آخر محاولات ترامب للانقلاب قضائياً على نتائج الانتخابات

آخر محاولات ترامب للانقلاب قضائياً على نتائج الانتخابات

11 ديسمبر 2020
يردد الرئيس الخاسر مزاعم تزوير من دون أدلة (تاسوس كاتوبوديس/Getty)
+ الخط -

بعدما خسر معظم الدعاوى التي رفعها وحلفاؤه للانقلاب على نتائج الانتخابات الرئاسية، أصبحت حبال الرئيس الأميركي الخاسر في انتخابات 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، دونالد ترامب، معلقة بالمحكمة العليا الأميركية، التي عيّن فيها 3 قضاة من أصل تسعة، خلال عهده، وأصبحت تميل بشكل كبير إلى الجمهوريين. هذه المحكمة لطالما لوّح ترامب باللجوء إليها، خلال حملته، حين استبق الانتخابات ونتائجها بافتراض أنها ستكون مزورة. لكن خطوة المحكمة العليا الأخيرة في ولاية بنسلفانيا، الثلاثاء الماضي، برفضها استئنافاً قدّمه محامو ترامب حول دعوى لهم بشأن نتيجة الانتخابات في الولاية، ومن دون أن تقدم تبريراً للرفض حتى، يشي بأن سعي ترامب إليها قد يأتي بصفر مردود. لكن ذلك لم يمنع 17 ولاية صوّتت للجمهوريين، لتنضم إلى دعوى قدمتها تكساس أمام المحكمة، لمحاولة إلغاء النتائج لصالح الرئيس المنتخب جو بايدن في 4 ولايات أخرى. هذه الدعوى، التي انضم إليها ترامب، قد تكون آخر محاولات حلفائه للوقوف إلى جانبه.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن السيناتور توم كروز، عن تكساس، أكد للرئيس الخاسر أنه سيدعم الدعوى. والجدير ذكره أن كروز هو من المرشحين المحتملين البارزين للرئاسة في العام 2024، لكن الصحيفة رأت أن هذا الدعم، وكذلك من حُكّام الولايات الـ17 ومدعيها العامين، يصب في خانة أن سطوة ترامب لا تزال مهيمنة على الحزب، وأن الكثيرين فيه يدركون أن التقدم في المناصب والترشيحات لن يأتي من دون دعم الملياردير الجمهوري. ويبقى لقرار المحكمة العليا أن يحسم آخر مساعي الرئيس الخاسر، علماً أنه كما يبدو حتى الآن، فإن بايدن يمضي قدماً ليصبح الرئيس الأميركي الـ46، في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.

خسر ترامب 35 دعوى قضائية من أصل 50 دعوى رفعها

وكان ترامب قد قدّم شكاوى في ولايات رئيسية عدة بمساعدة حلفائه، لكنه شهد نحو 20 انتكاسة، بحسب وكالة "رويترز". من جهتها، أحصت وكالة "أسوشييتد برس" أنه من بين حوالي 50 دعوى رفعها ضد نتائج الانتخابات في الولايات، فإن ترامب خسر 35 منها، فيما البقية لا تزال عالقة. وتلك العالقة، يفترض أنها لا تتعارض مع مرور "يوم الملاذ الآمن"، الثلاثاء الماضي، حيث لم تعد هناك أي دعاوى للبتّ فيها من شأنها أن تعرقل تصويت المجمع الانتخابي لاختيار الرئيس الفائز يوم الإثنين المقبل، في 14 ديسمبر/ كانون الأول الحالي.

وأعلنت 17 ولاية أميركية، أول من أمس الأربعاء، دعمها لدعوى قضائية أقامتها تكساس أمام المحكمة العليا الأميركية، لإلغاء نتائج انتخابات الرئاسة في 4 ولايات خسرها ترامب أمام بايدن. واستهدف المدعي العام الجمهوري للولاية، كين باكستون، في الدعوى، ولايات جورجيا وميشيغن وبنسلفانيا وويسكونسن التي كانت ساحات معارك انتخابية. وتطالب الدعوى، التي أكد ترامب أنه ينضم إليها، أي أنه أحد المدعين فيها، بإبطال تصويت 62 ناخباً كبيراً في الولايات الأربع، وهذه الأصوات تكفي، إذا تمّ تحييدها، لإعلان فوز ترامب. وبحسب "أسوشييتد برس"، فإن باكستون يواصل ترديد ادعاءات لا تترافق مع أدلة، حول تزوير في التصويت عبر البريد. وقال ترامب "سنتدخل في القضية المرفوعة من تكساس (زائد ولايات أخرى كثيرة)"، مضيفاً "إنها القضية الكبيرة. بلادنا تحتاج إلى انتصار". وبحسب الوكالة، فإن المسؤولين في الولايات الأربع المستهدفة "أسفوا" لذهاب أموال الضرائب على قضايا خاسرة. أما الولايات التي انضمت إلى جهود تكساس فهي: ألاباما، أركنساس، فلوريدا، إنديانا، كنساس، لويزيانا، ميسيسيبي، ميسوري، مونتانا، نبراسكا، داكوتا الشمالية، أوكلاهوما، كارولينا الجنوبية، داكوتا الجنوبية، تينيسي، أوتاه، وفيرجينيا الغربية.

ويعكس ذلك، كما يحاول أن يصوره ترامب، الانقسام الواضح في البلاد، علماً أن هذه الولايات تصوت تقليدياً للجمهوريين. وذكرت الدعوى أن "بلادنا منقسمة بشدة، بطريقة لم تشهدها منذ العام 1860". وأضافت أن "هناك مستوى عالياً من قلة الثقة بين الجانبين المتعارضين، معطوفاً على حقيقة أنه في الانتخابات التي جرت، فإن المسؤولين في الولايات المتأرجحة الرئيسية، ولأسباب واضحة، هي موقعهم الحزبي، أخفقوا في إجراء انتخابات في ولاياتهم تمتثل لقانون الانتخابات في الولاية".

لكن "نيويورك تايمز" ذكرت، أمس، أنه بعدما تحدث مسؤولون جمهوريون عن طموحات وظيفية لزملائهم، أكدت أن باكستون، المدعي العام في تكساس، والذي رفع الدعوى، يبحث بشأن ترشحه المستقبلي لمنصب حاكم الولاية، ما يعني أنه يطمح لإبداء الدعم لترامب مسبقاً. وذكرت "سي أن أن" أن الأخير وجهت إليه اتهامات قضائية في 2015 ترتبط بـ"الغش الأمني"، كما اتهمه 7 مساعدين له، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، باستخدام الرشوة وانتهاك منصبه. ونقلت "نيويورك تايمز" عن خبراء قانونيين ومجموعة مسؤولين جمهوريين، تشكيكهم بجدية الدعوى، مشيرين إلى أن ولايات كتكساس لا يحق لها التدخل في كيفية منح ولايات أخرى أصوات ناخبيها الكبار. بدوره، رأى السيناتور الجمهوري من أوتاه، ميت رومني، أن دعوى تكساس هي "محض جنون"، و"خطيرة ومدمرة للديمقراطية". من جهته، وتعبيراً عن مدى اهتمامه بالدعوى، استقبل ترامب، أمس الخميس، في البيت الأبيض، عدداً من المدعين العامين في الولايات، منهم باكستون.

انضم ترامب إلى الدعوى المقدمة إلى المحكمة العليا

في موازاة ذلك، عادت محاولات ترامب لقلب فوز بايدن في ولاية ويسكونسن إلى قاعات المحاكم، أمس الخميس، حيث عقدت جلسات استماع حول دعاوى عدة قدمها حلفاؤه في محاولة لإبطال مئات آلاف الأصوات، ومنح السلطة التشريعية في الولاية، والتي يسيطر عليها الجمهوريون، السلطة لإعلان ترامب فائزاً. ويدعو محامو الرئيس الخاسر المحاكم للاستعجال في بتّ الدعاوى، حتى يتمكن من الاستئناف وقلب الأحكام قبل تصويت الناخبين الكبار، أو المجمع الانتخابي، في 14 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، أي الإثنين المقبل، ومنها منح 10 أصوات لهؤلاء في ويسكونس إلى بايدن. لكن محامي الحاكم طوني إييرز، ولجنة الانتخابات المؤلفة من أعضاء من الحزبين في الولاية، أكدوا أن الدعاوى بلا قيمة. وهذه الدعاوى جعلت الولاية هي الوحيدة التي تجاوزت "يوم الملاذ الآمن"، الثلاثاء الماضي، الذي يعني أن على الكونغرس القبول بتصويت الهيئة الناخبة، الإثنين، والذي سيتم إرسال نتائجه إلى الكابيتول هيل (مقر الكونغرس)، لعدّها والمصادقة عليها في 6 يناير/ كانون الثاني المقبل. لكن إخفاق ويسكونس في بتّ الدعاوى المتعلقة بالانتخابات قبل يوم "الملاذ الآمن"، لا يحرمها من الأصوات الـ10 لناخبيها الكبار.

وكانت المحكمة العليا في الولايات المتحدة قد وجّهت، يوم الثلاثاء الماضي، ضربة لمحاولات ترامب قلب نتائج الانتخابات، وذلك برفضها استئنافاً قدّمه حلفاؤه لمنع المصادقة على نتائج الانتخابات في بنسلفانيا. ولم تعط المحكمة أيّ تبرير لقرارها هذا، بعدم طلب الاستئناف في الشكوى التي قدّمها النائب الجمهوري مايك كيلي، والتي تطعن في شرعية الأصوات المرسلة عبر البريد في الولاية. وبعد رفض هذه الشكوى من قبل محكمة بنسلفانيا العليا، توجّه مقدّموها بشكل عاجل إلى المحكمة العليا الأميركية ليطلبوا منها تجميد كل العمليات المتعلقة بالانتخابات في الولاية، بانتظار أن يُقدّموا حججهم، لكن المحكمة العليا رفضت. كما رفضت المحكمة العليا في نيفادا، الثلاثاء، طعن الحملة الانتخابية لترامب في نتائج الانتخابات في الولاية، لتؤكد بذلك فوز بايدن.