أحكام إعدام على خلفية احتجاجات مهسا أميني في إيران.. ومقتل 3 أمنيين

أحكام إعدام على خلفية احتجاجات مهسا أميني في إيران.. ومقتل 3 أمنيين

16 نوفمبر 2022
تشهد إيران احتجاجات منذ 17 سبتمبر فيما تتهم السلطات الغرب بتأجيجها (فرانس برس)
+ الخط -

أصدر القضاء الإيراني ثلاثة أحكام إضافية بالإعدام في حق "مرتكبي أعمال شغب"، وفق ما أفاد موقع إخباري رسمي، الأربعاء، ليرتفع عدد العقوبات القصوى المرتبطة بالاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني إلى خمسة.

وأوضح موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية أن "المحكمة الثورية" في طهران أصدرت ثلاثة أحكام بالإعدام، أحدها بحق شخص دهس بسيارته عدداً من أفراد الشرطة وأودى بحياة واحد منهم، وآخر قام بطعن أحد عناصر قوات الأمن بسلاح أبيض، وثالث حاول قطع الطريق وتسبب بأضرار في ممتلكات عامة. وتشهد إيران، منذ 16 سبتمبر/أيلول، احتجاجات إثر وفاة أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق، لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في إيران.

وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، واعتبر مسؤولون جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب". كما وجّه القضاء تهماً مختلفة إلى ما لا يقلّ عن ألفَي موقوف.

وأصدرت محكمة إيرانية، الأحد، أول عقوبة قصوى على صلة بالاحتجاجات، إذ قضت بإعدام شخص تمت إدانته بتهم عدة، أبرزها "الحرابة والإفساد في الأرض"، وذلك خلال محاكمة لمتهّمين بالضلوع "في أعمال شغب في محافظة طهران"، وفق موقع "ميزان أونلاين" التابع للقضاء.

إلى ذلك، حُكم بالسجن على خمسة آخرين ما بين خمسة وعشرة أعوام.

وسبق للسلطة القضائية أن أعلنت توجيه الاتهام إلى أكثر من ألفي شخص على خلفية الاحتجاجات، علماً بأنّ عدداً منهم يواجهون تهماً قد تصل عقوبتها إلى الإعدام.

ودعا خبراء لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إيران، الجمعة، إلى وقف توجيه اتهامات تصل عقوباتها إلى الإعدام بحق أشخاص شاركوا في الاحتجاجات، وحضّوا السلطات على "الإفراج فوراً" عمن تم توقيفهم على هامش هذه التحركات.

وسبق لمسؤولين إيرانيين أن أعلنوا الإفراج عن العديد ممن تم توقيفهم بعدما ثبت عدم ضلوعهم في "الشغب".

ووفق منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقراً، تحتل إيران المرتبة الثانية عالمياً خلف الصين على صعيد تنفيذ أحكام الإعدام، والتي بلغت 314 على الأقل خلال عام 2021.

التلفزيون الإيراني: 5 قتلى في هجوم على سوق جنوب غربي البلاد

في السياق، أفاد التلفزيون الرسمي في إيران أن مسلحين فتحوا النار في سوق بمدينة إيذه بجنوب غربي البلاد، اليوم الأربعاء، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة مدنيين وأفراد من قوات الأمن.

ولم يتضح على الفور الدافع وراء الهجوم أو ما إذا كان مرتبطاً بالاحتجاجات التي عمت البلاد، وهزت إيران خلال الشهرين الماضيين. وذكر التلفزيون الرسمي أن 10 أشخاص آخرين من بينهم أفراد من قوات الأمن أصيبوا في إطلاق النار.

وقال التلفزيون الرسمي إن مجموعات من عدة عشرات من المتظاهرين تجمعوا في مناطق مختلفة بمدينة إيذه في وقت متأخر من مساء الأربعاء، مرددين شعارات مناهضة للحكومة ورشقوا قوات الشرطة بالحجارة، لتطلق الأخيرة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

مقتل 3 من الأمن الإيراني في "أعمال شغب" 

إلى ذلك، قُتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن الإيرانية بينهم ضابط في "الحرس الثوري" برتبة عقيد، جراء "أعمال شغب"، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي الأربعاء.

والثلاثاء، شهدت مدن إيرانية عدة تحركات إحياءً لذكرى قتلى سقطوا خلال احتجاجات دامية شهدتها البلاد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 على خلفية قرار حكومي مفاجئ برفع أسعار الوقود. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" بأنّ ثلاثة من "المدافعين عن الأمن" قتلوا في مدن مختلفة، خلال يوم أمس الثلاثاء.

ونقلت عن مصدر عسكري أن العقيد في "الحرس الثوري" رضا ألماسي قتل "على يد مثيري شغب مجهولين في مدينة بوكان" ذات الغالبية الكردية في محافظة أذربيجان الغربية في شمال غرب إيران. وأوضحت أن ألماسي توفي "بعد إصابته بنيران مسدس من أحد مثيري الشغب".

إلى ذلك، قتل عنصر آخر من الحرس هو رضا آذربار كان "يدافع عن الأمن"، جراء إطلاق نار من قبل "مجهولين" في مدينة كامياران بمحافظة كردستان في غرب الجمهورية الإسلامية، وفق "إرنا".

وفي مدينة شيراز (جنوب)، قتل عنصر في قوات التعبئة ("الباسيج") المرتبطة بـ"الحرس الثوري"، "جراء أعمال الشغب" مساء الثلاثاء، بحسب المصدر نفسه.

ونقلت الوكالة عن المدعي العام لمحافظة فارس مصطفى بحريني قوله إنه "خلال أعمال الشغب، تم نقل أحد طلاب الحوزة العلمية من قوات التعبئة في شيراز إلى المستشفى جراء إلقاء المشاغبين زجاجة حارقة (مولوتوف) أصيب على إثرها في رأسه، ولم تفلح جهود الطاقم الطبي في إنقاذ حياته".

إيران: اعتقال عدد من عملاء المخابرات الفرنسية خلال الاحتجاجات

في غضون ذلك، قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي اليوم الأربعاء، إنّ السلطات اعتقلت عدداً من عملاء المخابرات الفرنسية فيما يتعلق بالاحتجاجات في البلاد.

وقال وحيدي "تم اعتقال أشخاص من جنسيات أخرى في أعمال الشغب، لعب بعضهم دوراً كبيراً. كانت هناك عناصر من وكالة المخابرات الفرنسية وسيتم التعامل معهم وفقاً للقانون".

ماكرون: إيران تتصرف بعدوانية متزايدة تجاه فرنسا والمنطقة

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، إنّ إيران تتعامل بعدوانية متزايدة تجاه فرنسا باعتقالها مواطنين فرنسيين، مضيفاً أنّ طهران تزعزع أيضاً استقرار المنطقة بأعمال عدوانية.

وقال ماكرون للصحافيين في ختام قمة زعماء مجموعة العشرين في إندونيسيا: "أرى عدوانية متزايدة من جانب إيران تجاهنا بأخذ رهائن، وهو أمر غير مقبول، وعدوانية تجاه المنطقة.. من خلال أعمال عدوانية للغاية في الأيام القليلة الماضية على الأراضي العراقية".

وأضاف: "أحث إيران على العودة إلى الهدوء وروح التعاون. وأدعوها إلى احترام الاستقرار الإقليمي وكذلك المواطنين الفرنسيين".

(فرانس برس، رويترز)