أزمة جديدة بين واشنطن وأنقرة شرارتها رجل أعمال معتقل في النمسا

نذر أزمة جديدة بين واشنطن وأنقرة شرارتها رجل أعمال معتقل في النمسا

04 يوليو 2021
اعتقل قرقماز في النمسا بطلب من الولايات المتحدة (Getty)
+ الخط -

تشهد العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة تجاذباً بشأن رجل أعمال تركي معتقل في النمسا، إذ ترغب كل من الدولتين في تسلمه، في ملف من شأنه إعادة إحياء التوتر بينهما.

رجل الأعمال التركي، سيزجين باران قرقماز، في قلب عدة فضائح مالية كلفت مقدم برامج تلفزيونية تركيا مشهورا منصبه، وأغرقت وزيراً نافذا في حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان في بلبلة.

وبعد فراره من تركيا في ديسمبر/ كانون الأول، اعتُقل في 19 يونيو/حزيران في النمسا بطلب من الولايات المتحدة، ويفترض أن يمثل الإثنين أمام محكمة ستبت في طلب تسليمه الذي أودعته واشنطن، كما قال محاميه.

ويتهم المدعون الأميركيون قرقماز والمتآمرين معه في الولايات المتحدة بأنهم قاموا بتبييض 112 مليون يورو، حصلوا عليها بالاحتيال عبر حسابات مصرفية في تركيا ولوكسمبورغ.

كما يتهمون أيضاً رجل الأعمال باستخدام هذا المال لشراء شركة الطيران التركية "بوراجيت" وفنادق في تركيا وسويسرا ويخت أُطلق عليه اسم "الملكة آن" وكذلك فيلا وشقة في إسطنبول تطلان على البوسفور.

ونص الاتهام الأميركي الذي كشف عنه الشهر الماضي بحق قرقماز يشمل تهم "التواطؤ للقيام بتبييض أموال" و"عرقلة تحقيق قضائي" و"احتيال إلكتروني".

تقارير دولية
التحديثات الحية

 حشد تأييد

لكن في مقابلة مع صحافي تركي من سجنه، قال قرقماز الذي يرفض هذه الاتهامات إنه يريد إعادته إلى تركيا حيث هو مطلوب أيضاً، وقال مسؤول في السفارة التركية في فيينا طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة "فرانس برس" إن أنقرة تريد محاكمة قرقماز بتهمة "تبييض الأموال".

وبحسب وكالة الأنباء التركية "ديميرورين"، فإن أنقرة أرسلت طلب تسليم رسمياً إلى فيينا.

وفي حال إعادة قرقماز إلى تركيا، فإن احتمال تسليمه إلى الولايات المتحدة لاحقاً سيتبدد بسبب الخلافات القضائية بين البلدين، لا سيما رفض واشنطن تسليم أنقرة الداعية فتح الله غولن، عدو أردوغان.

وفي حال حصول معركة قضائية بشأن قرقماز، فإن ذلك سيعقد بشكل إضافي العلاقات التركية-الأميركية التي تسممها أساسا العديد من الملفات.

نقطة أخرى حساسة، هي أن اسم قرقماز مدرج أيضاً على لائحة الشخصيات التي حشدتها أنقرة لكسب خدمات دونالد ترامب بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة في 2016، بحسب "مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد" وهو تجمع لصحافيين استقصائيين.

وبحسب المشروع قام قرقماز في 2018 بتسهيل مجيء شخصيات أميركية مرتبطة بترامب إلى تركيا لتأمين الإفراج عن القس الأميركي أندرو برونسون الذي كان آنذاك معتقلاً في تركيا.

لحظة سيئة

ويأتي اعتقال قرقماز في لحظة سيئة لأردوغان الذي يسعى جاهداً لتهدئة التوتر مع الولايات المتحدة وأوروبا لجذب المستثمرين الأجانب وتحويل الاقتصاد التركي.

تقوض العلاقات التركية الأميركية عدة ملفات، لا سيما الدعوى القضائية في الولايات المتحدة ضد بنك تركي متهم بانتهاك العقوبات المفروضة على إيران وشراء أنقرة صواريخ روسية.

وقال ماكس هوفمان من مركز التقدم الأميركي، وهو مركز أبحاث إن "أردوغان في مرحلة مصالحة مع الولايات المتحدة ويحاول تهدئة الأمور للحصول على تهدئة على الصعيد الاقتصادي"، وأضاف "أشك في أنه يريد نقطة خلاف أخرى في العلاقات الثنائية".

وإذا كانت قضية قرقماز لا تبدو في الوقت الراهن أولوية في العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلا أنها أحدثت بالفعل بلبلة في الحياة السياسية التركية، فقد اتهم مقدم البرامج النجم في شبكة "هابرتورك" فائز أتيس بالمشاركة في محاولة ابتزاز لقرقماز مقابل إنهاء متاعبه القضائية في تركيا.

وقدم أتيس استقالته رافضاً هذه الاتهامات ضده، كما قام زعيم مافيا تركي فار يدعى سيدات بيكر، والذي أحرجت مزاعمه ضد مسؤولين كبار السلطة منذ عدة أسابيع، باتهام وزير الداخلية النافذ سليمان صويلو بأنه حذر قرقماز من اعتقاله الوشيك، ما أفسح أمامه المجال للفرار من البلاد في الوقت المناسب.

ورفض صويلو أيضا اتهامات بيكر.

(فرانس برس)