أردوغان عن توقيف إمام أوغلو: المعارضة لا ترد على اتهامات القضاء

20 مارس 2025
رجب طيب أردوغان، أنقرة، 23 فبراير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعارضة لعدم تقديمها ردود قانونية على اتهامات الفساد والإرهاب، واعتبر أنها تركز على الشعارات السياسية وتهاجم المؤسسات القضائية.
- نظم حزب الشعب الجمهوري تظاهرة أمام بلدية إسطنبول، حيث أكد زعيم الحزب أوزغور أوزال براءة إمام أوغلو من التهم، مشيراً إلى مؤامرة سياسية ضده، وشارك في التظاهرة شخصيات بارزة.
- شهدت تركيا تظاهرات من أنصار حزب الشعب الجمهوري رغم منع السلطات، وتستمر المعارضة في تنظيم احتجاجات يومية، متهمة الحكومة بتضليل الشعب.

أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، أن المعارضة لا ترد على اتهامات القضاء الموجهة إلى رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وحصر النقاشات في الشعارات السياسية. كلام أردوغان جاء في أول تعليق له على توقيف إمام أوغلو وقرابة مائة آخرين، أمس الأربعاء، على خلفية قضيتين، تتناول الأولى تهماً متعلقة بالفساد والرشوة والثانية بالارتباط بالإرهاب، وذلك في إفطار حزبي.

وقال أردوغان في كلامه إن المعارضة تعتقد أن الجميع عميان وأغبياء، لذلك يدافعون عن أخطائهم بأخطاء أكبر، لكنهم يعتقدون أن الكذب هو السياسة، مبيناً أنهم "لا يدركون أنهم بفعلهم هذا يجعلون أنفسهم غير قادرين على النظر حتى في وجوه أقرب الناس إليهم".

واعتبر أردوغان أن المعارضة "فقدت توازنها إلى درجة مهاجمة الشرطة وتهديد القضاة والمدعين العامين والمحاكم، فيما لا ترد المعارضة ممثلة بحزب الشعب الجمهوري ووسائل إعلامه أبداً على الاتهامات التي تطرحها السلطة القضائية، سواء في ما يتعلق بشهادة إمام أوغلو أو الفساد والسرقات".

وبناء على ذلك، وفق أردوغان، فإن المعارضة "تتخذ الطريق السهل لخداع الشعب من خلال حصر القضية في الشعارات السياسية"، مبيناً أن المعارضة "لو قالت إن هذه الشهادة وثيقة تم الحصول عليها بعرق الجبين، فمن الممكن مناقشة هذا الأمر بالحجج القانونية، وإذا قالوا لا توجد سرقة ولا فساد ولا ظلم ولا علاقة مظلمة أو معقدة في البلدية، فمن الممكن أن نتكلم ونناقش في ضوء الأدلة القانونية، لكنهم لا يفعلون ذلك".

واتهم الرئيس التركي أيضاً أعضاء في الشعب الجمهوري بتقديم الوثائق للقضاء قائلاً: "يدركون في المعارضة أن معظم هذه المعلومات والوثائق تم نقلها إلى القضاء هي من قبل أحزابهم، ومن الواضح أن معظم المسؤولين في حزب الشعب الجمهوري الذين يذرفون دموع التماسيح لا يستطيعون الوقوف مكتوفي الأيدي من الفرح خلف الأبواب المغلقة".

وأضاف أن "قضايا حزب الشعب الجمهوري ليست قضايا البلاد أو الشعب، بل هي قضايا حفنة من الطموحين في الحزب، شخصياً، بصفتنا حزباً أو تحالفاً، ليس لدينا وقت لاستعراضات المعارضة، ليس لدينا وقت نضيعه في دق الماء في الهاون، نحن في حزب العدالة والتنمية منشغلون بالأجندة الحقيقية للبلاد".

ويعد كلام أردوغان أوضح تصريح رسمي لما يجري بعد توقيف إمام أوغلو واتهام المعارضة ما حصل بانقلاب سياسي، فيما تتردد أحاديث إعلامية عن أن أعضاء ومسؤولين في حزب الشعب الجمهوري يتعاونون مع القضاء بتقديم المعلومات عن القضايا التي تجرى. 

وفي نفس السياق، نظم حزب الشعب الجمهوري تظاهرة أمام مبنى بلدية إسطنبول، هي الثانية من نوعها، بحضور آلاف من أعضاء الحزب، وذلك في ساعات المساء. وخلال التظاهرة، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال: "فزنا بالانتخابات في جميع المدن من دون تمييز، إلا أن هناك أسماء أخرى في قائمتنا كانت في أحزاب سياسية أخرى في الماضي، والآن لا ينبغي لأحد أن يحاسب رؤساء بلدياتنا على هذه الأسماء"، في معرض حديثه عن تفاهمات المدينة بين حزبي الشعب الجمهوري وديم الكردي خلال الانتخابات المحلية التي جرت قبل عام.

وأضاف أوزال: "اليوم نواجه أوهاماً وتعليمات ظالمة وغير قانونية من شخص خدم وحصل على أصوات ودعم لسنوات في إسطنبول، لكنه أدرك الآن أنه لا يستطيع الفوز في الانتخابات، ودبر المتعصبون مؤامرة ضخمة ضد إمام أوغلو الذي يطعم الفقراء، ويستضيف ذوي الدخل المنخفض في مطاعم المدينة، ويستقبل الأطفال حديثي الولادة". وأكد أنه "يجب على الجميع أن يعرفوا أن إمام أوغلو ليس متورطاً في الفساد ولا في الإرهاب".

وشهدت التظاهرة مشاركة من رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، الذي عاد من سفر خارجي، وتوجهت إليه الأنظار ليكون مرشح المعارضة في الفترة المقبلة للانتخابات الرئاسية في حال استمرار سجن إمام أوغلو وحرمانه من الترشح للانتخابات دستورياً بعد إلغاء شهادته الجامعية، وهي شرط أساسي للترشح للرئاسة.

كما شاركت في التظاهرة ديلك إمام أوغلو، زوجة رئيس بلدية إسطنبول، ومسؤولين آخرين، وينتظر أن تتواصل التظاهرات يومياً خلال الفترة الحالية، فيما شهد اليوم انخفاضاً في التظاهرات بعموم تركيا، حيث شهدت عدة مدن، أمس، تجمعات من أنصار حزب الشعب الجمهوري. وفي وقت سابق من مساء اليوم، حاولت مجموعة من المعارضة التوجه إلى ميدان تقسيم للتظاهر، إلا أن الشرطة منعتها، حيث كانت ولاية إسطنبول قد منعت التظاهر أبعةر أيام، ورغم ذلك، تتجمع المعارضة أمام مبنى البلدية.

المساهمون