أردوغان: أنقرة تعمل جاهدة لإبقاء الضغط على إسرائيل

13 نوفمبر 2024
أردوغان يتحدث خلال اجتماع في إسطنبول، 19 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل ودعم فلسطين، مشددًا على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان وتقديم المساعدات الإنسانية.
- تركيا تتصدر في حجم المساعدات للفلسطينيين وتسعى للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتستخدم القيود التجارية كجزء من نضالها ضد إسرائيل.
- أبدى أردوغان تفاؤلاً بإمكانية إعادة العلاقات مع النظام السوري، مؤكدًا استعداد تركيا للقيام بعمليات خارج الحدود لضمان أمنها ضد التهديدات الإسرائيلية.

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، أن بلاده قطعت التجارة والعلاقات مع إسرائيل، وأنها تقف مع فلسطين حتى النهاية، مضيفاً أن أنقرة تعمل جاهدة لإبقاء الضغط على إسرائيل. جاء ذلك في تصريحات صحافية خلال عودته من السعودية بعد أن زارها لحضور القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، وإلى أذربيجان لحضور قمة أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "كوب 29".

وتطرق أردوغان إلى الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في كل من قطاع غزة ولبنان. وشدد على ضرورة إعلان وقف إطلاق نار عاجل وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع وبشكل منتظم إلى المحتاجين. وأكد أن أنقرة تعمل جاهدة لإبقاء الضغط على إسرائيل مستمراً، واتخاذ إجراءات على أساس القانون الدولي. وأشار إلى أن إسرائيل ستصبح أكثر عدوانية ما دامت الأسلحة والذخيرة تتدفق إليها، مبيناً أن الوضع في فلسطين ولبنان يزداد سوءاً يومياً.

وأوضح أردوغان أن تركيا تحتل المرتبة الأولى في حجم المساعدات الإنسانية المرسلة إلى الفلسطينيين بقطاع غزة. ولفت إلى أن 52 دولة ومنظمتين دوليتين أبدت دعمها للمبادرة التي أطلقتها تركيا في الأمم المتحدة لمنع تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة. وأوضح: "قمنا مؤخراً بتسليم رسالتنا بشأن هذه المبادرة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس)، كما اتخذ قرار خلال قمة الرياض يدعو أعضاء منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى التوقيع على رسالتنا".

وأكد أردوغان أن تركيا ظلت تدعو للوقوف ضد المجازر والقتل منذ اليوم الأول الذي بدأت فيه إسرائيل مجازرها في غزة، مشدداً على أن ظلم إسرائيل للفلسطينيين كان أحد بنود جدول أعماله في جميع البلدان التي تباحث معها. وأردف: "يكفي أن تكون إنساناً للوقوف في وجه الظلم، ليس المهم اللغة التي تتحدثونها أو معتقدكم أو لون بشرتكم أو شعركم أو عيونكم، ولكن لديك قيم إنسانية، وللأسف لم نلمس ذلك من حكومات بعض الدول الغربية".

وتابع: "من الصعب جداً علينا أن نجتمع على أرضية مشتركة مع أولئك الذين لا ترتعش قلوبهم أمام صرخات الأطفال الفلسطينيين، وسيكون من الوهم أن نتوقع موقفاً ضد الظلم من أولئك الذين لا يحتجون عندما يرون المستشفيات وسيارات الإسعاف تتعرّض للقصف، والذين يرون ذلك أمراً طبيعياً، ويحاولون التستر على هذه الجريمة تحت ستار أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها".

ولفت إلى أن تركيا تعمل على توسيع التحالف الإنساني مع الدول العربية والدول التركية، وإظهار أنهم على قلب واحد وبصوت واحد. وقال: "نحن بحاجة إلى رفع أصواتنا معاً ضد هذا الظلم، والأهم من ذلك هو القيام بذلك دون إهدار مزيد من الوقت، إذ تتضمن دعوتنا خطوات ملموسة، على سبيل المثال، بدأ نضال قانوني في محكمة العدل الدولية، والدعم القوي لها مهم، كما أن السعي للاعتراف بالدولة الفلسطينية يشكل خطوة ملموسة أخرى، ولا يمكن أن يحل السلام والهدوء في المنطقة دون حل الدولتين".

واستطرد: "تشكّل القيود التجارية والحظر على إسرائيل شكلاً آخر من أشكال النضال، ومن المهم انتهاج دبلوماسية نشطة من شأنها أن تحاصر إسرائيل في كل المجالات من أجل زيادة الضغط الدبلوماسي عليها، فنحن في خضم اختبار عظيم للإنسانية ممكن اجتيازه إذا كنا جزءاً من التحالف الإنساني، وإلا فإن التاريخ سيحاكم من يقفون إلى جانب إسرائيل ويصمتون إزاء الظلم". وتطرق أردوغان إلى مزاعم استمرار تركيا في تجارتها مع إسرائيل، مشدداً أن هدف تلك المزاعم هو إضعاف الحكومة الحالية في تركيا.

وذكر أن تركيا هي الدولة التي أبدت أقوى رد في العالم على ظلم إسرائيل، واتخذت خطوات ملموسة بما في ذلك وقف التعاملات التجارية معها. وقال بهذا الخصوص: "قطعنا التجارة والعلاقات مع إسرائيل، ونقف مع فلسطين حتى النهاية". وشدد أردوغان على أن "تحالف الشعب" (التركي الحاكم الذي يجمع حزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية) حازم في قطع العلاقات مع إسرائيل، مبيناً أن تركيا ستواصل ذلك خلال المرحلة المقبلة. وأضاف: "سنحاسب الظالم المسمى نتنياهو وعصابته على ما فعلوه أمام القانون".

وفي ما يتعلق بسورية، أبدى أردوغان تفاؤلاً تجاه رئيس النظام السوري بشار الأسد، مبيناً أنه ما زال لديه أمل بلقائه وإعادة وضع علاقات البلدين إلى مسارها. وقال أردوغان: "مددنا يدنا إلى الجانب السوري للتطبيع، ونعتقد أن هذا سيفتح الباب للسلام والاستقرار في الأراضي السورية". وشدد على أن "وحدة الأراضي السورية ليست مهددة من السوريين المنتشرين بعدة دول، وعلى الأسد أن يدرك ذلك ويتخذ الخطوات اللازمة لخلق مناخ جديد في بلاده".

وأوضح أن "تهديدات إسرائيل ضد الجوار (سورية) ليست محض خيال". وأضاف: "هناك مناطق على حدودنا يتمسك بها الإرهابيون ولا يمكن ضمان الأمن الكامل دون تطهيرها وتجفيف مستنقع الإرهاب". وأردف: "عملياتنا خارج الحدود من أجل أمن بلادنا دائماً على جدول أعمالنا، ولدينا الاستعداد للبدء في أي وقت إذا شعرنا بالتهديد".

وكشف الرئيس التركي أنه لم تتح له الفرصة للاستماع إلى خطاب بشار الأسد خلال قمة السعودية، حيث ذهب للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وأكد أن "الخطوات التي يتعين اتخاذها لضمان تدمير الهياكل الإرهابية بين سورية وتركيا وتأسيس سلام عادل ودائم في سورية واضحة".

(الأناضول)