استمع إلى الملخص
- تأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978 وبدأ تمرده في 1984، مما أدى إلى صراع طويل. دعوة أوجلان قد تنهي هذا الصراع وتؤثر سياسياً وأمنياً، حيث طالب حزب "المساواة والديمقراطية للشعوب" بخطوات نحو التحول الديمقراطي.
- رحبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالدعوة، وأكد حزب العدالة والتنمية على ضرورة نزع السلاح من جميع المجموعات المسلحة، محذراً وحدات حماية الشعب من مواجهة عمل عسكري إذا لم تنزع سلاحها.
رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة أن دعوة مؤسس حزب العمال الكردستاني في تركيا عبد الله أوجلان أمس إلى حله، ومسلحي المجموعات إلى إلقاء السلاح والانتقال إلى العمل السياسي، تشكل "فرصة تاريخية". وقال الرئيس التركي خلال مشاركته بإحدى الفعاليات في إسطنبول "لدينا فرصة تاريخية للتقدم نحو هدف تدمير جدار الإرهاب". وأكد أردوغان أن تركيا "ستراقب عن كثب" لضمان أن تصل المحادثات لإنهاء التمرد إلى "نهاية ناجحة"، محذراً من أي "استفزازات".
وأضاف "عندما يتم إزالة ضغط الإرهاب والسلاح فإن مساحة السياسة في الديمقراطية سوف تتسع بشكل طبيعي". وتابع "لن يغفر أي عضو في هذه الأمة، سواء كان تركياً أو كردياً، لأي شخص يعرقل هذه العملية من خلال خطابات أو أفعال غامضة، كما حدث في الماضي". وأضاف أردوغان: "واجبنا الأساسي تجاه شعبنا إرساء وتعزيز مناخ حاضن وجامع في بلدنا لا يشعر أحد فيه بالإقصاء"، معتبراً أن لدى تركيا "فرصة لاتخاذ خطوة تاريخية نحو هدف هدم جدار الإرهاب الذي بُني بين أخوّتنا التي يمتد تاريخها إلى ألف عام".
وقال أوجلان في الإعلان الذي تلاه أمس وفد من نواب "حزب المساواة وديمقراطية الشعوب" (ديم) المؤيد للأكراد، الذي زاره في سجنه في جزيرة إيمرالي، قبالة إسطنبول، إن "على جميع المجموعات المسلحة إلقاء السلاح وعلى حزب العمال الكردستاني حل نفسه"، وأكد أنه يتحمل "المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة". وتأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978، وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "إرهابياً". وأطلق تمرداً مسلحاً ضد أنقرة عام 1984 لإقامة دولة كردية. وخلّف هذا الصراع أكثر من 40 ألف قتيل منذ 1984.
في الأثناء، قال نائب كبير في حزب "المساواة والديمقراطية للشعوب" التركي المؤيد للأكراد اليوم الجمعة إن الحزب يريد خطوات فورية نحو التحول الديمقراطي من حكومة الرئيس أردوغان بعد دعوة السلام التي أطلقها أوجلان. وقد تؤدي الدعوة التي أطلقها أوجلان أمس الخميس لحزب العمال الكردستاني لنزع سلاحه وحل نفسه إلى إنهاء صراع مستمر منذ 40 عاماً مع الدولة التركية، وقد تكون لها آثار سياسية وأمنية بعيدة المدى على المنطقة.
من جانبه، قال حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا اليوم الجمعة إن جميع المسلحين الأكراد في العراق وسورية، بما في ذلك "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المتحالفة مع الولايات المتحدة، يجب أن يلقوا أسلحتهم بعد الدعوة التي وجهها أوجلان للتخلي عن السلاح. ولم يصدر بعد رد من قيادة حزب العمال الكردستاني، لكن وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود "قسد"، والتي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، قالت إن رسالة أوجلان لا تنطبق عليها.
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك للصحافيين في إسطنبول إن الدعوة ستعزز طموحات الحكومة في "تركيا بلا إرهاب" إذا جرى الاستجابة لها، لكنه أضاف أنه لن يكون هناك تفاوض أو مساومة مع حزب العمال الكردستاني. وأوضح "بغض النظر عن الاسم الذي تستخدمه، يجب على المنظمة الإرهابية أن تلقي سلاحها، إلى جانب جميع عناصرها وامتداداتها في العراق وسورية".
ودعت أنقرة مراراً وحدات حماية الشعب إلى نزع سلاحها منذ إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، محذرة من أنها قد تواجه عملاً عسكرياً. ولاقت دعوة أوجلان، التي كانت نتيجة اقتراح مفاجئ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي من أحد الحلفاء القوميين للرئيس التركي، ترحيباً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاء غربيين آخرين، بالإضافة إلى العراق وإيران.