أبو أحمد فؤاد... مناضل فلسطيني يلتحق برفاق المقاومة

17 يناير 2025
نائب الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو حمد فؤاد (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نائب أمينها العام السابق اللواء داوود مراغة (أبو أحمد فؤاد)، الذي توفي في دمشق بعد صراع مع المرض، تاركاً إرثاً نضالياً ووطنياً للأجيال القادمة.

- وُلد أبو أحمد فؤاد في القدس عام 1942، وكان من مؤسسي الجبهة الشعبية عام 1967، وشارك في بناء قدراتها العسكرية والتنظيمية، وقاد العمليات العسكرية في جنوب لبنان.

- مثّل الجبهة في حوارات المصالحة الفلسطينية، وكان يؤمن بأن الوحدة على قاعدة المقاومة المسلحة هي السبيل لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.

نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نائب أمينها العام السابق اللواء داوود مراغة (أبو أحمد فؤاد)، الذي وافته المنية اليوم الجمعة في دمشق. وقالت الجبهة الشعبية في بيان النعي إن "أبو أحمد فؤاد تَرجّل بعد صراعٍ مع المرض، وبعد أن أفنى حياته مدافعاً عن قضيته وشعبه، ثابتاً على المبادئ حتى آخر لحظات حياته، تاركاً إرثاً وطنياً ونضالياً يضيء مسيرة الأجيال القادمة".

ولد أبو أحمد فؤاد ببلدة سلوان في القدس المحتلة عام 1942، وانتمى منذ شبابه المبكر لحركة القوميين العرب، وكان من أوائل المؤسسين للجبهة الشعبية نهاية العام 1967، إلى جانب جورج حبش وآخرين أمثال مصطفى الزبيري المعروف بأبو علي مصطفى، ووديع حداد وأحمد اليماني وغسان كنفاني وعبد الرحيم ملوح ونايف حواتمة، الذي انشق لاحقاً ليؤسس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وأحمد جبريل الذي انفصل لاحقاً ليؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة.

تقلد أبو أحمد فؤاد العديد من المسؤوليات داخل الجبهة، وشارك في بناء قدراتها العسكرية والتنظيمية، بعد أن اتبع دورات عسكرية عدة في أوروبا الشرقية ومصر. وتولى في البداية قيادة القطاع الأوسط في الأردن أواخر ستينيات القرن الماضي، قبل أن ينتقل إلى لبنان عقب خروج المقاومة الفلسطينية من الأردن، حيث قاد العمليات العسكرية للجبهة في جنوب لبنان، وشارك في التصدي للاجتياحين الإسرائيليين للبنان عامي 1978 و1982. وبعد ذلك، غادر لبنان إلى سورية وأقام في دمشق، واختير مسؤولاً للدائرة السياسية في الجبهة الشعبية، ثم نائباً للأمين العام خلال المؤتمر السابع للجبهة عام 2013، خلفاً للقيادي عبد الرحيم ملوح.

أبو أحمد فؤاد "وحدوي على قاعدة المقاومة"

ومثّل اللواء الراحل الجبهة في العديد من جولات الحوار الوطني الفلسطيني، بما في ذلك حوارات المصالحة في القاهرة عامي 2017 و2021، وكان يعتبر أن "الوحدة على قاعدة المقاومة المسلحة هي السبيل الأنسب لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني".

أصيب أبو أحمد فؤاد بالسرطان منذ نحو سنة، ورغم معاناته بسبب المرض في الأشهر الأخيرة ظل متابعاً لتطورات النضال الفلسطيني، ومنشغلاً بمتابعة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وبوفاته، تغيب شخصية بارزة شهدت البدايات الأولى للكفاح الفلسطيني المعاصر، ليلتحق برفاق سابقين في الجبهة التي بدأت تنظيماً ماركسياً، بدءاً بـ"حكيم الثورة" جورج حبش، الذي تنحى عن قيادة الجبهة عام 2000، وتوفي عام 2008، ليخلفه أبو علي مصطفى الذي عاد إلى مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني بعد اتفاق أوسلو، واغتالته إسرائيل بصاروخ من مروحية في مكتبه برام الله عام 2001، ليخلفه أحمد سعدات الذي اعتقلته السلطة الفلسطينية بعد اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي الأسبق رحبعام زئيفي رداً على اغتيال أبو علي مصطفى، ثم اختطفته إسرائيل من سجون السلطة عام 2006، وما يزال أسيراً في سجونها.

المساهمون