"نيويورك تايمز": تزويد كييف بـ17 ألف سلاح مضاد للدبابات في 6 أيام

تزويد أوكرانيا بـ17 ألف سلاح مضاد للدبابات.. وواشنطن تشارك بعمليات سيبرانية سرية ضد روسيا

07 مارس 2022
واشنطن لا تريد مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا (سيرغي بوبوك/ فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها زوّدوا أوكرانيا، في إطار مساعدتها على التصدي للاجتياح الروسي، بـ17 ألف سلاح مضاد للدبابات في غضون ستة أيام، مضيفة أن واشنطن تشارك في "عمليات سيبرانية سرية" تفادياً لصراع مباشر مع موسكو.

وقالت الصحيفة إنه في أقل من أسبوع، أدخلت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أكثر من 17 ألف سلاح مضاد للدبابات، بما في ذلك صواريخ "جافلين"، عبر حدود بولندا ورومانيا، وأفرغتها من طائرات شحن عسكرية عملاقة كي تُنقَل برًا إلى العاصمة الأوكرانية كييف، وغيرها من المدن الكبرى.

وأشارت إلى أنه حتى الآن، كانت القوات الروسية "شديدة الانشغال" في أجزاء أخرى من البلاد، وغفلت عن استهداف خطوط إمداد الأسلحة، لكن مراقبين قليلين يعتقدون أن الوضع سيستمر على هذا النحو.

ووفق "نيويورك تايمز"، فإن الأسلحة المضادة للدبابات ليست سوى واحدة من الإسهامات الواضحة، حيث تختبئ "فرق المهمات السيبرانية" الأميركية في قواعد في جميع أنحاء أوروبا الشرقية، وجاهزة للتشويش على الهجمات والاتصالات الرقمية الروسية، لكن قياس معدل نجاحها أمر صعب، وفقًا لما نقلته عن مسؤولين لم تسمهم.

وأضافت: "في واشنطن وألمانيا، يتسابق مسؤولو الاستخبارات لدمج صور الأقمار الصناعية مع الاعتراضات الإلكترونية للوحدات العسكرية الروسية، وحذف أي دلائل بشأن كيفية جمعها، وإرسالها إلى الوحدات العسكرية الأوكرانية في غضون ساعة أو ساعتين".

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن تبادل المعلومات الاستخباراتية "أمر محفوف بالمخاطر"، مضيفة أن المسؤولين الأميركيين مقتنعون بأن الجيش الأوكراني ووكالات الاستخبارات "تعجّ بالجواسيس الروس، لذلك فهم حريصون على عدم توزيع معلومات استخباراتية من شأنها أن تكشف عن المصادر".

ونقلت عن المسؤولين الأميركيين قولهم إنهم لا ينقلون معلومات استخباراتية محددة من شأنها أن تخبر القوات الأوكرانية بكيفية ملاحقة أهداف محددة، إذ يخشون أن القيام بذلك سيمنح روسيا ذريعة للقول إنها تقاتل الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، وليس أوكرانيا.

كما كشفت الصحيفة أن "الاستخبارات الأميركية لا يمكنها أن تشتغل دون حدود"، مشيرة إلى أن أوامر الرئيس الأميركي، جو بايدن، تمنع تحليق طائرات المراقبة فوق أوكرانيا، لذلك يتعين عليها التجسس عبر الحدود، كما يحدث في كثير من الأحيان في حالة كوريا الشمالية. و"من المفهوم أن المسؤولين الحكوميين متكتمون حيال العمليات السيبرانية التي أضافت صبغة جديدة على الحرب، إذ صرّحوا بأن العمليات الأخيرة التي انتقل مركزها من كييف إلى منطقة خارج البلاد، من أكثر الأشياء سرية في النزاع"، كما ورد في المقال.

واشنطن تتفادى القتال المباشر

وكشفت "نيويورك تايمز" أنه بينما يحاول الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، البقاء بعيدًا عن أيدي القوات الروسية في كييف، يسافر بمعدات اتصالات مشفرة، وفرها له الأميركيون، يمكن أن يجري منها اتصالًا آمنًا مع جو بايدن.

الصورة
الرئيس الأميركي مع نظيره الأوكراني (دوغ ميلز/ Getty)
(دوغ ميلز/ Getty)

و"استغل زيلينسكي ذلك مساء السبت لإجراء مكالمة مدتها 35 دقيقة مع نظيره الأميركي حول ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة في جهودها لإبقاء أوكرانيا على قيد الحياة من دون الدخول في قتال مباشر على الأرض، أو في الجو أو في الفضاء الإلكتروني مع القوات الروسية"، وفق المقال ذاته.

وأضاف أنه رغم المساعدة المقدمة حتى الآن، ما زال زيلينسكي يكرر الانتقادات التي يوجهها علنًا بأن المساعدات لم تكن كافية للمهمة المنشودة. كما يطالب بفرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، وإيقاف جميع صادرات الطاقة الروسية، ومنح إمدادات جديدة من الطائرات المقاتلة.

إلى ذلك، كشفت "نيويورك تايمز" أن أميركا "تحاول البحث عن توازن ما في ظل وضع حساس"، واضعة كمثال على ذلك أنه بينما كان بايدن، يوم السبت، بعيداً عن البيت الأبيض في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، أمضى موظفو مجلس الأمن القومي معظم اليوم في محاولة لإيجاد طريقة لبولندا لنقل أسطول من الطائرات المقاتلة من طراز ميغ-29 سوفييتية الصنع المستعملة إلى أوكرانيا، والتي يجيد الطيارون الأوكرانيون التحليق بها.

لكن الصحيفة أوضحت أن الصفقة مشروطة بمنح بولندا، في المقابل، طائرات أف-16 أميركية الصنع أكثر قدرة، و"هي عملية تزداد تعقيدًا لأن عددًا كبيرًا من تلك المقاتلات كان مجهّزا لتايوان، حيث للولايات المتحدة مصالح استراتيجية أكبر"، كما جاء في المقال.

في المقابل، أوردت الصحيفة أن القادة البولنديين نفوا وجود اتفاق مماثل، معتبرة أنه "من الواضح أنهم قلقون بشأن كيفية تزويد أوكرانيا بالمقاتلين وما إذا كان هذا سيجعلهم هدفًا جديدًا للروس، فيما تقول الولايات المتحدة إنها منفتحة على فكرة مبادلة الطائرات".

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قوله الأحد: "لا يمكنني التحدث عن جدول زمني، لكن يمكنني فقط أن أخبرك أننا شديدو العزم على تنفيذه"، وذلك خلال رحلة أخذته إلى مولدوفا، وهي دولة أخرى غير عضو في حلف شمال الأطلسي يخشى المسؤولون الأميركيون من أنها قد تكون الدولة التالية على قائمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدول التي يجب إعادتها إلى مجال نفوذ موسكو.

في الأثناء، كشفت "نيويورك تايمز" أنه "مع تدفق الأسلحة، وفي حال تصاعد الجهود للتدخل في الاتصالات الروسية وشبكات الكمبيوتر، يقول بعض مسؤولي الأمن القومي الأميركي إن لديهم حدسًا بأن النزاع (مع روسيا) سيحدث على الأرجح".

يجب وقف مخاطر الحرب في أوكرانيا (ديميتار ديلكوف/ فرانس برس)
(ديميتار ديلكوف/ فرانس برس)

وأضافت "التعريفات القانونية الأميركية للدخول في الحرب تختلف عن تعريفات بوتين، بحسب تحذير أحد كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي"، اشترط عدم الكشف عن هويته.

وحذر بوتين، يوم السبت، من أن أي دولة تحاول فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا ستكون "شريكة في النزاع المسلح". وأصدرت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأحد، بياناً حذرت فيه دول حلف شمال الأطلسي، مثل رومانيا، من السماح باستخدام قواعدها ملاذًا آمنًا للطائرات المتبقية في سلاح الجو الأوكراني. وقالت إنها لو فعلت ذلك، فإن أي "استخدام لاحق ضد القوات المسلحة الروسية سيعتبر تورطًا من هذه الدول في نزاع مسلح".

المساهمون