آخر ما توصلت إليه التحقيقات العراقية بشأن مقتل مواطن أميركي في بغداد

آخر ما توصلت إليه التحقيقات العراقية بشأن مقتل مواطن أميركي في بغداد

10 نوفمبر 2022
حادثة اغتيال ستيفن ترول كانت مدبرة وتهدف لاختطافه (تويتر)
+ الخط -

لا تزال التحقيقات العراقية بشأن مقتل المواطن الأميركي ستيفن ترول في بغداد، الاثنين الماضي، مستمرة، من دون التوصل إلى أي من منفذي عملية الاغتيال.

وانطلقت الشرطة العراقية بالتحقيق ومتابعة كاميرات الشوارع والمحال التجارية القريبة من موقع الحادث في شارع الصناعة في حي الكرادة، وسط بغداد، عقب مقتل ترول، وهو في منتصف العقد الرابع من العمر، ويعمل ضمن منظمة إنمائية إغاثية أميركية تعمل لصالح الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وذكرت خلية الإعلام الأمني، في بيان سابق، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري بتشكيل لجنة تحقيق من أجهزة الوزارة المختصة والجهات الأمنية الأخرى للتحقيق في ملابسات الحادث، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

محاولة فاشلة لاختطافه تنتهي بمقتله

وبحسب ما أفادت ثلاثة مصادر أمنية من بغداد "العربي الجديد"، فإن حادثة الاغتيال مدبرة، وكانت تهدف في البداية لاختطاف المواطن الأميركي، لكنه واجه الخاطفين كونه كان يحمل سلاحا مرخصا للحماية الشخصية، فيما أقدم الخاطفون على مواجهته بالرصاص، ما أدى إلى مقتله.

وأضاف أحد المصادر أن الجماعة المسلحة التي قتلت الأميركي كانت من نحو 10 أشخاص، كانوا يستقلون مركبات بلا لوحات تعريفية، ودراجات نارية، مبينًا أن الحادثة وقعت في شارع يفترض أنه مؤمن بالكامل من خلال وجود نقاط التفتيش وكاميرات المراقبة، بسبب وجود مكاتب لبعض السياسيين، والفصائل المسلحة قريبة منه، بينما أكد استمرار التحقيقات من دون اعتقال أي أحد.

إمكانيات كبيرة تمتلكها الجهة التي نفذت الاغتيال

من جهته، قال النائب المستقل هادي السلامي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مقتل المواطن الأميركي في بغداد، وسط حشد من الناس، دليل على إمكانيات كبيرة تمتلكها الجهة التي نفذت عملية القتل، لا سيما أن حي الكرادة تتوزع فيه نقاط تفتيش كثيرة، معتبراً أن "الحادثة تشرح رسالة سياسية للسياح الأجانب الذين باتوا يزورون بغداد خلال الأشهر الماضية، لا سيما بعد الاستقرار الأمني الواضح".

وأكد السلامي مسؤولية حكومة السوداني في التوصل إلى حقائق تدافع بها عن نفسها بشأن هذه الحادثة، خصوصاً أن القتيل كان يمثل منظمة إغاثية هدفها مساعدة المحتاجين والنازحين في البلاد، وأنه لم يكن يمثل حالة مخابراتية أو سلبية على المجتمع العراقي، لافتا إلى أن "السلاح المنفلت سيبقى يؤثر على طبيعة العلاقات مع العالم.. هذا السلاح سيتسبب بمقتل شكل الدولة العراقية".

تقارير عربية
التحديثات الحية

لم تعلن أي جهة بشكل رسمي مسؤوليتها

وبرغم مرور أربعة أيام على مقتل ستيفن ترول، لم تتبن أي مجموعة مسلحة مسؤوليتها عن الحادث، على غرار الهجمات التي كانت تستهدف المصالح الأميركية عبر صواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيرة، لكن معظم التفسيرات الأمنية والسياسية تشير إلى مسؤولية بعض الفصائل المسلحة الرافضة الوجود الأميركي بكل أشكاله، وهي نفس الفصائل التي سبق أن أعلنت مسؤوليتها عن قصف السفارة الأميركية والبعثات الأجنبية والقواعد العسكرية العراقية التي تستضيف قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، المخصص للحرب على تنظيم "داعش".

لكن بياناً تم تداوله ومنسوب لجماعة تطلق على نفسها "أهل الكهف"، زعم مسؤوليتها عن الحادث.

ويقول خبراء أمنيون أن كثيرا من أسماء المليشيات الجديدة هي عبارة عن واجهات لمليشيات كبيرة ونافذة في العراق حليفة لإيران، أبرزها كتائب "حزب الله"، و"عصائب أهل الحق".

نهج جديد للجهات الرافضة الوجود الأميركي في العراق

وبيَّن المحلل السياسي العراقي أحمد الشريفي أن اغتيال المواطنين الأجانب قد يكون منهجا جديدا لهدف قديم، أي أن الجهات الرافضة الوجود الأميركي قد تلجأ إلى تصفية المواطنين والناشطين الأجانب في بغداد، بعد التعهدات التي منحتها حكومة السوداني للأميركيين بشأن منع حالات الاعتداء على السفارة الأميركية.

وأكد الشريفي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن التحقيقات الأمنية قد لا تصل إلى نتيجة، لأن قوات الأمن تتأثر بالضغوط السياسية للخارجين عن القانون، خصوصاً أنهم على علاقة بجهات عراقية نافذة.

وترفض السفارة الأميركية في بغداد الحديث عن الحادثة، لكنها اكتفت بتغريدة نشرتها عقب يوم واحد من الحادثة، جاء فيها: "نراقب عن كثب تحقيق السلطات المحلية في سبب الوفاة، فيما نتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسرة الفقيد على خسارتها، ونقف على أهبة الاستعداد لتقديم كل المساعدة اللازمة من خلال قنصليتنا"، مؤكدة "احترام خصوصية عائلة الفقيد خلال هذا الوقت العصيب.. ليس لدينا أي تعليق آخر".