Skip to main content
أبرز أحداث المليونية الثامنة الرافضة للانقلاب في السودان.. المتظاهرون يتحدون اليأس
عبد الحميد عوض ــ الخرطوم

للأسبوع الثامن على التوالي، واصل السودانيون، اليوم الإثنين، خروجهم في مواكب عدة داخل العاصمة الخرطوم، ونحو 20 مدينة أخرى، رفضاً لانقلاب السودان، وذلك استجابة لدعوة لمليونية ثامنة، ضمن حراكهم الثوري المناهض لانقلاب قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، والرافض التسويةَ السياسية معه.

وقُدر عدد الذين خرجوا اليوم بمئات آلاف الأشخاص، وكانت أكبر المواكب في مدينة الخرطوم بحري، الناحية الشمالية ضمن المثلث الحضري الذي تتكون منه العاصمة جنوبا، إلى جانب مدينة أم درمان التي تقع من الناحية الغربية لها.

وشهدت الخرطوم بحري قبل أيام مقتل نحو 12 من المحتجين في أثقل حصيلة خلال الأسابيع التي تلت انقلاب البرهان الذي نفذه في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتجمع في المدينة عشرات الآلاف ممن قدموا من أم درمان وشمال بحري والحاج يوسف وبحري ومناطق أخرى قريبة، ونُصبت منصة رئيسة خاطبت من خلالها لجان المقاومة المتظاهرين، وأكدت عدم تراجعها عن الحراك الثوري حتى سقوط الانقلاب العسكري، وعودة الحكم المدني.


كما حمل المشاركون مئات من صور الشهداء، وسط مشاركة واسعة لعدد من نجوم الفن وذوي الاحتياجات الخاصة، وانتهى الموكب بمواجهات بين الشرطة والمحتجين حيث أطلقت عناصر الأمن الغاز المسيل للدموع.

وفي منطقة شارع الستين بالخرطوم، تعرضت المواكب حسب شهود عيان، إلى هجوم بالأسلحة البيضاء من مجموعة ترتدي الزي المدني لكن المشاركين في الموكب قاموا بالتصدي لهم لينسحبوا إثر ذلك، فيما نظم اعتصام ليوم واحد انتهى بمغيب الشمس، وهوما تكرر أيضا في الناحية الجنوبية للخرطوم التي أنهت اعتصاما دام لساعات.

موكب للقصر الرئاسي

أما في منطقة وسط الخرطوم، فقد أصرت لجان مقاومة أحياء الديم والصحافة والجبرة على تسيير موكب للقصر الرئاسي، متحدية الإجراءات الأمنية المتشددة لسلطة الانقلاب.
ووصلت المواكب إلى منطقة تقاطع شارع القصر مع شارع الجمهورية قبل أن تتدخل الشرطة وتطلق الغاز المسيل للدموع بكثافة. كما استخدمت القنابل الصوتية وطاردت المشاركين في الموكب بمحيط المنطقة.

ودخل الانقلاب العسكري بقيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، اليوم الاثنين، أسبوعه الثامن، وسط احتجاجات مستمرة حتى بعد توقيعه على اتفاق مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والذي فشل حتى الآن في تشكيل حكومته الجديدة.

وشملت المدن السودانية التي انضمت إلى المليونية مدني والمناقل (وسط)، وبورتسودان والقضارف وكسلا وحلفا الجديدة (شرق)، وعطبرة ودنقلا والدامر وشندي (شمال)، ونيالا والضعين والفولة والجنينة والفاشر(غرب)، وصولا إلى ربك وكوستي (جنوب)، وسنار ومايرنو والدمازين (جنوب شرق).

ثورة حتى النصر

في حديث لـ"العربي الجديد" مع المحتجين بمدينة الخرطوم بحري، قال الشاب أحمد عثمان، 19 سنة، إن الشباب سيواصلون ثورتهم حتى النصر، وإن السلطات الانقلابية تكشف كل يوم عن زيف وعودها بحماية حق التظاهر السلمي بدليل تعرض عدد من المواكب إلى العنف اليوم تحديداً في منطقة وسط الخرطوم. ودعا عثمان حمدوك إلى نفض يده عن الانقلابيين وهو يشاهد مئات الآلاف يرفضون ما أقدم عليه من تسوية مع الانقلاب.

وهو نفس ما جاء على لسان عثمان فيصل، 27 سنة، الذي أكد أن "الثورة السودانية تعرضت لخيانات من كثير من أطرافها وأن الشباب عازم على تصحيح مسارها والوصول بها إلى الوضع المدني الذي لا يقبل القسمة مع العسكر". كما أكد إيمانهم المطلق باللاءات الثلاث "لا تفاوض، ولا مساومة، ولا شراكة"، التي ترفعها لجان المقاومة، مشدداً على أن "البند الوحيد للثوار هو سقوط الانقلاب العسكري".

لن يصيبهم اليأس

من جهته أكد الناير جبارة، 65 عاماً، إنهم "غير مستعجلين لسقوط النظام ولن يصيبهم اليأس من خروج المواكب الأسبوعية، والتظاهرات الليلية والعصيان المدني والإضراب السياسي حتى يستسلم الانقلاب ويكرر تجربة نظام الرئيس المعزول عمر البشير".

مشاركة لجان مقاومة من إقليم دارفور

وكان لافتاً مشاركة لجان مقاومة من إقليم دارفور في مواكب الخرطوم بالتزامن مع سقوط قتلى في الإقليم، قال عنهم إسماعيل عبد الله، لـ"العربي الجديد" إنهم أرادوا بتلك المشاركة تذكير السودانيين بالدماء التي تسفك بوساطة الميليشيات في دارفور، مشيراً إلى أنهم سيتحركون من أجل إسقاط حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الموالي للانقلاب وكل قادة الميليشيات التي ترتكب المجازر اليومية.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 48 شخصاً لقوا حتفهم وأصيب آخرون، بمحلية كرينك بولاية غرب دارفور، في أحدث حوادث العنف القبلي.

وأوضحت اللجنة في بيان لها اليوم الاثنين أن الضحايا قتلوا بالرصاص الحي، وأن بعض الإصابات في حالة حرجة، داعية أطراف النزاع إلى تحكيم صوت العقل، وتفويت الفرصة على الانقلابيين وميليشياتهم المتفلتة الساعية إلى إحداث فوضى بالبلاد، واستسهال التقتيل الممنهج للتغطية على جرائمهم تجاه العزل في العاصمة والأقاليم.

وكان إقليم دارفور مسرحاً للنزاعات القبلية المسلحة منذ عشرات السنين، وتقدر السلطات عدد ضحايا العنف القبلي في السنوات الأخيرة بعشرات الآلاف نتيجة لتسليح القبائل وبروز الميليشيات المسلحة.

ومنذ الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شهدت البلاد 7 مواكب مليونية، أولها في اليوم الأول من الانقلاب وآخرها في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

قضايا وناس
التحديثات الحية

كما نُظمت عشرات التظاهرات الليلية في الأحياء، ووقفات احتجاجية شملت قطاعات مختلفة مثل النفط والاتصالات والبنوك والوزارات وغيرها، حيث يصر المشاركون على هزيمة الانقلاب العسكري وعودة الحكم المدني.