أجواء مشحونة بين بكين وواشنطن تهدد قمة ترامب - شي

03 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 04:03 (توقيت القدس)
شي وترامب في أوساكا باليابان، 29 يونيو 2019 (برندن سميالونسكي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعد التوترات بين بكين وواشنطن بسبب التصريحات العدائية حول قضايا تايوان وهونغ كونغ، والتدخلات الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، مما يهدد السلام الهش بين البلدين.
- فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين من هونغ كونغ وزادت من وجودها العسكري في المنطقة، بينما هددت الصين باتخاذ إجراءات مضادة، مؤكدة على أهمية الحوار المتكافئ.
- التوترات الحالية تعيق عقد قمة بين ترامب وشي جين بينغ، رغم أهمية الحفاظ على قنوات التواصل لتجنب المواجهة المباشرة بين القوتين.

شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً في حدة التصريحات العدائية بين بكين وواشنطن بشأن الملفات الخلافية، سواء ما يتصل بتايوان أو هونغ كونغ، أو بالتدخلات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ما أثار تساؤلات في الصين حول مصير ومآلات القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.

وذكرت وسائل إعلام صينية، أمس الأربعاء، أنه من المتوقع أن تؤدي سلسلة من التحركات الاستفزازية التي اتخذتها إدارة ترامب، إلى تصعيد التوترات بين بكين وواشنطن ما يقلل الآمال في عقد قمة بين زعيمي البلدين. وأشارت إلى أنه بعد شهرين فقط من بدء ولايته الثانية، هددت استراتيجية ترامب العدوانية، بما في ذلك اللعب بورقة تايوان، واستعراض العضلات من خلال حلفائه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بانهيار أشهر من السلام الهش ودفع الصين وأميركا إلى شفا المواجهة.

وخلال الأسبوع الماضي، تعهد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، خلال جولته الآسيوية الأولى، بنشر قدرات متقدمة إضافية لمساعدة الفيليبين في صد الصين، واصفاً اليابان بأنها "شريك لا غنى عنه في ردع العدوان العسكري الشيوعي الصيني". وخلال جولته، التي شملت توقفاً في طوكيو ومانيلا وهاواي وغوام، شدد هيغسيث على الحاجة إلى إعادة إرساء الردع ضد بكين في بحري الصين الشرقي والجنوبي المتنازع عليهما، وبالقرب من جزيرة تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها تنبغي إعادة توحيدها يوماً ما، بالقوة إذا لزم الأمر.

ليو وانغ: القمم التي جمعت زعيمي البلدين عُقدت في أجواء مشحونة

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد فرضت، أول من أمس الثلاثاء، عقوبات اقتصادية على ستة مسؤولين من هونغ كونغ، على خلفية اتهامهم بتقويض الحكم الذاتي في هونغ كونغ، ما أدى إلى مزيد من التوتر في العلاقات مع بكين. وكرر مسؤولون في إدارة ترامب، خلال الأيام الماضية، مزاعم بأن السلطات الصينية لم تبذل جهوداً كافية للقضاء على تهريب مخدر الفنتانيل، وهي القضية الشائكة بين الصين وأميركا التي استند إليها ترامب في فرض مزيد من الرسوم الجمركية على بكين.

وفي أحدث رد على الإجراءات الأميركية، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال مقابلة مع قناة روسيا اليوم في موسكو الثلاثاء الماضي، إن بلاده ستتخذ إجراءات إذا استخدمت الولايات المتحدة تهريب الفنتانيل ذريعة لفرض رسوم جمركية على الصين. وأضاف: "إذا أرادت الولايات المتحدة حقاً حل مشكلة الفنتانيل، فيجب عليها إلغاء الرسوم الجمركية غير المبررة والدخول في مشاورات مع الصين على قدم المساواة". ولفت إلى أن شعار "أميركا أولاً" لا ينبغي أن يكون بمثابة تنمر على الطريقة الأميركية، ويجب ألا تبني الولايات المتحدة مصالحها على الإضرار بالحقوق والمصالح المشروعة للدول الأخرى.

أجواء مشحونة بين بكين وواشنطن

تعليقاً على التطورات الأخيرة، وتأثير ذلك على مسار الترتيبات بشأن عقد قمة بين ترامب وشي، قال الباحث في العلاقات الصينية الأميركية ليو وانغ، لـ"العربي الجديد"، إن التوترات الراهنة هي انعكاس لأجواء مشحونة بين بكين وواشنطن منذ ولاية ترامب الأولى التي شهدت انطلاق شرارة الحرب التجارية بين البلدين، وما تبعها من عقوبات واتهامات متبادلة. ولكن مثل هذا التصعيد، حسب قوله، يكون في بعض الحالات تكتيكاً يسبق القمم الكبرى لرفع سقف مطالب كل طرف، وفي هذا المعنى قد نقرأ حيثيات التوتر ولغة التهديد والوعيد بأنها مؤشر على اقتراب موعد انعقاد القمة، وليس العكس.

جو فانغ: عقد أي قمة يستدعي توفر أجواء ملائمة

وأوضح ليو وانغ أنه في كل المحطات التي مرت بها العلاقات بين الصين وأميركا لم يكن هناك أي تقارب بشأن الملفات الخلافية الكبرى، مثل تايوان وهونغ كونغ والصراع في بحري الصين الشرقي والجنوبي، مشيراً إلى أن القمم التي جمعت زعيمي البلدين عُقدت في أجواء مشحونة مماثلة لما نشهده اليوم، وبطبيعة الحال لم تفضِ إلى نتائج مثمرة، ولكن مجرد انعقادها يشير إلى إدراك الجانبين أهمية الإبقاء على قنوات التواصل بينهما لتجنب المواجهة أو القطيعة.

لا قمة في الأفق

على خلاف ذلك، رأى الباحث الزميل في جامعة آسيا (تايوان) جو فانغ، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي سبق أن أشار إلى إمكانية عقد قمة مع نظيره الصيني، فإنه من غير المرجح نجاح الجهود التي يبذلها الطرفان في هذا الاتجاه في ظل تدهور العلاقات على خلفية التطورات الأخيرة المتعلقة بتصريحات وزير الدفاع الأميركي الذي تحدث علانية عن التهديد الصيني، واعتبار بكين جهة معادية لواشنطن. وأضاف أن عقد أي قمة بهذا الحجم يستدعي توفر أجواء ملائمة تتخللها تصريحات إيجابية وإبداء رغبة حقيقية في تذليل العقبات، خاصة أننا نتحدث عن قوتين عظميين على المستويين العسكري والاقتصادي لا تقبلان لغة التهديد والوعيد، ولا ترضخان لأية ضغوط، داخلية كانت أم خارجية.

وكان ترامب قد تحدث في وقت سابق من مارس/ آذار الماضي عن زيارة مرتقبة لشي جين بينغ إلى الولايات المتحدة في "المستقبل غير البعيد". وجاءت تصريحات ترامب بعد تقارير أفادت بأن الزعيمين يفكران في عقد قمة في وقت مبكر من إبريل/ نيسان الحالي، على الرغم من الخلافات والعقوبات المتبادلة بين البلدين.

المساهمون