استمع إلى الملخص
- سكان القنيطرة يأملون في أن يؤدي تعيين المحافظ إلى زيادة الاهتمام الحكومي، خاصة في ظل القيود الإسرائيلية التي تعيق انتشار القوات الحكومية، مما يتطلب دعم صمود الأهالي.
- قلة الكثافة السكانية تسهل التوغلات الإسرائيلية، مع وجود نصف مليون نازح يعيشون أوضاعاً صعبة دون إعادة إسكانهم في القنيطرة.
وصل إلى محافظة القنيطرة السورية، صباح اليوم الأحد، أحمد الدالاتي المعين حديثاً محافظاً للقنيطرة التي تتعرض لتوغلات إسرائيلية شبه يومية. وجاء تعيينه بعد شكاوى متكررة من الأهالي بشأن إهمال منطقتهم من جانب الحكومة الجديدة في دمشق. والتقى الدالاتي فور وصوله فاعلياتٍ محليةً في المحافظة ووعد بتقديم حلول لبعض المشكلات العاجلة التي تعانيها المحافظة على الصعيد الخدمي.
وقال محمد الخالد، من سكان مدينة خان أرنبة في ريف القنيطرة، لـ"العربي الجديد"، إن "تعيين المحافظ خطوة هامة ولو أنها متأخرة كثيراً، ونأمل أن يساعد على زيادة الاهتمام الحكومي بهذه المحافظة المنسية من عهد النظام السابق". وأضاف الخالد أن "دعم مقومات صمود أهالي المحافظة يجب أن يتصدر اهتمامات الحكومة، حيث يدرك الجميع عدم قدرة الحكومة وقواتها الأمنية والعسكرية على الانتشار بحرية في مناطق المحافظة بسبب القيود الإسرائيلية، وهو ما يرتب على السلطات في دمشق دعم صمود الأهالي عبر توفير الخدمات الأساسية، خاصة الكهرباء وفرص العمل وتحسين الخدمات الطبية".
من جانبه، لفت حسن المحمد، العامل سابقاً في محكمة القنيطرة، إلى أن "قلة الكثافة السكانية في المحافظة تساعد العدو الإسرائيلي على تكرار توغلاته، وتثير شهيته للتفكير بضم أجزاء من المحافظة"، مشيراً إلى أن جنود الاحتلال وصلوا قبل فترة إلى قلب المحكمة و"عاثوا فيها فساداً وحطموا جميع محتوياتها". وأوضح المحمد لـ"العربي الجديد" أن نظام الأسد في عهدي الأب والابن "ترك محافظة القنيطرة من دون إعمار منذ دمرها الاحتلال عام 1973 بهدف تسول المساعدات الدولية، وربما ضمن اتفاق مع إسرائيل، لأن أكثر ما يرعب الأخيرة هو وجود كثافة سكانية معادية على حدودها"، لافتاً إلى وجود "أكثر من نصف مليون شخص نازح من محافظة القنيطرة والجولان المحتل يعيشون أوضاعاً مزرية في المحافظات المجاورة للقنيطرة طوال العقود الماضية، من دون أن تفكر حكومة النظام في إعادة إسكانهم ضمن محافظتهم".
ويأتي تعيين محافظ للقنيطرة بعد ثلاثة أشهر من إطاحة نظام بشار الأسد، في ظل اعتداءات وتوغلات إسرائيلية متكررة على مناطق مختلفة في المحافظة، وبالتزامن مع شكاوى سكان المنطقة من إهمال منطقتهم من جانب الإدارة في دمشق، وتركهم وحيدين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مع ضعف كبير في الخدمات الأساسية.
وكان أحمد الدالاتي نائب القائد العام في حركة أحرار الشام في الشمال السوري، وله دور رئيسي في العملية العسكرية "ردع العدوان"، التي أدت إلى إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024. وولد الدالاتي في منطقة وادي بردى شمال غرب العاصمة السورية دمشق عام 1985، وعُرف خلال الثورة السورية باسم "أبو محمد الشامي". درس الدالاتي في المعهد التقاني للحاسوب في دمشق، ويعتبر أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في إدارة العمليات العسكرية والسياسية في سورية، ولديه خبرة في مجال التخطيط العسكري.