يعلمون أن ترامب حليف غير موثوق به، وأنهم في ذات الوقت غير قادرين على دعم أوكرانيا إلى ما لا نهاية بمفردهم، وهو ما جعل كثير من القادة الأوروبيين ينظرون بقلق نحو اجتماع بوتين وترامب، ويفسر كذلك إصرار القادة الأوروبيين العلني على تقديم ترامب ضمانات أمنية وألّا يشارك في المفاوضات حول تبادل الأراضي.

المساهمون