استمع إلى الملخص
- شهدت منطقة سهل الغاب اشتباكات عنيفة بين المعارضة وضباط النظام، مما أدى إلى اعتقال عدد منهم وتأكيد تقديمهم للمحاكمة قريباً.
- اجتمع أحمد الشرع مع رئيس وزراء النظام لتنسيق انتقال السلطة، مع مقترحات لتجنب فراغ إداري تشمل تطبيق القرار 2254 وتشكيل هيئة انتقالية وكتابة دستور جديد.
أعلن قائد غرفة العمليات العسكرية لفصائل المعارضة وزعيم "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) أنّ السلطات الجديدة في سورية ستنشر قريباً "قائمة أولى بأسماء كبار المتورطين بتعذيب الشعب السوري" لملاحقتهم ومحاسبتهم، بعد إسقاط نظام بشار الأسد وإبداء فصائل المعارضة المسلحة حرصها على منع انهيار الأوضاع المعيشية والاجتماعية، بالحفاظ على المؤسسات القائمة ودعوتها إلى تسيير أمور المواطنين.
وفي بيان نشره فجر اليوم الثلاثاء على تطبيق "تليغرام" ونقلته وكالة "فرانس برس"، قال الجولاني الذي تخلّى أخيراً عن اسمه الحركي، وبات يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع: "سنقدّم مكافآت إلى من يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب". وأضاف: "لن نتوانى عن محاسبة المجرمين والقتلة وضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب الشعب السوري. سوف نلاحق مجرمي الحرب ونطلبهم من الدول التي فرّوا إليها حتى ينالوا جزاءهم العادل".
وأوضح الشرع أنّ الحكومة المقبلة التي ستتولى السلطة في سورية ستقدّم "مكافآت إلى من يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب". وتابع: "لقد أكّدنا التزامنا التسامح مع من لم تتلطّخ أيديهم بدماء الشعب السوري، ومنحنا العفو لمن كان ضمن الخدمة الإلزامية"، مؤكّداً أنّ "دماء وحقوق" القتلى والمعتقلين الأبرياء "لن تُهدر أو تنسى".
اشتباكات مع مجموعة متحصنة بموقع في ريف حماة
وقالت مصادر من إدارة العمليات العسكرية لـ "العربي الجديد"، إن مجموعات من إدارة العمليات اشتبكت اليوم الثلاثاء مع مجموعة من ضباط النظام الذين كانوا متحصنين داخل مزرعة مُحكمة الإغلاق في بلدة الربيعة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، شمال غرب سورية.
وأكدت المصادر أن إدارة العمليات العسكرية طلبت من المجموعة تسليم نفسها، إلا أن الضباط المتحصنين داخل المزرعة رفضوا الانصياع لأوامر الاستسلام، وبدأوا بإطلاق النار على مجموعات إدارة العمليات العسكرية، ما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة في محيط المزرعة، من دون ورود أي معلومات عن مصير المجموعة.
وأشارت المصادر إلى أن إدارة العمليات العسكرية اعتقلت اليوم عدداً من الضباط المعروفين بارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، لافتةً إلى أن هؤلاء الضباط "سوف يُقدّمون إلى المحاكم في القريب العاجل لينالوا الجزاء العادل".
على صعيد الترتيبات السياسية، اجتمع أحمد الشرع الاثنين مع رئيس وزراء النظام محمد غازي الجلالي، بهدف تنسيق انتقال السلطة في سورية "بما يضمن تقديم الخدمات إلى السوريين"، وفق ما نقلت غرفة العمليات العسكرية في مقطع مصور. وأظهر المقطع المصور الشرع وهو يتحدث مع الجلالي، بحضور المرشح لتسلم الحكومة الانتقالية رئيس حكومة الإنقاذ في شمال غرب سورية محمد البشير. وطلب الشرع من رئيس وزراء النظام المساعدة لوجود خبرات سابقة في حكومته "لن يُستغنى عنها".
وتتبادل نخب سياسية معارضة العديد من المقترحات حول الخطوة التالية لسقوط نظام بشار الأسد، كي لا تبقى البلاد لفترة طويلة من دون هياكل إدارية واضحة، وهو ما يسهم في جر البلاد إلى سيناريوهات يخشاها جميع السوريين. ومن هذه المقترحات تطبيق مضامين القرار الدولي 2254، وتشكيل هيئة كاملة الصلاحيات مؤلفة من شخصيات سورية لها وزن في الشارع السوري، تتولى إدارة المرحلة الانتقالية وتشرف على تشكيل جمعية وطنية مهمتها كتابة دستور جديد لإجراء انتخابات وفقه تضع البلاد على سكة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، لتنتهي بذلك حقبة طويلة من حكم الفرد الواحد والحزب الواحد.