أبرز الأسرى الفلسطينيين المحررين من أحكام المؤبد

رام الله

مالك نبيل

سيف الخزاعي
مالك نبيل
مراسل من مدينة الخليل في الضفة الغربية

محمود السعدي

محمود السعدي
13 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 15 أكتوبر 2025 - 10:16 (توقيت القدس)
٥٦٤٥٦٦
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي تعيد الأمل للأسرى الفلسطينيين القدامى، حيث تشمل الإفراج عن 1968 أسيرًا، منهم 1718 من غزة و250 محكومًا بالمؤبد، مع إبعاد 143 منهم خارج الضفة الغربية.

- من بين الأسرى البارزين في الصفقة: أيهم كمجي، محمود العارضة، ناصر ومحمود أبو سرور، محمد وعبد الجواد شماسنة، أيمن الكرد، كميل أبو حنيش، ومحمود عيسى.

- تتضمن الصفقة قصص نضالية مؤثرة مثل خليل أبو عرام، سمير إبراهيم أبو نعمة، محمد عمران، ماهر الهشلمون، وهاني الزير.

بعد عقود من الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تأتي صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي لتعيد الأمل للأسرى الفلسطينيين القدامى المحكوم عليهم بالمؤبد، وهم رموز للنضال والمقاومة، بعضهم معتقل منذ ما قبل اتفاق أوسلو 1993. هؤلاء الأسرى عانوا الاعتقال الطويل، والعزلة، والإهمال الطبي، وسط محاولات الاحتلال للقضاء على إرادتهم، لكن صفقة التبادل، جددت آمالهم وآمال عائلاتهم في الحرية، بعد عقود من المعاناة والتضحيات.

ونشر مكتب إعلام الأسرى قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم في إطار صفقة غزة، وعددهم 1968 أسيراً، بينهم 1718 أسيراً من غزة، و250 من المحكوم عليهم بالمؤبد وأصحاب الأحكام العالية. وأشار المكتب إلى أنه سيجري إبعاد 143 أسيراً فلسطينياً من قائمة المحكوم عليهم بالمؤبد الذين سيُفرج عنهم إلى خارج الضفة الغربية، بما فيها القدس.

الأسير أيهم كمجي.. أحد أبطال "نفق الحرية"

ومن أبرز من سيُفرج عنهم الأسير أيهم كمجي، من بلدة كفردان، غرب جنين، وهو أحد أبطال "نفق الحرية" عام 2021، وقد اعتقل في يوليو/ تموز 2006 وحكم عليه بمؤبدين، ولكن أضيفت خمس سنوات أخرى له، بعد مشاركته في عملية (نفق الحرية)، وسيجري الإفراج عنه وإبعاده.

أما الأسير محمود العارضة، من بلدة عرابة، جنوب جنين، فقد اعتقل في 21/9/1996، وأصدرت محكمة الاحتلال بحقه حكماً بالسجن المؤبد إضافة إلى 15 عاماً، وهذا ليس الاعتقال الأول، حيث اعتقل عام 1992، وأمضى 41 شهراً في سجون الاحتلال حينها، كما أصدرت محكمة الاحتلال حكماً بالسجن 5 سنوات إضافية للأسير العارضة ورفاقه الأسرى الذين انتزعوا حريتهم في عملية (نفق الحرية).

في السياق، ستحرر المقاومة أيضاً الأسيرين ناصر أبو سرور ومحمود أبو سرور من بيت لحم، وهما معتقلان منذ عام 1993، وحكم على ناصر بالسّجن مدى الحياة. وهو روائي وأديب وصدر له ديوان شعر بعنوان: "عن السجن وأشياء أخرى"، ورواية بعنوان "حكاية جدار" التي رشحتها دار الآداب لجائزة البوكر للرواية العربية لعام 2023، كما حصل على العديد من الجوائز العربية والعالمية.

كما سيجري الإفراج عن الأسيرين الشقيقين محمد وعبد الجواد شماسنة من بلدة قطنة، شمال غرب القدس، بعد 33 عاماً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهما معتقلان منذ عام 1993. وحكم الاحتلال على محمد بالسجن المؤبد ثلاث مرات و20 عاماً، وأضيف إلى حكمه لاحقاً عشر سنوات، والمعتقل عبد الجواد حكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات و20 عاماً.

أما الأسير المقدسي أيمن الكرد فقد أطلق الاحتلال عليه النار أثناء عملية اعتقاله، وأصيب بشلل نصفي، وحُكم عليه بـ35 عاماً وغرامة 328 ألف شيكل بالعملة الإسرائيلية، ويقبع اليوم على كرسي متحرك وسط إهمال طبي متواصل. كذلك سيُفرج عن الأسير رياض العمور من بيت لحم، بعدما اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2002 وحكم عليه الاحتلال بأحد عشر مؤبداً وأحكام إضافية. ويعاني العمور أمراضاً قلبية مزمنة، وخضع لعملية قلب مفتوح عام 2010، وسط إهمال طبي مستمر.

ومن ضمن من سيجري الإفراج عنهم بالصفقة الأسير الكاتب والشاعر كميل أبو حنيش من نابلس، وهو معتقل منذ 2003، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد 9 مرات، وهو كاتب وشاعر أصدر عدة روايات.

ومن الأسماء البارزة بالصفقة الأسير محمود عيسى من بلدة عناتا، شمال القدس، وهو معتقل منذ عام 1993، منذ ما قبل توقيع اتفاقية (أوسلو)، وهو محكوم عليه بالسّجن المؤبد ثلاث مرات و(46) عاماً.

ويعد عيسى من أبرز الأسرى الذين واجهوا سياسة العزل الانفرادي لسنوات، حيث استمر عزله الانفرادي لـ(13) عاماً، منها (11) عاماً بشكلٍ متواصل، وتمكّن من إنتاج عدة مؤلفات، وعمل إضافة إلى رحلته النضالية الطويلة، في الكتابة الصحافية.

الأسير خليل أبو عرام النضالية.. أبرز القادة الميدانيين لكتائب شهداء الأقصى

كما سيُفرج عن الأسير خليل أبو عرام (59 عاماً) من مدينة يطا جنوب الخليل، وهو ينحدر من عائلة مناضلة، فوالده محمود يوسف أبو عرام، تعرّض للاعتقال والملاحقة من قبل الاحتلال على مدار سنوات، منها ثلاث سنوات اعتقال امتدت من عام 1983-1986، كما أنّ شقيقه أحمد أبو عرام تعرّض للاعتقال منذ عام 1966، وفي عام 1970 قررت سلطات الاحتلال إبعاده؛ والذي استمر حتى عام 1994.

انخرط الأسير خليل أبو عرام في العمل النضاليّ منذ انتفاضة عام 1987، واعتُقل على خلفية مقاومته للاحتلال عام 1989، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن لمدة 17 عاماً، وأُفرج عنه عام 1994 ضمن مسار المفاوضات. ولاحقاً جرى اعتقال خليل عدة مرات، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 كان من أبرز القادة الميدانيين لكتائب شهداء الأقصى.

وتعرض خليل أبو عرام للمطاردة إبان انتفاضة الأقصى، والتي استمرت لمدة عام ونصف، وفي تلك الفترة اعتُقل كذلك شقيقه محمد، الذي أمضى تسع سنوات بشكلٍ متواصل بعد انتفاضة الأقصى، وقبلها أمضى ثلاثة أعوام.

والأسير أبو عرام أب لخمسة أبناء، حينما اعتقل كان أكبر أبنائه يبلغ من العمر 13 عاماً، وأصغرهم لديه عامان، كما أنّ أحد أبنائه تعرّض للاعتقال، وهو نجله أحمد، حيث خاض الأسير أبو عرام إضراباً عن الطعام كي يلتقي نجله أحمد المعتقل، وكان ذلك خلال العام الماضي.

وحكم الاحتلال على الأسير أبو عرام بالسّجن المؤبد سبع مرات، كما تعرّض منزل العائلة للتفجير عام 2003، وبعد اعتقاله جرى هدم منزله، وخلال عام 2010 توفيت والدته ووالده، وحرمه الاحتلال من وداعهما.

تمكّن خليل خلال سنوات اعتقاله من استكمال دراسته وحصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية، كما أنّه شارك في غالبية إضرابات الحركة الأسيرة، بالإضافة إلى العديد من الإضرابات الإسنادية للأسرى، والمعتقلين الذين خاضوا إضرابات فردية، وصدر له عدة مؤلفات ودراسات.

الأسير إبراهيم أبو نعمة.. توفي شقيقه في الليلة التي كان ينوي فيها زيارته

وستحرر المقاومة الأسير المقدسي سمير إبراهيم أبو نعمة، وهو مُعتقل منذ عام 1986، ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، وهو واحد من بين (25) أسيراً من قدامى الأسرى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو، أقدمهم الأسيران كريم يونس وماهر يونس، واللذان رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنهما ضمن صفقات تبادل الأسرى والإفراجات، وكان آخرها عام 2014.

واجه سمير ظروفاً صحية صعبة، تفاقمت مع مرور الوقت، نتيجة ظروف التحقيق والاعتقال القاسية التي عاشها ويعيشها منذ تاريخ اعتقاله، وما يرافقها من إهمال طبي متعمد بحقه، فهو يعاني من آلام متواصلة في يده اليمنى نتيجة للتعذيب الذي تعرّض له خلال فترة التحقيق، وآلام حادة في مركز الأعصاب في العمود الفقري.

والأسير أبو نعمة فقد والدته، وثلاثة من أشقائه خلال فترة اعتقاله، دون السماح له بوداعهم، ومنهم شقيقه وليد؛ الذي توفي ليلة استعداده لزيارة سمير عام 2016.

الأسير محمد عمران.. أحد العقول المدبرة لعملية "وادي النصارى"

أما الأسير محمد كامل خليل عمران الذي سيتحرر كذلك بالصفقة، المولود في الخليل بتاريخ 20 أكتوبر/تشرين الأول 1982، فقد نشأ في أسرة تتكوّن من ثلاثة إخوة وأربع أخوات، غالبيتهم عانوا من الاعتقال المتكرّر لدى الاحتلال.

وتلقّى عمران تعليمه حتى المرحلة الإعدادية في مدارس مدينة دورا جنوب الخليل، واضطر لترك الدراسة والعمل في صناعة الأخشاب بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي عانت منها عائلته.

مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، انضمّ عمران إلى حركة الجهاد الإسلامي، وأصبح من أبرز مقاتلي سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في الخليل، مشاركاً في عمليات إطلاق النار ضد مواقع الاحتلال والمستوطنين.

يُعدّ عمران أحد العقول المدبّرة لعملية "وادي النصارى" (زقاق الموت) عام 2002، والتي أسفرت عن مقتل 12 جندياً إسرائيلياً بينهم الكولونيل درور فاينبرغ، أعلى رتبة قُتلت في الانتفاضة.

اعتُقل محمد عمران بتاريخ 9 ديسمبر/كانون الأول 2002 في كمين قرب بلدة دورا، بعد تسعة أشهر من التخطيط للعملية، وكان يبلغ من العمر 20 عاماً فقط.

حكمت عليه المحكمة الإسرائيلية بالسجن 13 مؤبداً بتهمة الانتماء لسرايا القدس والتخطيط للعملية، وانتُخب عضواً في الهيئة القيادية العليا لأسرى الجهاد الإسلامي.

شارك عمران خلال اعتقاله في إضراب الأسرى عام 2004 الذي استمر 19 يوماً رفضاً لسياسات الاحتلال القمعية داخل السجون، وكان من أبرز قادة الحركة الأسيرة. في 22 مايو/ أيار 2005، توفيت والدته بعد إصابتها بالسرطان، وذلك بعد أربعة أيام من زيارتها الأخيرة له.

تنقّل عمران بين عدة سجون إسرائيلية، ومنعت سلطات الاحتلال عائلته من زيارته لأسباب أمنية، وتعرّض للعزل في الزنازين الانفرادية، بعدما رفض لعب التنس مع مدير السجن.

الأسير ماهر الهشلمون.. منفذ عملية انتصار للأقصى

أما الأسير ماهر حمدي رشدي الهشلمون، فقد ولد في مخيمات اللجوء بالعاصمة الأردنية عمّان في 10 مارس/آذار 1984، وعاد مع عائلته إلى الضفة الغربية عام 1998 ليستقر في ضاحية الزيتون جنوب غرب الخليل.

تزوّج ماهر من بهية الهشلمون، وله طفلان هما عبادة ومريم، ويُعرف بين محيطه بأخلاقه الرفيعة ورفضه الظلم، وقد نشأ في أسرة متدينة ومجاهدة.

نفّذ الهشلمون في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 عملية دهس وطعن عند مفترق "عتصيون" جنوب بيت لحم، أدت إلى مقتل مستوطِنة وإصابة اثنين آخرين، انتصاراً للمسجد الأقصى.

أصيب ماهر أثناء اعتقاله بست رصاصات، إحداها استقرت قرب القلب، وتعرض لكسور ورضوض في أنحاء جسده، ولا يزال يعاني من آلام مزمنة وضعف في النظر وضيق في التنفس.

أصدرت المحكمة الإسرائيلية بحق الهشلمون حكمين مؤبدين وغرامة مالية قدرها 3,265,000 شيكل، بعد إدانته بقتل المستوطِنة ومحاولة قتل آخرين.

اعتُقل الهشلمون سابقاً عام 2001 بتهمة الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي، وأمضى أربع سنوات ونصف في السجن حتى الإفراج عنه عام 2005، وبذلك يكون الأسير قد قضى حتى عام 2025 نحو 15 عاماً خلف القضبان، بينها 11 عاماً متواصلة منذ اعتقاله الأخير عام 2014.

تعرّض منزل الهشلمون في الخليل إلى الهدم والتشميع الكامل عقب العملية، ضمن سياسة الاحتلال في معاقبة عائلات الأسرى والمنفذين.

الأسير هاني الزير.. أضيف اسمه في اللحظات الأخيرة

كما سيتحرر بالصفقة الأسير هاني حمد موسى الزير، وهو أسير جريح يبلغ من العمر (54 عاماً) من مدينة دورا جنوب الخليل، اعتقل بتاريخ 25 يونيو/حزيران 2002، بعد مطاردة لعدّة أشهر بسبب نشاطه في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.

أُصيب الزير بعدة رصاصات خلال مطاردته ومحاولات اغتياله من قبل الاحتلال، وهو شقيق الشهيد جمال الزير، منفّذ عملية "عيون قارة" في مستوطنة دان عام 1990.

الزير متزوج وأب لخمسة أبناء، كان أصغرهم في الصف الثالث الابتدائي عند اعتقاله، وتعرض نجله ثائر للاعتقال لاحقاً لعامين، في وقت سابق.

تعرض الزير بعد اعتقاله لتحقيقٍ قاسٍ وتعذيبٍ شديد أُصيبت خلاله قدمه وكُسرت، كما يعاني من الشقيقة وضعفٍ في عضلات القلب وتراكم السوائل على الرئتين، وقد أصدرت المحكمة العسكرية في عوفر حكماً بسجنه 25 عاماً.

في فبراير/شباط 2013، تعرّض الزير لاعتداء على يد السجّانين في سجن ريمون، ما تسبب له بتمزق في مفصل الركبة وتفتت في العضلات دون تلقيه العلاج اللازم، ما أثر بحالته الصحية حتى تاريخ الإفراج عنه.

أضيف اسم الزير ضمن صفقة "طوفان الأحرار" في الساعات الأخيرة من انتهاء جولات التفاوض، حيث استمرت المفاوضات رغم إعلان وزارة القضاء الإسرائيلية عن أسماء الأسرى المقرر الإفراج عنهم، لكنّ اسمه أضيف في اللحظات الأخيرة حين طالبت به حركة حماس كونه من الأسرى المرضى.

ذات صلة

الصورة
خيم النازحين الغارقة في مدينة غزة، 14 نوفمبر 2025 (العربي الجديد)

مجتمع

تتفاقم معاناة مئات آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، مع وصول منخفض جوي مصحوب بأمطار وكتلة هوائية باردة منذ فجر الجمعة.
الصورة
غزة (فرانس برس)

منوعات

يفرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً إعلامياً شاملاً على قطاع غزة يشمل منع دخول الصحافيين الأجانب والمعدات التقنية وأجهزة البث والتصوير.
الصورة
وقفة تضامن بأوكلاند للمطالبة بمقاطعة إسرائيل 8/11/2025 العربي الجديد

سياسة

نظمت شبكة التضامن مع فلسطين في نيوزيلندا، اليوم السبت، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في حي هندرسون غربي أوكلاند، كبرى مدن البلاد وعاصمتها الاقتصادية.
الصورة
مستوطنون متطرفون يعتدون على مزارع فلسطيني، الخليل 29 أكتوبر 2025 (زين جعفر/فرانس برس)

سياسة

في الوقت الذي باتت فيه اعتداءات المستوطنين الإرهابية على الفلسطينيين أمراً روتينياً لم يتوقّعوا بأن يخرج من صلب إرهابهم مجموعة أشد تطرفاً تسمى همج التلال.