آلاف المغاربة يحتجون دعماً لغزة: لا لسفن الإبادة في موانئنا

19 ابريل 2025
خلال وقفة التضامن مع غزة في الدار البيضاء، 18 إبريل 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- خرج آلاف المغاربة في مظاهرات ضد رسو سفن شركة ميرسك الدنماركية في الموانئ المغربية، متهمين الشركة بنقل شحنات عسكرية أمريكية إلى إسرائيل. نظمت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" وقفة في الدار البيضاء تحت شعار "لا لسفن الإبادة في موانئ بلادنا".

- منعت قوات الأمن المتظاهرين من الوصول إلى ميناء الدار البيضاء، بينما رفع المحتجون شعارات ترفض مرور السفن المتجهة إلى إسرائيل. دعت نقابات عمالية إلى مقاطعة السفينة وعدم تقديم خدمات لوجستية لها.

- نظمت "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" فعاليات احتجاجية في 58 مدينة، مؤكدة رفضها لأن تكون الموانئ المغربية وجهة للسفن المتجهة إلى إسرائيل، مشددة على أن التطبيع يعد جريمة.

خرج آلاف المغاربة الجمعة للتظاهر في أنحاء مختلفة من البلاد، في سياق حراك شعبي يروم دفع السلطات إلى رفض رسو سفن مملوكة لشركة ميرسك الدنماركية في الموانئ المغربية، بسبب اتهامها من منظمات حقوقية دولية وأحزاب سياسية في أوروبا، بالتورط في نقل شحنات عسكرية أميركية موجهة إلى إسرائيل. وشارك مئات النشطاء في وقفة شعبية دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" بمدينة الدار البيضاء تحت شعار: "لا لسفن الإبادة في موانئ بلادنا"، احتجاجاً على الاشتباه في استخدام الموانئ المغربية لعبور العتاد العسكري الأميركي المتجه إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبينما منعت قوات الأمن المغربية المتظاهرين من الوصول إلى بوابة ميناء الدار البيضاء، ردد المشاركون في الوقفة التي تم تنظيمها بالتزامن مع الموعد المتوقع لرسو سفينة "نيكسو ميرسك"، شعارات رافضة للسماح بمرور السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر الموانئ المغربية، وأخرى منددة بجرائم الحرب التي يقترفها جيش الاحتلال في غزة، وسياسة التجويع المنتهجة ضد النساء والأطفال، وما يرافقها من قتل ممنهج وتهجير قسري وتدمير للمستشفيات واستهداف لطواقمها الطبية.

ومن الشعارات التي رفعها المحتجون خلال الوقفة: "سفينة استقبلتوها وغزة حاصرتوها"، "يا للعار يا للعار السفينة وسط الدار"، "السفينة صهيونية بالموانئ المغربية"، "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، "بالروح بالدم نفديكِ يا غزة"، "باعوا غزة بالدولار". كما رفع المحتجون لافتات كتب عليها "لا لسفن الإبادة في موانئ بلادنا"، "لا موانئ للإبادة الحظر العسكري الآن"، "لا تجعلوا الموانئ جسوراً إلى الإبادة".

وأعرب المشاركون في الوقفة عن استنكارهم للدعم والتواطؤ الأميركيين والغربيين مع الاحتلال الإسرائيلي والتخاذل العربي، مطالبين بوقف المجازر وبإلغاء كل أشكال التطبيع مع تل أبيب. ومنذ أيام يعيش المغاربة على وقع حشد الفعاليات المؤيدة للفلسطينيين والمنددة بالتطبيع مع إسرائيل ودعوات المشاركة في الاحتجاجات، فيما وجهت نقابات عمالية دعوات صريحة إلى عمال ومستخدمي الموانئ المغربية لمقاطعة السفينة وعدم تقديم أي خدمات لوجستية لها، من تفريغ أو تموين أو قطر أو شحن، محمّلة السلطات العمومية المسؤولية عن "سماحها المحتمل" بدخول سفينة "متورطة في نقل عتاد عسكري إلى الكيان الصهيوني".

وفي السياق، اعتبرت نقابة الاتحاد المغربي للشغل، في بيان لها، أن من يتعاون مع السفينة "يساهم بشكل غير مباشر في حرب الإبادة الجارية ضد الشعب الفلسطيني"، فيما دعت نقابة "الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب" جميع العمال والمستخدمين والأطر إلى عدم التعامل مع السفن التي تحمل شحنات عسكرية إلى إسرائيل، بأي شكل من الأشكال، سواء في مهام التفريغ، أو التزود، أو التموين، أو الشحن، أو القطر، أو أي خدمات لوجستية أخرى مرتبطة بها.

وحمّلت النقابة في نداء لها، السلطات العمومية كامل المسؤولية إزاء السماح بدخول السفينة العسكرية إلى الموانئ الوطنية، مطالبة بمنع رسوها، "حماية لسمعة بلدنا ومواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية". وكانت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية) قد كشفت في وقت سابق أنه يتوقع مرور شحنة تحمل قطعاً من طائرات "إف 35" قادمة من شركة السلاح الأميركية "لوكهيد مارتن" إلى قاعدة نيفاتيم العسكرية. وحذرت الجبهة المغربية، في بيان لها، من كون عبور هذه الشحنات عبر الموانئ المغربية، "يعني بالضرورة صيانة الطائرات المقاتلة، واستمرار إبادة الشعب الفلسطيني في غزة".

من جهة أخرى، خرج آلاف المغاربة في وقفات احتجاجية أمام المساجد في مناطق مختلفة من البلاد عقب صلاة الجمعة وصلاتي المغرب والعشاء، تضامناً مع غزة، ورفضاً لرسو سفن يُشتبه في حملها أسلحة لإسرائيل. وتظاهر المحتجون استجابة لنداء "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، التي دعت إلى تنظيم "جمعة طوفان الأقصى الـ72"، تحت شعار "لا لجعل موانئنا جسراً للمجازر".

وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال الكاتب العام للهيئة المغربية، محمد الرياحي الإدريسي، إنه "في سياق الفعاليات الرافضة لاستقبال الموانئ المغربية للسفن المتوجهة للكيان المجرم، دعت الهيئة المغاربة للانخراط الواسع في جمعة طوفان الأقصى رقم 72 وذلك للتنديد بهذه الخطوة المرفوضة شعبياً والمدانة من طرف كل القوى الداعمة للقضية الفلسطينية".

وكشف الإدريسي عن "تنظيم 105 تظاهرات في 58 مدينة في جمعة طوفان الأقصى رقم 72"، لافتاً إلى أنه "من خلال هذه الفعاليات والفعاليات الأخرى التي دعا إلى تنظيمها العديد من المكونات، يؤكد المغاربة اصطفافهم إلى جانب الشعب الفلسطيني ورفضهم القاطع لأن يكون المغرب جزءاً أو شريكاً في العدوان الصهيوني على أهل غزة الذين سقط منهم الآلاف من الشهداء والمعطوبين".

وتابع: "كما نؤكد مرة أخرى، أن الهيئة المغربية ترفض رفضاً قاطعاً أن تكون الموانئ المغربية وجهة للسفن المتوجهة للكيان المجرم في الوقت الذي يتعرض فيه سكان غزة لحصار خانق وقاتل لا يسمح فيه بدخول أبسط حاجات العيش، حصار يقف أمامه العالم عاجزاً وصامتاً ومتخاذلاً في الوقت الذي كان من المفروض أن يهب حكام العرب لكسر الحصار عن أكثر من مليوني فلسطيني بغزة في أكبر سجن على وجه البسيطة".

ولفت إلى أن "التطبيع مع القتلة والمجرمين بكل أشكاله هو جريمة نكراء وشراكة حقيقية في سفك الدم الفلسطيني الطاهر الذي يسيل في البقعة المباركة فلسطين". وإلى جانب فعاليات اليوم الرافضة لرسو سفينة "نيكسو ميرسك"، ينتظر أن تنظم "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية) و"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" مسيرتين شعبيتين، الأحد المقبل، أمام ميناء طنجة المتوسط (شمال البلاد) الذي يرتقب أن تستقبل أرصفته السفينة "ديترويت ميرسك".

وتتواصل منذ 18 مارس/ آذار الماضي، احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد تنظيم وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت بشكل شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.

المساهمون