أعلن التلفزيون الرسمي السوداني، اليوم الثلاثاء، عن "محاولة انقلابية فاشلة"، داعياً الجماهير إلى التصدي لها، قبل أن يؤكد الجيش في وقت لاحق إحباط المحاولة.
وأفاد مراسل "العربي الجديد" بوجود حالة تأهب أمني قصوى في الخرطوم بعد الأنباء عن محاولة انقلابية تجري الآن.
أدانت مصر المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدها السودان، وأكدت دعمها لمؤسسات الحكم الانتقالي، و"جهودها الدؤوبة لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب السوداني في هذه المرحلة الهامة من تاريخ البلاد"، كما جاء في بيان للخارجية.
وقال البيان: "تؤكد مصر، حكومةً وشعباً، على حرصها الكامل على استقرار وأمن وتنمية السودان، ورفضها لأي محاولة للمساس بهذا الاستقرار أو عرقلة جهود التنمية، وذلك في إطار وحدة المصير والروابط الأزلية التي تجمع بين شعبي وادي النيل".
أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "المحاولة الانقلابية" التي شهدها السودان، مؤكدا استمرار وقوف الجامعة العربية بقوة وراء استتباب الأمن والسلام في السودان خلال الفترة الانتقالية.
وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، في بيان، إن "استقرار السودان مهم للجامعة، وإنه يمثل ركناً هاماً في استقرار الوطن العربي"، مشيراً إلى أن "اتفاقات ترتيب المرحلة الانتقالية، التي وقعتها جميع الأطراف السودانية خلال العامين الماضيين، تحظى بدعم واسع من الجامعة العربية والمجتمع الدولي، وهي تمثل بالتالي طريقاً وحيداً لتجاوز مختلف التحديات التي تواجهها البلاد".
أعلنت القوات المسلحة عن إلقاء القبض على 21 من الضباط من الرتب العليا وعلى عدد آخر من الجنود. وذكر المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة، في بيان له، أن الجيش أعاد كل المواقع التي سيطر عليها الانقلابيون في كل من الخرطوم وأم درمان.
من جانبه، قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إن الجيش وحده هو القادر على حماية الثورة والوصول بها إلى صندوق الانتخابات، تسلم بعدها السلطة للقوى الوطنية التي يختارها الشعب السوداني.
وجدد البرهان، الذي كان يتحدث أمام ضباط وجنود في مقر سلاح المدرعات، حرص القوات المسلحة على العبور بالثورة إلى بر الأمان، داعياً قوى الثورة للتوحد لمواجهة كل التحديات الحالية.
طالب الحزب "الشيوعي السوداني" بضرورة الكشف عن كل الحقائق المرتبطة بالمحاولة الانقلابية الأخيرة ونشرها للرأي العام، وتقديم الجناة إلى محاكم عادلة علنية.
كما طالب الحزب، في بيان له، باتخاذ إجراءات أكثر جدية لتفكيك ركائز النظام خاصة في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وقوات الشرطة.
وحمل الحزب المكون العسكري المسؤولية الكاملة جراء تقاعسه في تنفيذ ما جاء في الوثيقة الدستورية بإعادة هيكلة القوات المسلحة والترتيبات الأمنية لحل المليشيات، كما حمل المكون المدني المسؤولية عن تنفيذ ما نصت عليه الوثيقة الدستورية بتكوين المفوضيات واستكمال هياكل السلطة وإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات.
وحث الحزب الشعب السوداني وقواه الحية "على التحلي باليقظة والحذر والانتباه والاستعداد للتصدي للمؤامرات التي تحاك من قبل أعداء الثورة في الداخل والخارج بكل الوسائل السلمية المتاحة".
تجمع المهنيين: قيادة فلول النظام قادت حلقات المؤامرة
قال تجمع المهنيين السودانيين إن جماهير الشعب السوداني تابعت خلال الأيام الماضية الترتيب المحكم لصناعة الفوضى من الجهات التي تتربص بثورة ديسمبر، ومحاولة الانقضاض عليها بعدما فشلت في تسويق فشل الفترة الانتقالية وخنقها اقتصادياً بالدخول للسوق والعمل في المضاربات وزيادة معدلات التهريب للسلع الاستراتيجية والضرورية.
ولفت تجمع المهنيين السودانيين، في بيان، إلى أن محاولة الانقلاب قادتها فلول النظام البائد، مشيراً إلى أنها عملت على إغلاق الطرق الرئيسية وخلقت شللا تاما وعزلت الشرق وأغلب الموانئ بهدف تجويع الناس وتركيع الثوار، وفتح الباب أمام فلول النظام البائد والطامعين من الذين ليس لهم كسب في الثورة.
وأضاف التجمع أن "ما حدث صباح اليوم من محاولة انقلابية فاشلة يفضح وبوضوح المخطط الذي كانت تدور حلقاته في الأيام الماضية، ولعل ما حدث اليوم لم ولن يكون نهاية فصول المؤامرة التي تحاك ضد الثورة".
وأشار بيان التجمع إلى أن محاولة تقويض المرحلة الانتقالية، التي حدثت اليوم، أوضحت أنه "مما لا لبس فيه ضرورة استعجال هيكلة وتنظيف القوات المسلحة من الفلول والانقلابيين وضرورة حسم المتواطئين مع النظام البائد".
كما دعا تجمع المهنيين السودانيين جماهير الشعب السوداني كافة في الأقاليم والمدن المختلفة إلى حماية الانتقال الديمقراطي والتصدي لمحاولات الانقلاب على الثورة وضرورة وحدة الصف الثوري لمواجهة المؤامرة وقطع الطريق أمام العسكر وفلول النظام البائد.
قال رئيس الوزراء السوداني، في أول تعليق له على المحاولة الانقلابية، إن ما حدث انقلاب مدبر من جهات داخل القوات المسلحة وخارجها، وهو امتداد لمحاولات الفلول منذ سقوط النظام البائد إجهاض الانتقال المدني الديمقراطي.
وأضاف حمدوك، خلال ترؤسه اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء اليوم الثلاثاء، أن المحاولة الانقلابية الفاشلة تستهدف الثورة وكل ما حققه الشعب العظيم من إنجازات لتقويض الانتقال المدني وإغلاق الباب أمام حركة التاريخ، لكن عزيمة الشعب كانت أقوى.
وذكر أن الانقلاب مظهر من مظاهر الأزمة الوطنية التي أشارت إليها مبادرته السابقة، لافتاً لضرورة إصلاح الأجهزة الأمنية والعسكرية وإجراء مراجعة كاملة لتجربة الانتقال بكل شفافية ووضوح، والوصول لشراكة مبنية على شعارات ومبادئ الثورة وطريق يؤدي إلى الانتقال المدني الديمقراطي.
توعّد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بمحاسبة كل الضالعين في المحاولة الانقلابية "بشفافية ووفق القانون"، مشيراً إلى أنّ "هناك أشخاصاً ألقي القبض عليهم أثناء تنفيذ المحاولة الانقلابية".
وقال حمدوك، في كلمة بثها التلفزيون السوداني، إنّ "ما حدث كان من تخطيط فلول النظام السابق"، محذراً من أنّ "نظام 30 يونيو لا يزال يشكل خطراً على العملية الانتقالية"، مشيراً إلى أنّه أجرى اتصالات مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
وكشف أنّ "الانقلاب سبقته محاولات لإيجاد حالة من عدم الاستقرار في البلاد خاصة في الشرق من قطع طرق وغلق موانئ وتعطيا إنتاج النفط وتحريض مستمر على الحكومة المدنية"، موضحاً أنّ "محاولة الانقلاب رتبتها عناصر من داخل المؤسسة العسكرية وخارجها، واستهدفت تقويض الانتقال الديمقراطي".
وأكد رئيس الوزراء السوداني أنّ ما حدث "مدعاة لوقفة حقيقية جادة من أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح بما يتطلب هيكلة المؤسسات المدنية ووحدة قوى الحرية والتغيير وضمان الانتقال الديمقراطي"، مشدداً على أنّ "المحاولة الانقلابية الفاشلة تؤشر بوضوح إلى ضرورة إصلاح الأجهزة الأمنية وتستوجب المراجعة الشاملة لتجربة الانتقال والوصول إلى شراكة تنتهي بتحول ديمقراطي".
أدان حزب "الأمة القومي"، أكبر أحزاب الائتلاف الحاكم في السودان، الثلاثاء، محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد، واعتبرها "استمراراً لمحاولات بائسة لإجهاض ثورة ديسمبر من قبل ضباط جيش يناصرون النظام السابق".
وقال الحزب، في بيان: "استمراراً للمحاولات البائسة لإجهاض ثورتنا العظيمة أقدم فجر اليوم عدد من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام البائد على محاولة انقلابية فاشلة من أجل العودة بنا إلى عهد النظام البائد".
وأضاف أنه "يدين هذه المحاولة الفاشلة، ويؤكد لجماهير شعبنا العظيم أنه سيعمل على حماية ثورتنا وحكومتنا الانتقالية بكل ما أوتينا من قوة، وأن جماهيرنا الصامدة التي ضحت من أجل هذا التحول الديمقراطي ستقف سداً منيعاً حمايةً للحق ولدحر المتربصين بأمن وسلامة الوطن".
وناشد الحزب "القوى السياسية وكافة جماهير الشعب السوداني بأن تنتفض من أجل حماية مكتسبات الوطن".
أفاد مراسل "العربي الجديد"، بأنّ مجلس الوزراء السوداني دعا الشعب والأجسام النقابية لتوخي الحذر، من تكرار المحاولات الانقلابية "حماية للثورة".
قال وزير الإعلام السوداني حمزة بلول، المتحدث باسم الحكومة السودانية، في كلمة متلفزة، إنّ فلول النظام القديم شاركت في محاولة الانقلاب.
وأوضح أنّه تم إلقاء القبض على المشاركين في المحاولة الانقلابية من العسكريين والمدنيين، معلناً القضاء على المحاولة الانقلابية تماماً بالقبض على آخر مجموعة في سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة.
#مباشر | #السودان يعلن اعتقال جميع المتورطين في المحاولة الانقلابية والتحقيق معهم.. تغطية متواصلة من التلفزيون العربي
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 21, 2021
https://t.co/CJId8Aiimv
أظهرت صور حركة طبيعية في الخرطوم، حيث رصدت حركة سيارات ومارة على طول شارع النيل المتاخم لنهر النيل الأزرق في العاصمة السودانية.
أعلن المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، العميد الطاهر أبو هاجة، في خطاب مقتضب بثه التلفزيون الحكومي، إحباط محاولة الاستيلاء على السلطة.
يعقد مجلس الوزراء السوداني اجتماعاً طارئاً وآخر بين المدنيين والعسكريين لتقييم الموقف بعد احتواء المحاولة الانقلابية. وأفاد مراسل "العربي الجديد"، بأنّ الجيش السوداني سيصدر بياناً بعد قليل لكشف تفاصيل المحاولة الانقلابية.
أكد مصدر في مجلس الوزراء السوداني لـ" العربي الجديد"، أنّ المحاولات الانقلابية يقف خلفها النظام البائد.
وقال مصدر حكومي لـ"العربي الجديد"، إنّ اللواء عبد الباقي الحسن المحسوب على النظام السابق هو قائد المحاولة الانقلابية.
قال المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة السوداني لـ"العربي الجديد": "ننتظر نتائج التحقيقات الأولية، والأمور تحت السيطرة تماماً".
أفاد مراسل "العربي الجديد" ببدء التحقيق مع مجموعة من صغار الضباط شاركت في المحاولة الانقلابية، بالتزامن مع انتشار كثيف للجيش بشوارع الخرطوم.
وتحدث مصدر بمجلس السيادة لـ"العربي الجديد" عن أنّ التفاوض يجري مع مجموعة من الانقلابيين بسلاح المدرعات، في جنوب الخرطوم، لتسليم نفسها، مؤكداً أنه لم يعد بحوزتها سوى دبابتين فقط.
أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ المحاولة الانقلابية أتت بقيادة لواء بسلاح المدرعات، مشيرة إلى أنّ الجيش استعاد بعض المناطق العسكرية التي سيطر عليها الانقلابيون.
ولفتت المصادر إلى وجود تفاوض مع مجموعة لم تستسسلم بعد، وقد حاول الانقلابيون السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون وأغلقوا جسراً يربط بين الخرطوم وام درمان.
دعا عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، المواطنين إلى التصدي للمحاولة الانقلابية. وقال في تدوينة عبر صفحته على "فيسبوك": "هبوا للدفاع عن بلادكم وحماية الانتقال الديمقراطي".
أكدت مصادر "العربي الجديد" أنّ المحاولة الانقلابية بدأت في قسم سلاح المدرعات، وتم القبض على عدد من الضباط.
وكشف المصادر أنّ المحاولة الانقلابية قادها لواء بسلاح المدرعات، مشيرة إلى أنّ "الجيش يستعيد بعض المناطق العسكرية التي سيطر عليها الانقلابيون".
