أبرز نقاط "الشراكة المتجددة" والاتفاقيات التي وقعتها باريس والجزائر

أبرز نقاط "الشراكة المتجددة" والاتفاقيات التي وقّعتها باريس والجزائر السبت

28 اغسطس 2022
وقّع البلدان سلسلة من الاتفاقيات بمناسبة زيارة ماكرون (لودوفيك مارين/فرانس برس)
+ الخط -

أبرمت الجزائر وفرنسا، اليوم السبت، "شراكة متجددة"، ووقّعتا سلسلة من اتفاقيات التعاون بمناسبة زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، تضمنت عقد اجتماع أمني رفيع المستوى يجمع كبار قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية بشكل دوري كل عامين بالتناوب في كل من الجزائر وباريس، وإنشاء لجنة مشتركة للذاكرة، يُقيّم عملها كل ستة أشهر، وإعادة تفعيل المجلس الأعلى للتعاون الذي يرأسه رئيسا الدولة.

فيما يأتي أهم القرارات المتخذة على المستوى السياسي والاستراتيجي والاقتصادي والعلمي ولصالح الشباب، وفق الإعلان المشترك الذي وقعه رئيسا البلدين والاتفاقيات الأربع المبرمة.

  • اجتماع أمني دوري

بعد الاجتماع الأمني غير المسبوق بين تبون وماكرون، ضم مسؤولي الأجهزة الأمنية للبلدين، الجمعة، قرر الطرفان ترسيخ التعاون الأمني عبر اجتماع مماثل سينعقد بشكل دوري مرة كل عامين.

وقال الرئيس تبون، خلال حفل التوقيع على إعلان الجزائر، بشأن هذا الاجتماع، إنّ "هذا التقارب يسمح لنا بالذهاب بعيداً، خاصة مع الاجتماع الأمني رفيع المستوى الذي نُظم بين الطرفين، والذي عقد للمرة الأولى منذ الاستقلال وهذا ما يبشر بعمل مشترك لصالح محيطنا".

وهذه المرة الأولى التي يعقد فيها اجتماع أمني على هذا المستوى العالي ولم يكن مدرجاً مسبقاً على أجندة الزيارة، أو لم يعلن عنه بحسب البرنامج الذي سُلم للصحافيين والوفد المرافق للرئيس ماكرون.

ويفهم من انعقاد هذا الاجتماع أن الجزائر تطرح اشتراطات حساسة تخص ملف التنسيق الأمني والقضائي بين البلدين، وترتبط بالوضع في منطقة الساحل، ومطالبات جزائرية بتسليم مسؤولين وناشطين منتمين إلى حركة "الماك" التي يقودها فرحات مهني، وتطالب بانفصال منطقة القبائل، وحركة "رشاد".

  • لجنة مشتركة للذاكرة

وبشأن ملف التاريخ والذاكرة، تضمنت الوثيقة التأكيد أنّ كلاً من الجزائر وفرنسا تعتبران أنّ "الوقت قد حان لقراءة موضوعية وصادقة لجزء من تاريخهما المشترك، مع مراعاة جميع مراحلها"، وفقاً "لديناميكية تقدم لا رجعة فيه"، وتعهد الطرفان "بضمان تعامل ذكي وشجاع مع المشاكل المتعلقة بالذاكرة"، وجرى الاتفاق على "إنشاء لجنة مشتركة من المؤرخين الفرنسيين والجزائريين، مكلفين بالعمل على الأرشيف الخاص بفترة الاستعمار وحرب الاستقلال، ويهدف هذا العمل العلمي إلى معالجة جميع القضايا، بما في ذلك تلك المتعلقة بفتح وإعادة الأرشيف والممتلكات، وبقايا جثث المقاومين الجزائريين، والتجارب النووية والمفقودين"، على أن يخضع عمل هذه اللجنة "لتقييمات منتظمة كل ستة أشهر".

  • تعزيز الحوار السياسي

إنشاء "مجلس أعلى للتعاون" على مستوى الرئيسين، مهمته "تقديم التوجيهات الكبرى حول المحاور الأساسية للتعاون"، يجتمع كل عامين في باريس وفي الجزائر بالتناوب.

كما أعلنت الوثيقة أنّ فرنسا والجزائر "قررتا فتح حقبة جديدة في علاقاتهما الشاملة، لإرساء أسس شراكة متجددة، أصبحت مطلباً تمليه زيادة عدم اليقين وتفاقم التوترات الإقليمية والدولية، والدور المركزي لفرنسا والجزائر في تعزيز الشراكة بين أوروبا وأفريقيا"، وتحقيقاً لهذه الغاية "تم التعبير عن الرغبة في تحديد جدول أعمال مشترك للمستقبل بحلول عام 2030 وإبرام ميثاق شبابي جديد".

  • تعاون استراتيجي

أظهر الرئيسان ماكرون وعبد المجيد تبون رغبتهما في تعزيز تعاونهما الاستراتيجي في مواجهة التوتر بمنطقة الساحل وفي ليبيا. وسيجمعان "كلما دعت الضرورة" رئيسي أركان البلدين وقائدي المخابرات، كما فعلوا الجمعة، لأول مرة، منذ استقلال الجزائر عام 1962.

  • ملف التنقل والتأشيرات

وتطرقت وثيقة إعلان الجزائر إلى ملف التنقل والتأشيرات، حيث تقرر التفكير في بناء حلول ملموسة "لتنظيم حركة الناس بين البلدين، والإشراف عليها، مع الاحترام الكامل لقوانين ومصالح وقيود البلد المضيف، وتحديد ملامح تعاون أكبر في هذا المجال، بهدف تشجيع التنقل بين البلدين، ولا سيما من أجل الطلاب ورجال الأعمال والعلماء والأكاديميين والفنانين ورؤساء الجمعيات والرياضيين، مما يسمح بتنفيذ المزيد من المشاريع المشتركة".

  • فضاء للإبداع

اتفق الطرفان على إنشاء فضاءات في فرنسا والجزائر، لتكون متاحف ومساحة للإبداع والحوار والتبادل بين الشباب الفرنسي والجزائري. ستستقبل هذه الفضاءات الباحثين والفنانين والشباب من فرنسا والجزائر الذين سينفذون مشاريع مشتركة، لا سيما في مجال الإبداع السينمائي.

  • مقبرة فرنسية

توافق البلدان على "تعزيز العمل على صيانة المقابر الأوروبية والحفاظ على تراثها المتميّز".

  • الشراكة الاقتصادية وانتقال الطاقة

وتضمّن إعلان الجزائر بنداً رابعاً يخص التعاون في الشراكة الاقتصادية وانتقال الطاقة، حيث جرى التوافق في هذا الشأن على إعادة تفعيل المجلس الأعلى للتعاون على مستوى الرؤساء، وعقد اجتماعات وزارية ثنائية في جميع المجالات المعنية بشكل دوري لضمان متابعة القرارات، و"إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الاقتصادية لتعزيز شراكة متوازنة لصالح البلدين، وإحياء التبادلات الاقتصادية، وتشجيع تطوير الشراكات بين الشركات، على أن تركز هذه الجهود في المقام الأول على قطاعات المستقبل كالمجالات الرقمية، والطاقات المتجددة، والمعادن النادرة، والصحة والزراعة والسياحة، وعلى وجه الخصوص من خلال التعاون في مجالات الغاز والهيدروجين، وإطلاق برنامج بحث للابتكار التكنولوجي، وإنشاء حاضنة ناشئة في الجزائر"، إضافة إلى "بدء دعم المشاريع الاستثمارية المستقبلية في فرنسا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، خاصة من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة، من خلال صندوق 100 مليون يورو لرواد الأعمال من شمال أفريقيا في الشتات، التي سيجري تأسيسها في مرسيليا"، كما جرى الاتفاق على "التيسير  المتبادل لافتتاح مدارس جديدة" في كلا البلدين، على أن يجري تقييم مدى التقدم الحاصل في تنفيذ هذه الخطوات كل ستة أشهر.

  • ميثاق الشباب

ستُقام حاضنة للشركات الناشئة في الجزائر بدعم من "الهياكل العامة والخاصة".

سيجري تعزيز التدريب من خلال التعاون بين الجامعات، مع إعطاء الأولوية للاقتصاد الرقمي والانتقال إلى الطاقة النظيفة، وقطاعي الثقافة والصحة. وستُنشأ مدرسة، بدعم من رجل الأعمال الفرنسي كزافيي نيل لتدريب الشباب غير الحائزين على شهادات في ترميز الأجهزة الإلكترونية.

  • بحث علمي

سيعمل معهدا باستور في فرنسا ونظيره في الجزائر على زيادة تبادل الباحثين عبر مختبر أبحاث مشترك. كما اتفق البلدان على تعزيز تعاونهما في الحفريات الأثرية، لا سيما في تيبازة (شمال) وتعزيز تدريب علماء الآثار.