أبعاد استعراض "الحشد" خارج بغداد: حل وسط بين الكاظمي والفصائل؟

أبعاد استعراض "الحشد" خارج بغداد: حل وسط بين الكاظمي والفصائل؟

26 يونيو 2021
20 ألف مقاتل سيشاركون في الاستعراض (فرانس برس)
+ الخط -

شهد محيط معسكر "أبو منتظر المحمداوي"، في محافظة ديالى شرقي العراق، المقرر أن يجري فيه استعراض كبير لفصائل "الحشد الشعبي" غداً السبت، انتشاراً مكثفاً لعناصر "الحشد"، لتأمين المناطق المحاذية للمعسكر حتى انتهاء الاستعراض الذي سيشارك فيه أكثر من 20 ألف مقاتل، وفقاً لقيادات بـ "الحشد". 

ولم تعلن قيادات "الحشد الشعبي" عن سبب نقل الاستعراض من بغداد إلى ديالى، إلا أن سياسيين أكدوا أن تغيير المكان جاء كتسوية تمثل حلاً وسطاً بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي رفض إقامته في بغداد، والفصائل المسلحة التي تصر على إجراء الاستعراض. 

وكان مقرراً أن يجري الاستعراض ببغداد في الثالث عشر من الشهر الحالي، وهي ذكرى تأسيس "الحشد الشعبي" قبل 7 سنوات، إلا أن قيادات "الحشد" قررت تأجيل الموعد ونقل مكان الاستعراض إلى محافظة ديالى. 

وأكدت مصادر أمنية محلية في ديالى، لـ"العربي الجديد"، أن نقاط تفتيش ودوريات لعناصر "الحشد الشعبي" انتشرت في محيط معسكر "أبو منتظر المحمداوي"، موضحة أن الانتشار بدأ ليل الجمعة، وسيستمر حتى انتهاء الاستعراض بعد ظهر يوم غد السبت. 

وأشارت إلى فرض إجراءات تفتيش وتدقيق في المناطق المحاذية للمعسكر، لافتة إلى مشاركة عناصر من مختلف الفصائل في تلك الإجراءات. 

وقال مدير إعلام "الحشد الشعبي"، مهند العقابي، في تغريدة على موقع "تويتر"، مساء الجمعة: "غداً، أنتم على موعد مع العرض التاريخي للاستعراض العسكري الأول لهيئة الحشد الشعبي". 

وأضاف "نظراً لتوصيات القيادة، امتنع إعلام الحشد عن عرض أي محتوى فني خاص بالاستعراض في المواقع الرسمية"، في إشارة إلى مقاطع مصورة جرى تداولها على أنها من تدريبات الاستعداد للاستعراض. 

إلى ذلك، أكد القيادي بـ "الحشد الشعبي" في محافظة ديالى، عدي الخدران، أن الاستعراض المقرر غداً السبت يعني الشيء الكثير لجماهير "الحشد"، موضحاً، في تصريح صحافي، أن قيادات "الحشد" والأجهزة الأمنية ستحضر الاستعراض، بالإضافة إلى رجال دين وشيوخ عشائر. 

ولفت إلى أن أكثر من 20 ألف مقاتل سيشاركون في الاستعراض، داعياً إلى إعادة فصائل "الحشد" لمسك الأمن في مناطق الخالص والعظيم وشمال المقدادية في ديالى. 

وأكد القيادي في "منظمة بدر" التي تمتلك تمثيلاً في "الحشد الشعبي"، رزاق الحيدري، أن اختيار محافظة ديالى لإقامة الاستعراض مناسب، موضحاً لـ "العربي الجديد" أن إجراءه في ديالى يمثل الحل الوسط بين الكاظمي وفصائل "الحشد". 

وتابع "كنا نتمنى أن يكون الاستعراض في بغداد لنوصل رسالة للعالم بأن "الحشد" جزء من المنظومة الأمنية العراقية"، مشيراً إلى "وجود تشنج بين "الحشد" ورئيس الوزراء" على خلفية اعتقال القيادي بـ "الحشد" قاسم مصلح قبل شهر. 

ولفت إلى أن التوترات التي أعقبت اعتقال مصلح كانت سبباً رئيساً لعدم إجراء استعراض "الحشد الشعبي" في بغداد، معبراً عن أمله في "إجراء الاستعراض بصورة حضارية". 

وأكد الحيدري وجود تسريبات تحدثت عن رفض الكاظمي إقامة الاستعراض في بغداد، موضحاً أن "الكاظمي رئيس وزراء ولن يقبل عصيان أوامره بسهولة"، لافتاً إلى أن فصائل "الحشد" تنظر بالمقابل إلى ممارسات رئيس الوزراء تجاهها على أنها "لي أذرع". 

وفي السياق، قال عضو البرلمان العراقي السابق، صادق المحنا، إن الاستعراضات والاحتفالات يمكن أن تجري في أي محافظة عراقية، مستدركاً "لكن تبقى لبغداد خصوصية". 

وعبر، خلال حديث لـ "العربي الجديد"، عن استغرابه من اختيار محافظة ديالى لإجراء الاستعراض، مبيناً أن "نقل الاستعراض من بغداد إلى ديالى قد يكون بُني على اجتهادات، إلا أن هذه الاجتهادات لم تكن صحيحة"، بحسب رأيه. 

وأمس الخميس، أصدرت رئاسة "الحشد الشعبي"، بياناً ذكرت فيه أن الاستعراض سيقام في محافظة ديالى، على "أرض معسكر الشهيد أبو منتظر المحمداوي (معسكر مجاهدي خلق)، وسينطلق في الساعة الثامنة صباحاً". 

ويقع المعسكر الذي سيقام فيه استعراض الفصائل المسلحة على بعد 10 كيلومترات من بلدة الخالص شمال مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، وكان يمثل المعسكر المعقل الرئيس لجماعة "مجاهدي خلق الإيرانية" المعارضة، والتي انسحبت منه عام 2012، عقب هجمات قادتها جماعات مسلحة وسلسلة تضييق من الحكومة العراقية، انتهت بمبادرة أممية تكفلت بنقل أعضاء الجماعة من العراق إلى دول عدة.  

ويخضع المعسكر البالغة مساحته نحو 20 كيلومتراً مربعاً، حالياً، لسيطرة فصائل مسلحة عدة مدعومة من طهران، ويُعتقد أنه المركز الرئيس لتطوير أسلحة فصائل "الحشد".