شارك آلاف الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في تشييع القيادي في حركة "حماس" ووزير الأسرى السابق المهندس وصفي قبها (62 عامًا) في جنين شمال الضفة الغربية.
وانطلق موكب التشييع من المسجد الكبير في مخيم جنين، حيث حمل مسلحون من "كتائب القسام" (الجناح العسكري لحركة "حماس")، ومن "سرايا القدس" (الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي")، جثمان قبها على الأكتاف، وسط إطلاق للرصاص تأكيدًا على "مواصلة درب الراحل في مقارعة العدو".
وبعد مواراة جثمان قبها الثرى في مقبرة الشهداء في مخيم جنين، ألقت قيادات وطنية وإسلامية فلسطينية كلمات أشادت بالراحل قبها، وبمواقفه الوطنية، وبدعمه للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال القيادي في حركة "حماس" حسن يوسف، لـ"العربي الجديد"، إن "الشعب الفلسطيني عامة بكل أطيافه السياسية يشعر بالحزن الشديد على فقدان قامة وطنية أفنت سنوات عمرها في الدفاع عن القضية الفلسطينية وثوابتها".
وأضاف يوسف: "لم يكن أحد يمتلك الدافعية والنشاط والهمة العالية التي كانت لدى الفقيد قبها، فلم يتخلف عن دوره في تقريب وجهات النظر وإعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الخلاف والانقسام، وله مواقف تشهد له على ذلك".
ولفت يوسف إلى أنه شخصيًا رافق الفقيد قبها في سجون الاحتلال، حيث كان "الراحل يخدم الصغير قبل الكبير، ولم يكن يتأخر عن نصرة إخوانه في وجه إدارة مصلحة سجون الاحتلال".
ونعت القوى والفصائل الفلسطينية القيادي قبها، قائلةً في بيان لها: "إننا نفتقد شخصية وطنية بامتياز، قضت سنوات طوالًا في سجون الاحتلال دفاعًا عن خيار المقاومة".
ووصف القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" الشيخ خضر عدنان، في تصريحات لوسائل الإعلام، الراحل قبها بأنه "نصير الأسرى"، مشيراً إلى أنه "كان حاضراً على الدوام في غالبية الفعاليات والمسيرات والاعتصامات الداعمة للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال".
وأضاف عدنان: "قبل اشتداد المرض عليه بيوم واحد فقط، كان من بين المستقبلين للأسيرة المحررة أنهار الديك، وقبلها ألقى كلمة في مهرجان استقبال أسير في مدينة طولكرم".
وقبها أسير محرر قضى ما مجموعه 14 عاماً في سجون الاحتلال، بعد أن تعرض للاعتقال تسع مرات. وقبل نحو خمسة أشهر، حاولت قوات الاحتلال اعتقاله، لكنها لم تتمكن من ذلك، ومنذ ذلك الحين أصبح مطاردًا لقوات الاحتلال إلى أن أصيب بفيروس كورونا وأعلن وفاته يوم أمس الخميس، نتيجة مضاعفات الإصابة بالفيروس.
وشغل قبها لنحو عشرين عامًا منصب رئيس الدائرة الهندسية في بلدية جنين حتى عام 2006، حينما عين بمنصب وزير شؤون الأسرى في الحكومة العاشرة التي شكلتها حركة "حماس" عقب فوزها في الانتخابات التشريعية آنذاك.
وحصل قبها على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة ديترويت في الولايات المتحدة الأميركية عام 1984، كما حصل على دبلوم عالٍ مكثف في إدارة مصادر المياه عام 1994، وحصل على العديد من الدورات في المحاسبة، والكمبيوتر، وفحص جودة المياه، وتصميم الشبكات، وإدارة المشاريع، كما اشترك في دورة خاصة في التخطيط والإدارة العامة والمواصفات.