استمع إلى الملخص
- تصاعدت التوترات في جنوب القوقاز بسبب نزاع ناغورنو كاراباخ، مما أدى إلى تأسيس جبهة أذربيجان الشعبية في 1988، التي نظمت احتجاجات مناهضة للشيوعية وسيطرت على مبانٍ حكومية.
- في 2000، منح الرئيس الأذربيجاني الراحل إلهام علييف صفة "شهداء 20 يناير" للضحايا، وأصبح هذا اليوم رمزاً للحزن الوطني في أذربيجان.
تحيي جمهورية أذربيجان، اليوم الاثنين، ذكرى مرور 35 عاماً على دخول القوات السوفييتية إلى باكو لقمع احتجاجات المعارضة القومية التي كانت تحاول الإمساك بزمام الأمور في جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفييتية، ما أسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص، في ما بات يعرف بـ"يناير الأسود"، ويعد حدثاً مفصلياً في المرحلة المتأخرة من عمر الاتحاد السوفييتي قبيل تفككه في نهاية عام 1991.
وفي ليلة 20 يناير/كانون الثاني 1990، دخلت قوات الجيش السوفييتي إلى باكو لتطبيق نظام حالة الطوارئ لفض الاعتصامات بالشوارع والطرق الرئيسية وفك الحصار عن الثكنات العسكرية والمباني الحكومية، ولكنها واجهت مقاومة وإلقاء قنابل مولوتوف وإطلاق النيران، وهو ما تحول إلى مواجهات دامية تراوحت التقديرات لعدد ضحاياها بما بين 130 و170 قتيلا.
وجاءت هذه الأحداث المأساوية تتويجا لتحول جنوب القوقاز إلى واحدة من المناطق الأكثر سخونة على أطراف الاتحاد السوفييتي نظرا لتصاعد التوتر بين الأرمن والأذربيجانيين بسبب إقليم ناغورنو كاراباخ ذي الأغلبية الأرمنية والتابع إداريا لأذربيجان بحلول عهد إصلاحيات البيريستوريكا التي أطلقها آخر زعماء الاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف في عام 1985.
ومع تنامي نزعة قيادة منطقة ناغورنو كاراباخ ذاتية الحكم للانفصال عن الجمهورية الأذربيجانية، تأسست في عام 1988 جبهة أذربيجان الشعبية المطالبة بالبقاء تحت سيادة باكو وإبعاد قيادة الجمهورية ومعاقبة المتسببين في المضايقات بحق سكان كاراباخ من الأصول الآذرية.
وفي العام التالي، أطلقت الجبهة موجة من الاحتجاجات ذات طابع مناهض للشيوعية صراحة اتسعت تدريجيا لتشمل كافة أنحاء أذربيجان. وبحلول 29 ديسمبر/كانون الأول 1989، سيطر نشطاؤها على مبنى لجنة الحزب الشيوعي السوفييتي في مدينة جليل آباد، وفي الأيام الأولى من عام 1990، بدأوا بقطع طرق السيارات والسكك الحديدية المؤدية إلى باكو، وسط إحداث شلل لأداء مؤسسات الدولة.
وفي 13 يناير/كانون الثاني 1990، شهدت باكو تظاهرة حاشدة أعلنت جبهة أذربيجان الشعبية خلالها عن تأسيس مجلس الدفاع الوطني، ولكنها سرعان ما تحولت إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل العشرات. وبحلول 17 يناير/كانون الثاني، حاصر عناصر الجبهة مبنى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني. وفي اليوم التالي، بدأ إضراب عام أسفر عن توقف المصانع عن العمل والصحف عن الصدور، وهو ما دفع بالقيادة المركزية السوفييتية في موسكو للإسراع في حسم الوضع باستخدام القوة.
وجرى دفن ضحايا "يناير الأسود" بدرب الشهداء بحديقة ناغورنو في باكو. وفي عام 2000، أصدر الرئيس الأذربيجاني الراحل إلهام علييف مرسوما بمنح صفة "شهداء 20 يناير" لأرواح القتلى، بينما أصبح هذا التاريخ يوم الحزن الوطني في أذربيجان، ليبقى جرحا نازفا حتى اليوم.