أحزاب جزائرية تطالب تبون بالردّ على إساءة ماكرون للإسلام

أحزاب جزائرية تطالب تبون بالردّ على إساءة ماكرون للإسلام

26 أكتوبر 2020
دانت الأحزاب الحملة الفرنسية الشرسة على الجمعيات الإسلامية (علاء الدين دوغرو/الأناضول)
+ الخط -

طالبت أحزاب سياسية فاعلة في الجزائر الرئيس عبد المجيد تبون باتخاذ موقف مما قالت إنه "استمرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الإساءة للإسلام والمسلمين، والاعتداء على النبي الكريم"، مطالبة بإعلان موقف يشرّف الجزائر والجزائريين إزاء هذه الإساءة الفرنسية.

ودعت حركة "مجتمع السلم"، وهي أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، في بيان لها، المؤسسات الرسمية الجزائرية، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، إلى التنديد بتصريحات الرئيس الفرنسي واتخاذ موقف دبلوماسي وسياسي واقتصادي مناسب، التزاماً بالقسم على احترام الدين الإسلامي وتمجيده، وبأن "الإسلام دين الدولة"، وانتصاراً لمشاعر الجزائريين.

وحثت الحركة الأحزاب والمنظمات الحقوقية والشخصيات الوطنية والمؤسسات الدينية على إدانة هذا الاعتداء الممنهج، واتخاذ المواقف السياسية المناسبة للدفاع عن النبي الكريم، والجمعيات والمنظمات والأئمة والدعاة لاتخاذ موقف صارم لإدانة تصرفات الرئيس الفرنسي. وطالبت الحركة مسلمي فرنسا، وبينهم مليونا شخص من الجزائريين المقيمين هناك، وممثلي الجاليات المسلمة بـ"مقاومة التشويه الداخلي والخارجي من دون تطرف أو شطط"، كما يتعين على "كل المسلمين في العالم الرد السلمي المناسب على الرئيس الفرنسي وكل معتدٍ على مقدساتنا سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وفي إطار التحالفات الدولية".

ووصفت حركة "مجتمع السلم" الإساءة إلى النبي الكريم بأنها "اعتداء صارخ على كلّ فرد مسلم في هذه الدنيا، وهو تصرف ينمّ عن حقد دفين تجاه الإسلام والمسلمين، والإصرار في الإساءة الممنهجة سلوك غير أخلاقي منافٍ للأعراف السياسية والدبلوماسية، ومن شأنه أن يؤجج الأحقاد والصراع بين الأمم والحضارات".

واستغربت المزاعم الفرنسية بشأن حرية التعبير، "مما يلغي ادعاءات حرية الصحافة عند الرئيس الفرنسي وأمثاله حماية ديانات وثقافات ذات نفوذ، وسلوكيات شاذة محمية، وكذلك الرواية الرسمية للمحرقة والتصرفات العنصرية للصهيونية، والجرائم الإسرائيلية المتواصلة من كل نقد بأي شكل من الأشكال".

ودانت الحركة قتل الأستاذ الفرنسي، ووصفته بـ"التصرف المدان والمرفوض من قبل أقلية من المسلمين تستعمل الدين الإسلامي في اتجاهاتها العنيفة، بما يتنافى مع الشريعة الإسلامية السمحاء، تماماً كما تُستعمل ديانات أخرى من أتباعها في ذلك"، لكنها اعتبرت أن "آفة الإرهاب المدمرة صارت صناعة خبيثة متقنة، ومخططا لها تستعملها القوى الاستعمارية لتبرير اعتداءاتها على الشعوب والسطو على خيراتها".

من جهتها، استنكرت حركة "البناء الوطني" ما وصفتها بـ"الاعتداءات السافرة على حرمة الإسلام والمسلمين، والمساس الفرنسي الرسمي العلني بحرمة مقدسات الأمة"، وذكر بيان للحركة أن السلطة في الجزائر مدعوة "إلى التدخل لحماية الجالية المسلمة في فرنسا من سياسات الكراهية والأحقاد وممارسات العنصرية التي تبررها خطابات الرئيس الفرنسي المتهورة".

وحذرت الحركة من الانعكاسات الخطيرة للأحداث الأخيرة على الساحة الفرنسية على العلاقات بين الأمم والشعوب، والتهديد الفرنسي الرسمي للمساس بمقدساتنا والإساءة المقصودة للإسلام، ومما ينجر عنه من المساس بمقدسات الأمة الإسلامية ومن انعكاسات على مصالح فرنسا في ساحات الأمة الإسلامية الاقتصادية والثقافية. ودعت "عقلاء الساحة الفرنسية إلى كبح التهور الحكومي الذي يحاول تبرير الفشل بصناعة المعارك الخارجية، وإلى تغليب لغة العقل والحكمة والحوار الحضاري بدل دفع العالم إلى الانزلاقات نحو العنف والعنف المضاد".

ودان المصدر نفسه ممارسة الإرهاب باسم الدين أو ضد الدين، باسم الدولة أو ضد الدولة من أي جهة صدر، وكذلك "سياسات العدوان والصراع على الدين الإسلامي، من خلال تجديد الحملات الصليبية والسياسات الاستعمارية التي لا تزال آثارها على المسلمين دولاً وشعوباً". وطالب الحزب الإسلامي "السلطة الفرنسية بالتراجع عن هذه السلوكيات الخطيرة والسياسات العنيفة، والابتعاد عن ممارسة التسويق للعنف والكراهية ضد الأديان والشعوب.

وحثت الحركة الرأي العام الفرنسي على مراعاة مصالح فرنسا ومستقبل علاقاتها مع العالم الإسلامي، وحماية الأجيال القادمة من سياسة الأرض المحروقة التي تمارسها الحكومة الفرنسية بالإساءة للإسلام.

ودانت "حركة النهضة" ما اعتبرتها الحملة الشرسة التي تشنها السلطات الفرنسية على الأفراد والجمعيات الإسلامية بدعوى مكافحة "التطرف المزعوم"، مندّدة "بشدة بالعمل العنصري الذي راحت ضحيته المسلمتان الجزائريتان اللتان تعرضتا للاعتداء بالطعن إلى حدّ إصابة إحداهما بثقب في الرئة، كما تعرضتا أيضاً لنهش الكلاب بعد وابل من الإهانات اللفظية العنصرية في حقهما من دون أدنى سبب، ذنبهما الوحيد أنهما جزائريتان مسلمتان ارتدتا الحجاب".

ولفتت "حركة النهضة" إلى أن "مثل هذه الاعتداءات الوحشية المعبرة عن التطرف والعنصرية البغيضة تجاه الإسلام والمسلمين، تغذيها الخطابات السياسية من قِبل تيارات اليمين المتطرف، والتحامل الفرنسي الرسمي السافر على الإسلام والمسلمين، حيث تسمح بترويج الإساءة للنبي الكريم، ونشر الصور المسيئة، من دون اعتبار للعلاقات مع الدول العربية والإسلامية، ومشاعر الشعوب الإسلامية، في الوقت الذي يتم فيه تجريم كل من يشكك في المحرقة اليهودية أو المساس بسمعتهم تحت عنوان معاداة السامية".

أما المجلس الإسلامي الأعلى، وهو هيئة تتبع الرئاسة الجمهورية في الجزائر فأصدر هو الآخر بيانا يدين تصريحات ماكرون، وأكد أن الإساءة للإسلام ورسوله تعتبر إساءة للإنسانية برمتها.

كما أعلن المجلس استنكاره "بشدة الحملة المسعورة على شخصية سيدنا محمد خير خلق الله رمز التسامح والتعارف والتعايش"، ودعا "عقلاء العالم والمنظمات الدينية وهيئات حقوق الإنسان وحوار الأديان إلى مجابهة هذا الخطاب المتطرف اللاإنساني، وللمسلمين قاطبة إلى أن يدفعوا بالتي هي أحسن لأن ذلك هو جوهر الجهاد".