أردوغان يبحث هاتفياً مع بوتين وميركل الوضع في أفغانستان: لا للشروط القاسية على "طالبان"
بحث الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي، اليوم السبت، الوضع في أفغانستان.
وقال الكرملين، في بيان، إنّ الرئيسين "اتفقا على تعزيز التنسيق المشترك في القضايا الأفغانية"، وأكدا أنّ "الأولوية في أفغانستان هي لمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات".
من جهته، أفاد بيان نشرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، بأنّ أردوغان قال إنّ "تركيا يمكنها تحمّل مسؤولية تأمين وتشغيل مطار كابول مستقبلاً إذا تهيأت الظروف المناسبة".
واتفق الرئيسان، وفق البيان، على "التنسيق بشأن العلاقات المزمع إقامتها مع الحكومة التي ستشكل في أفغانستان خلال الفترة الجديدة".
وشدد أردوغان على ضرورة أن تكون الحكومة المزمع تشكيلها "شاملة وتعكس تنوع الشعب الأفغاني".
وحض أردوغان على تبنّي نهج "تقدمي" تجاه حركة "طالبان"، بدلاً من فرض شروط قاسية عليها. وقال "يجب أن نبقي قنوات الحوار مفتوحة مع طالبان، وأن نعتمد نهجاً تقدمياً بدلاً من نهج قائم على الشروط القاسية".
وأشاد الرئيس التركي كذلك بالمحادثات بين طالبان ومسؤولين أفغان سابقين، معتبراً أنها "واعدة". وأضاف "نرحب بالرسائل المعتدلة لطالبان باعتبارها إيجابية في الوقت الحالي، لكن العملية المقبلة لن تتشكل عبر أقوالهم بل عبر أفعالهم".
وأعرب أردوغان عن أمله في أن يكون هناك انتقال سلس للسلطة في أفغانستان، مؤكداً أنه من المهم ألا تتكرر أخطاء حركة "طالبان" السابقة، وأن تتحرك الأخيرة وفق فهم يحتضن كافة الجماعات العرقية، وتفي بوعودها.
وصرح بأن بدء المحادثات بين "طالبان" وقادة الجمهورية في كابول حول قضايا السلام والأمن "يبعث على الأمل".
كذلك تبادل الرئيسان التركي والروسي التعازي في طاقم طائرة إطفاء روسية تحطمت قبل أيام، خلال مكافحة الحرائق جنوبي تركيا.
كذلك بحث الرئيس التركي مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، علاقات البلدين، وقضايا إقليمية، في مقدمتها تطورات أفغانستان وملف الهجرة، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، السبت، بحسب بيان نشرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
وقال أردوغان إنّ تركيا تتابع التطورات في أفغانستان عن كثب، ويمكنها مواصلة مسؤولية تأمين وتشغيل مطار العاصمة كابول إذا تهيأت الظروف المناسبة.
وأكد أنّ هذا الأمر "سيسهم في إزالة مخاوف جميع الأطراف، لا سيما المجتمع الدولي والشعب الأفغاني"، مشيراً إلى ضرورة احتضان الحكومة المقرر تشكيلها جميع أفراد الشعب الأفغاني، وتمثيله.
وشدد على أهمية بدء المحادثات بين "طالبان" وقادة الجمهورية في كابول، حول قضايا السلام والأمن.
من جهته، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إنّ ميركل أجرت اتصالاً هاتفياً بأردوغان لبحث الوضع في أفغانستان. وذكر المتحدث، في بيان مقتضب، أنّ الزعيمين اتفقا على أنّ "الأولوية هي إجلاء الراغبين في مغادرة أفغانستان".
كما بحث وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، ونظيره الباكستاني شاه محمود قرشي، الوضع في أفغانستان.
وقالت الخارجية التركية، في بيان، السبت، إنّ جاووش أوغلو وقرشي تناولا هاتفيا التطورات الأخيرة في أفغانستان، موضحة أن جاووش أوغلو أعرب عن شكره للقرشي جراء الدعم في عمليات إجلاء المواطنين الأتراك من أفغانستان.
وانتزعت حركة "طالبان" السيطرة على جل أفغانستان، في عمليات عسكرية متتالية، بدأتها قبل أسابيع وانتهت الأحد الماضي، بدخول كابول وإسقاطها، لتعلن نهاية حرب طويلة، بدأها الأميركيون وحلف شمال الأطلسي قبل عشرين عاماً، لإسقاط "طالبان" نفسها من الحكم، عقب اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2011.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)