أردوغان يحذر من عواقب "معركة منظمات إرهابية" في أفغانستان

أردوغان يحذر من عواقب "معركة منظمات إرهابية" في أفغانستان

27 اغسطس 2021
أردوغان: من غير الواضح ما هي طبيعة الصراع الذي ستخوضه طالبان و"داعش" (مراد كولا/الأناضول)
+ الخط -

حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، من عواقب ترك أفغانستان لتنظيمات إرهابية، مشيراً إلى أنّ تركيا أجلت كل جنودها ومواطنيها باستثناء مجموعة فنية صغيرة.

وأضاف، في مؤتمر صحافي مشترك مع أعضاء المجلس الرئاسي البوسني، بالعاصمة سراييفو، أنّ الانسحاب من أفغانستان وتركه لتنظيمات إرهابية ستنتج عنه عواقب وخيمة، معرباً عن أسفه جراء ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم كابول الذي وقع أمس إلى 170 قتيلاً وجريحاً.

وأردف بأنه "كان ينبغي على الدول التي تعتبر نفسها الأقوى في العالم الانسحاب بحذر أكبر من الأماكن التي دخلتها، لكن ذلك لم يحدث".

وقال أردوغان إنّ تركيا أجلت كل جنودها ومواطنيها من أفغانستان باستثناء "مجموعة فنية" صغيرة، مضيفاً أنّ معركة "المنظمات الإرهابية" سيطرت على البلاد، وتابع "قمنا بما كنا مسؤولين عنه، واعتباراً من مساء اليوم، تم سحب كل جنودنا (..) ستبقى فقط مجموعة فنية صغيرة".

وأوضح أنه من غير الواضح ما هي طبيعة الصراع الذي ستخوضه "طالبان" وتنظيم "داعش" في أفغانستان، لكن "ما هو واضح هو أن هناك معركة منظمات إرهابية".

من جهة أخرى، قال مسؤولان، لوكالة "رويترز"، إنّ تركيا لن تساعد في إدارة مطار كابول بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي، ما لم توافق حركة "طالبان" على وجود أمني تركي.

وكانت حركة "طالبان" قد طلبت من تركيا مساعدة فنية في إدارة المطار بعد انقضاء مهلة محددة لخروج جميع القوات الأجنبية في موعد ينتهي في 31 أغسطس/آب، وهي مهلة يقولون إنها تنطبق أيضاً على القوات التركية.

وتولت تركيا، المشاركة في مهمة حلف الأطلسي، مسؤولية أمن المطار على مدى السنوات الست الماضية.

ولبقاء المطار مفتوحاً بعد انسحاب القوات الأجنبية أهمية قصوى ليس فقط من أجل استمرار الاتصال بين أفغانستان والعالم الخارجي، ولكن أيضاً للحفاظ على تدفق الإمدادات ودوام عمليات المساعدة.

وفي الوقت الذي تتسابق فيه الدول لإجلاء المدنيين قبل أيام من انقضاء المهلة، قتل مهاجم انتحاري واحد على الأقل من تنظيم "داعش" عشرات الأشخاص، بينهم 13 جندياً أميركياً، أمام بوابات مطار كابول، أمس الخميس.

وقال مسؤول تركي كبير إنّ الهجوم يثير الشكوك حول قدرة "طالبان" على تأمين المطار وسلامة العاملين الأتراك فيه.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه: "يمكن لتركيا إدارة العملية من الناحية الفنية (..) لكن مطلبنا هو أن تكون إجراءات التأمين بيد تركيا أيضاً عبر فريق أمني موسع يتألف من عسكريين سابقين من الجيش أو الشرطة أو من خلال شركة خاصة بالكامل". وتابع قائلاً "لسنا مهتمين بتشغيل المطار في أوضاع تتولى فيها طالبان توفير الأمن، وأظهرت هجمات أمس صحة موقفنا".

وكان أردوغان قد أكد، اليوم الجمعة، أنّ بلاده لم تتخذ قراراً نهائياً بعد بسبب المخاطر العالية.

وقال للصحافيين إنّ تركيا "ليست في عجلة من أمرها لبدء الرحلات الجوية (التجارية) أو أي شيء من هذا القبيل"، مضيفاً أنّ أنقرة ستحدد "متى يسود الهدوء هناك في النهاية" في كابول.

وقال المسؤول الكبير إنّ المحادثات مع طالبان "تأثرت سلباً" بهجمات المطار وإنّ الرحلات الدولية من كابول مهددة بالتوقف في المستقبل. ولم يشر إلى موعد للاتصالات القادمة.

وقال مسؤول تركي آخر إنّ الإجراءات الأمنية التي أعلنتها "طالبان"، بما في ذلك الحراسة في أبراج المراقبة حول المطار، ليست كافية لضمان سلامة المهمة التركية المحتملة. وأضاف "المهمة على درجة كبيرة من الخطورة وعلينا التفكير في الأمن والعملية معاً... نتعامل مع الموضوع من منظور أنه حتى لو لم تكن القوات المسلحة التركية هي التي تتولى توفير الأمن، فيجب أن يكون الأمر بيد تركيا".

وأجلت تركيا حتى الآن 350 جندياً على الأقل وأكثر من 1400 آخرين من أفغانستان منذ فرضت "طالبان" سيطرتها على كابول هذا الشهر.

(الأناضول، رويترز)