أردوغان: مسار "تركيا بلا إرهاب" قطع مسافة كبيرة في فترة قصيرة
استمع إلى الملخص
- أشار أردوغان إلى دعم تركيا للسلام الإقليمي عبر الحوار والدبلوماسية، مؤكداً على أهمية التعايش بين العرب والأتراك والأكراد، ودعم حقوق غزة.
- تواصل اللجنة البرلمانية جهودها لمرحلة ما بعد حزب العمال الكردستاني، مع بدء المرحلة القانونية قريباً، وتنسيق ثلاثي بين تركيا والعراق وكردستان لإنجاح تسليم السلاح.
رأى الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أن تركيا تمكنت من قطع مسافة كبيرة في مسار "تركيا خالية من الإرهاب" خلال فترة قصيرة بالرغم من مساعي إعاقة المرحلة، وجاء كلام أردوغان خلال مشاركته في فعاليات إحياء الذكرى السنوية لمعركة ملاذكرد التاريخية، التي فاز فيها السلاجقة على البيزنطيين عام 1071م.وقال أردوغان: "في مرحلة تركيا خالية من الإرهاب قطعنا مسافة كبيرة خلال فترة قصيرة، على الرغم من مساعي الإعاقة، حيث تعمل المؤسسات بدقة صائغ الذهب لإخوة دائمة. والجهود مستمرة حيث يوجد من يدعم هذه المرحلة وهناك أيضاً من يعوقها. والشعب يعرف كل شيء". وحذر من أن "تركيا كلما تأخذ مسافة في هذه المرحلة، ستزيد عمليات التضليل والتشويه وإعاقة وتخويف الشعب وتحريك العملاء، ولكن مهما فعلوا هذه المرة لن ينجحوا، وكل من حاول زرع النفاق والفتنة بين الإخوة لن ينجح هذه المرة، لا يمكن الوقوف أمام أجواء الأمل".
وشدد أردوغان "يجب أن يعلم جميع أبناء الشعب ما يشتركون به، وهو أنهم جزء من عائلة كبرى تجمع المواطنين تحت علم واحد وسماء واحدة، ويجب ألا ننسى أن للجميع مكاناً هنا. هذه البلاد لنا. لجميع المواطنين. كما أن تركيا تساعد جميع المحتاجين في كل مكان"، وأضاف: "شهدنا ذلك في العراق وفي سورية والبلقان والقوقاز، وستبقى تركيا مكاناً للمظلومين والمستبعدين، تركيا هي الضامن لأمن وسلام ورفاهية الأكراد، وكذلك لجميع مكونات الشعب في سورية، من يلجأ إلى أنقرة ودمشق (قاصداً قوات قسد والحكومة السورية) سينتصر".
وألمح أردوغان في حديثه إلى أن جزءاً من الحل هو في سورية: "ندعم إرساء سلام دائم في جميع أنحاء منطقتنا، وندعم حل المشاكل بالحوار والدبلوماسية، سنجعل تركيا أولاً خالية من الإرهاب ثم المنطقة المحيطة بنا. ليكون واقعاً ملموساً، العرب والأتراك والأكراد حتى القيامة سيعيشون إلى جانب بعضهم البعض، ومن يتغذى على دماء الإسلام سيخرج من التاريخ وسنبقى نحن هنا".
وفيما يخص التطورات في غزة قال أردوغان: "رغم كل العقبات والعراقيل وأعمال التخريب، نناضل من أجل تركيا عظيمة وقوية، ندافع عن حقوق غزة وعدالتها بكل ما أوتينا من قوة من خلال الرسائل والدبلوماسية والاتصالات الهاتفية والاجتماعات الدولية".
وضمن مسار "تركيا خالية من الإرهاب"، تواصل اللجنة البرلمانية المعنية بمرحلة ما بعد حزب العمال الكردستاني، المسماة لجنة "التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية"، أعمالها غداً الأربعاء، بالاستماع إلى مزيد من شرائح الشعب، حيث ستُعقد الجولتان السادسة والسابعة يومي الأربعاء والخميس، ويتحدث في السادسة رؤساء البرلمان السابقون عن رؤيتهم للمرحلة المقبلة، وفي السابعة تتحدث نقابات المحامين.
وتفيد مصادر تركية متابعة لـ"العربي الجديد" بأن اللجنة البرلمانية ستواصل عملية الاستماع لكل شرائح المجتمع حتى نهاية الشهر الجاري، على أن تبدأ المرحلة القانونية الخاصة بالتشريعات الشهر المقبل، وسيجري العمل على وضع مقترحات لمسودات قوانين وتقديمها إلى البرلمان لتشريعها في المرحلة المقبلة.
وضمن الإطار نفسه، يلتقي وفد من حزب ديم الكردي مع مؤسس حزب العمال الكردستاني المعتقل في سجن بجزيرة إمرلي عبد الله أوجلان الخميس المقبل، ليكون اللقاء هو السابع من نوعه منذ بدء المرحلة الحالية. وأفادت وسائل إعلام تركية، من بينها قناة خبر تورك، بأن وفداً يضم كلاً من النائبة برفين بولدان، والنائب مدحت سنجار، والمحامي فايق أرول، يزور أوجلان لأول مرة منذ تشكيل اللجنة البرلمانية، على أن يجري تقديم معلومات لأوجلان حول أعمال اللجنة، والاستماع لتقييماته، ونقل أحدث رسائل منه حيال مرحلة تسليم الكردستاني سلاحه، ورسائل للجنة البرلمانية، وينتظر أن يصدر حزب ديم بياناً عقب اللقاء.
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة حرييت التركية إن آلية التنسيق الثلاثية، بين تركيا والعراق وحكومة إقليم كردستان العراق، تعمل بشكل دؤوب لإنجاح مرحلة تسليم الكردستاني سلاحه، من خلال تحديد المواقع، واستلام الأسلحة دون تقديم مزيد من التفاصيل. وكان أردوغان قد أفاد، أمس الاثنين، بأن مرحلة "تركيا خالية من الإرهاب" وصلت للمراحل النهائية، فيما كان زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، حليف أردوغان وشريكه في الحكم، قد أفاد في وقت سابق أنه يتوقع انتهاء المرحلة قبل نهاية العام الجاري.
وكان حزب العمال الكردستاني قد أعلن، في 12 مايو/ أيار الماضي، قراره حلّ نفسه وإلقاء السلاح استجابةً لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في جزيرة إمرلي، عقب سلسلة لقاءات أجراها حزب ديم معه. ودعا أوجلان، نهاية فبراير/ شباط الماضي، إلى حل جميع المجموعات التابعة للكردستاني وإنهاء أنشطتها، لتقوم أول مجموعة، في 11 يوليو/ تموز الماضي، بإلقاء سلاحها وحرقه في السليمانية بإقليم كردستان العراق.