أبرز الملفات على طاولة لقاءات أورتاغوس والمسؤولين اللبنانيين

05 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 16:26 (توقيت القدس)
مورغان أورتاغوس خلال لقائها عون في قصر بعبدا، 5 إبريل 2025 (الرئاسة اللبنانية/إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التطورات الأمنية والسياسية: زارت مورغان أورتاغوس لبنان والتقت بالمسؤولين لمناقشة التطورات الأمنية والسياسية، مع التركيز على اتفاق وقف إطلاق النار والحدود البرية وإعادة الإعمار، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة.

- الإصلاحات والحدود: تم التأكيد على التزام لبنان بوقف إطلاق النار ورفض التفاوض المباشر مع إسرائيل حول الحدود، مع الانفتاح على لجنة تقنية. كما أُشيد بخطة الإصلاحات المالية والاقتصادية للحكومة اللبنانية.

- التعاون الأمني والدعم: شددت أورتاغوس على نزع سلاح حزب الله ودعم الولايات المتحدة للبنان لتحقيق الاستقرار، والتقت بمسؤولين لبحث الأوضاع الميدانية والإصلاحات المطلوبة.

انطلقت جولة مورغان أورتاغوس بلقاء الرئيس اللبناني جوزاف عون

أبرز الملفات: اتفاق وقف النار، الحدود البرية، وإعادة الإعمار

جولة أورتاغوس هي الثانية في لبنان منذ تولّيها الملف اللبناني

جالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس على المسؤولين اللبنانيين اليوم السبت، مستهلة لقاءاتها مع رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا الجمهوري، حيث كان بحث في آخر التطورات الأمنية والسياسية، وملفات يتقدّمها اتفاق وقف إطلاق النار، الحدود البرية، وإعادة الإعمار بحسب معلومات "العربي الجديد".

وتأتي جولة أورتاغوس الثانية في لبنان منذ تولّيها الملف اللبناني الإسرائيلي، في توقيتٍ أمني حسّاس، في ظلّ رفع الاحتلال الإسرائيلي وتيرة اعتداءاته على الأراضي اللبنانية، وتوسعة رقعة هجماته نحو الضاحية الجنوبية لبيروت وبلدات في عمق الجنوب اللبناني، كان آخرها أمس الجمعة، باستهدافه منطقة صيدا، حيث اغتال القيادي في حركة حماس حسن فرحات (أبو ياسر)، ما أدى أيضاً إلى استشهاد ابنه وابنته.

وبعد لقاء استمر نحو ساعة وثلث، غادرت أورتاغوس قصر بعبدا من دون الإدلاء بأي تصريح، فيما وصفت أوساط مقرّبة من الرئيس عون الاجتماع بالإيجابي. وقالت أوساط قصر بعبدا لـ"العربي الجديد" إنّ "اللقاء تضمّن شرحاً للموقف اللبناني على صعيد التعاطي مع اتفاق وقف إطلاق النار، بحيث كان هناك تأكيد لالتزام لبنان به بعكس إسرائيل، التي خرقته منذ اليوم الأول لدخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ولا تزال"، لافتة إلى أن "ملف إعادة الإعمار طُرح على الطاولة، وهناك تأكيد لبناني لأن تكون الشفافية أساس هذه العملية، وفي إطار البرنامج الإصلاحي الشامل".

وأشارت الأوساط إلى أنّ "لبنان أكد أولوياته على صعيد وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وانسحاب العدو من المواقع الخمسة التي لا يزال يحتلها، وإطلاق سراح جميع الاسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، كذلك أكد الدور الكبير الذي يقوم به الجيش اللبناني بانتشاره في الجنوب، وفي إطار تنفيذ القرار 1701، والحاجة أيضاً لدعم المؤسسة العسكرية من أجل القيام بمهامها بالشكل اللازم، ولبنان ماضٍ في مسألة احتكار الدولة للسلاح، لكن هناك أولويات وملفات تُعَدّ داخلية يبحث بها بهذا السياق وترتيبات بحاجة إلى وقتٍ".

كذلك لفتت إلى أنّ "مسألة التفاوض حول الحدود البرية مع فلسطين المحتلة طُرحت والاقتراحات بهذا الشأن، بيد أن هناك رفضاً لبنانياً بقيام أي تفاوض مباشر مع الإسرائيلي، مقابل الانفتاح على تشكيل لجنة تقنية أمنية لبحث ملف الحدود البرية والنقاط الخلافية على غرار الترسيم البحري". وأشارت الأوساط إلى أنّ "أورتاغوس لم تحدّد مهلة معينة لنزع سلاح حزب الله، لكنها أكدت في الوقت نفسه ضرورة حصوله، وعدم وجود أي سلاح خارج إطار الدولة، وهذا أساس للاستقرار، كذلك هناك أسس لإعادة الإعمار، ومسار إصلاحي لأجل ذلك، مشددة أيضاً على أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب لبنان، وستواصل كل الجهود من أجل حلّ النزاع، وتقديم الاقتراحات في هذا الإطار، والحؤول دون تدهور الوضع الأمني".

من جهتها، قالت الرئاسة اللبنانية إن عون استقبل أورتاغوس، ترافقها نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وسورية نتاشا فرانشيسكا ووفد مرافق، إضافة إلى السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون. وبُحث خلال اللقاء في ملفات الجنوب اللبناني، وعمل لجنة المراقبة الدولية، والانسحاب الإسرائيلي والوضع في الجنوب. كذلك تطرق البحث، وفق الرئاسة، إلى الوضع على الحدود اللبنانية-السورية والتنسيق القائم بين الجانبين اللبناني-السوري، إضافة إلى موضوع الإصلاحات المالية والاقتصادية والخطوات التي تقوم بها الحكومة لمكافحة الفساد. وأضافت: "سادت اللقاء أجواء بنّاءة، وسبقته خلوة بين الرئيس عون والموفدة الأميركية، استمرت نحو نصف ساعة".

من جهته، قال بيان صادر عن السفارة الأميركية في بيروت إن أورتاغوس أعربت عن سرورها بالعودة إلى لبنان للقاء الرئيس جوزاف عون في القصر الجمهوري في بعبدا، وناقشا خلال الاجتماع تنفيذ وقف الأعمال العدائية، والحاجة الملحة لتنفيذ إصلاحات اقتصادية يمكن أن تحقق الازدهار والاستقرار للشعب اللبناني.

أورتاغوس تلتقي سلام: ترحيب بخطة الحكومة الإصلاحية

إلى ذلك، التقت أورتاغوس في معرض زيارتها لبنان، رئيس الوزراء نواف سلام، وقد جرى بحث في ملفات الإصلاح المالي والاقتصادي. وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لسلام، فقد "أثنت أورتاغوس على خطة الحكومة الإصلاحية، ولا سيما الخطوات التي باشرت بها، خصوصاً رفع السرية المصرفية، ومشروع قانون إصلاح القطاع المصرفي، وإطلاق آلية جديدة للتعيينات في إدارات الدولة، وخطط الحكومة للإصلاح الإداري والمؤسساتي ومكافحة الفساد. وجرى تشديد على ضرورة الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي".

وحول تطورات الوضع في الجنوب، تناول البحث التدابير التي يقوم بها الجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701، واتفاق الترتيبات الأمنية لوقف الأعمال العدائية، بالتعاون مع لجنة المراقبة العسكرية، بالإضافة إلى استكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية. وعبّرت الموفدة الأميركية، وفق البيان، عن الارتياح للإجراءات التي بدأت الحكومة باتخاذها في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وأشار البيان كذلك إلى أنه جرى تناول تطورات الوضع على الحدود اللبنانية السورية، مع التشديد على ضبطها بشكل كامل، ومنع حصول أي توترات أو فوضى، بالإضافة إلى منع كل أشكال التهريب. وأشار البيان إلى أن "اللقاء الذي دام لأكثر من ساعة، سادته أجواء إيجابية، بدأ بخلوة بين الرئيس سلام والموفدة الأميركية".

أورتاغوس تلتقي بري ومسؤولين آخرين

كذلك، التقت أورتاغوس رئيس البرلمان نبيه بري، وقد تناول اللقاء "الأوضاع والتطورات الميدانية المتصلة بالخروقات والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والتي تتسبب بسقوط ضحايا يومياً وذلك خلافاً لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي رقم 1701"، وذلك بحسب ما أفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لبري.

كما تطرق البحث للإصلاحات المنشودة على أكثر من صعيد، خاصة في القطاعات المالية والاقتصادية والإدارية. وزوّد بري الموفدة الأميركية بقائمة تتضمن 18 قانوناً إصلاحياً أنجزها المجلس النيابي الذي لا يزال ينتظر مشاريع قوانين إصلاحية أخرى من ضمنها إعادة هيكلة المصارف والسرية المصرفية والإصلاح الإداري، لا سيما مجلس الإنماء والإعمار.

وعلى صعيد جولتها الموسَّعة لبنانياً، التقت أورتاغوس أيضاً قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وجرى بحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

واستقبل أيضاً رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أورتاغوس في منزله حيث جرى بحث شامل في الأوضاع اللبنانية والإقليمية. وقال بيان صادر عن جعجع إنه "جرى التركيز على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والترتيبات المرتبطة به، لا سيما تنفيذ القرار الدولي 1701 بمندرجاته كلها، وفي طليعتها بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية، نزع سلاح المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، ضبط الحدود مع سورية، السيطرة الكاملة على المعابر الجوية والبحرية، والانتهاء من الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المتبقية في الجنوب اللبناني".

وأضاف "كما تناول البحث مشاريع إعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد اللبناني، بما يتماشى مع تنفيذ الاتفاق، حيث إن المدخل الأساسي لأي نهوض اقتصادي حقيقي يبدأ بتطبيق السيادة الكاملة للدولة وبحصرية السلاح بيد الشرعية اللبنانية". وأكد جعجع أن "موضوع نزع السلاح غير الشرعي هو مطلب لبناني أساسي، لأنه الطريق الوحيد للوصول إلى دولة فعالة في لبنان، ومن دون دولة فعالة في لبنان سنبقى على ما كنا عليه في السنوات العشرين الأخيرة".

وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد" إن "جولات أورتاغوس على المسؤولين اللبنانيين كانت إيجابية ولم يكن هناك أي رسائل حادّة، وقد سمعت كلاماً موحداً حول أولوية وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من المواقع الخمسة وضرورة التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار". وأضافت المصادر أن لبنان "أبدى رفضه قيام أي تفاوض مباشر مع إسرائيل حول الملف البري، مع انفتاح حول تشكيل لجنة تقنية أمنية والتفاوض على غرار ملف الترسيم البحري"، مشددة على أن لبنان "أكد على مسألة احتكار السلاح بيد الدولة اللبنانية، لكن هناك أولويات ينبغي السير بها، على رأسها وقف الاعتداءات الإسرائيلية، كما شدد على مضيه في الإصلاحات".

المساهمون