استمع إلى الملخص
- أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا ترفض فيه المخطط، وتستعد الحشود للتجمع في مناطق رمزية مثل ميدان التحرير، حاملة شعارات تندد بمحاولات التهجير وتدعم القضية الفلسطينية.
- تأتي التحضيرات في ظل تطورات سياسية تهدد مستقبل القضية الفلسطينية، مع نقاش حول تحقيق اتساق بين المطالب الشعبية والسياسات الداخلية، وإمكانية إطلاق سراح المعتقلين لدعم نزاهة الموقف المصري.
تتسارع الاستعدادات الرسمية في مصر لتنظيم تظاهرات حاشدة احتجاجًا على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب المثير للجدل بشأن تهجير الفلسطينيين إلى مصر، والذي يُنظر إليه على أنه تهديد لتصفية القضية وطرد الفلسطينيين من أراضيهم. وبحسب مصادر سياسية، بدأ مقربون من النظام ومجموعات شبابية في تنسيقية الشباب والأحزاب ذات العلاقة الأقوى بأجهزة الاستخبارات العامة، علاوة على قيادات الأحزاب الثلاثة التابعة للأجهزة الأمنية المختلفة، وهي أحزاب "مستقبل وطن"، و"حماة الوطن"، و"الجبهة الوطنية" (تحت التأسيس)، في التحضير لمسيرات يرجح أن تنطلق اعتبارًا من يوم الجمعة المقبل في مختلف أنحاء البلاد، اعتراضًا على ما يُعرف إعلاميًا بـ"صفقة القرن" التي أعلن ترامب عن اعتزامه مهاتفة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأنها.
وتستهدف التظاهرات، حسب مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، التعبير عن رفض الشعب المصري لمقترح تهجير الفلسطينيين الذي يعتبره كثيرون خطوة نحو تصفية حقوق الفلسطينيين، فيما رأى مراقبون أن مثل تلك التظاهرات تستهدف إيصال رسالة رفض غير مباشرة للجانب الأميركي، توضح وقوع النظام المصري تحت ضغوط شعبية تساند الموقف الرسمي الرافض للمخطط الأميركي.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أصدرت بياناً أمس، رفضت فيه مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر، الذي أعلن ترامب عن تبنيه واعتزامه مهاتفة السيسي بشأنه أمس الأحد، وهو ما لم يحدث حتى اليوم، رغم اتصاله بالعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة بعد اتصاله بالعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، وكان من المفترض أن يعقبه اتصال بالسيسي. ومن المتوقع أن تتجمع الحشود في عدة مناطق رمزية في مصر، أبرزها ميدان التحرير في القاهرة، بالإضافة إلى ميادين أخرى بعواصم المحافظات، وستحمل التظاهرات شعارات ورايات تندد بمحاولات تهجير الفلسطينيين وتدعم قضيتهم العادلة.
تزامنًا مع هذه التحضيرات، تؤكد الدعوات الأخيرة أهمية توجيه رسالة قوية للمجتمع الدولي، مفادها أن الشعب المصري، بجميع أطيافه، يقف صفًا واحدًا في دعم حقوق الفلسطينيين ويرفض أية تسوية تمس بتلك الحقوق. وتشير المصادر إلى أن المشاركين في التظاهرات يعتزمون إطلاق قوافل حاشدة من مختلف المحافظات لإظهار حشد كبير، لكنه محكوم ومنظم، لتكون تلك التظاهرات فرصة لتعزيز التضامن العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني.
وتأتي هذه التحضيرات في وقت حساس، في ظل التطورات السياسية الجارية، والتي تهدد مستقبل القضية الفلسطينية. ويرى مراقبون أن التظاهرات المزمعة، التي سبق تنظيم مثلها قبل شهور، تعبر عن موقف النظام الذي يمنع، في مفارقة مثيرة، التعبير عن موقف عموم الشعب المصري تجاه قضية فلسطين، عبر قبضة أمنية مشددة.
وفي مناسبات عدة، عبر مصريون عن "تأكيد موقف المصريين الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين ضد محاولات التصفية، كما يتزايد النقاش في الأوساط السياسية حول ضرورة تحقيق اتساق بين المطالب الشعبية والسياسات الداخلية، خصوصًا في ظل الاعتقالات المستمرة للشباب الذين قُبض عليهم في تظاهرات سابقة دعماً للقضية الفلسطينية". ويتساءل مراقبون عما إذا كانت السلطات ستتخذ خطوة مهمة بإطلاق سراح الشباب الذين خرجوا في نفس يوم التظاهرات السابقة خلال تظاهرات غير محسوبة على السلطة، مؤكدين أن خطوة الإفراج عنهم اليوم في هذا التوقيت تستهدف ضمان نزاهة الموقف المصري في دعم حقوق الفلسطينيين.