"لا ستامبا": ضابط مصري متهم بالتحرش هرب من إيطاليا بتوجيه من الجيش

"لا ستامبا": هروب الضابط المصري المتهم بالتحرش من إيطاليا تم بتوجيه من قيادة الجيش

17 ابريل 2021
الصحيفة: العملية برمتها تمت بتوجيه من قادة الجيش في القاهرة (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

لا تزال السلطات المصرية تلتزم الصمت تجاه التقارير الإيطالية التي تحدثت عن اتهام ضابط بالجيش المصري بالتحرش الجنسي في إيطاليا في أثناء وجوده هناك ضمن الوفد العسكري المكلف باستلام الفرقاطة التي اشترتها القاهرة من روما، والذي فر إلى مصر هرباً من المساءلة، بحسب ما قالته وسائل إعلام إيطالية.

وكشفت، اليوم السبت، صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية عن اسم العسكري المصري المشتبه به وهو محمود محمد مبروك، وقالت إنه أقام لبضعة أسابيع في مدينة أقصى شرق إقليم ليغوريا مع زملائه العسكريين الآخرين في الوفد الذي استلم في 10 إبريل/ نيسان الماضي السفينة "برنيس"، والتي كان اسمها "الفرقاطة إميليو بيانكي"، في نهاية إعداد السفينة من شركة "فينكانتيري" لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وكشفت الصحيفة الإيطالية أيضاً عن أنه "تم حجز تذكرة الرحلة المقررة التي غادر بها العسكري المصري إيطاليا بشكل مباشر من قبل السفارة المصرية".

وقالت إنّ هذه التفاصيل تعني بالنسبة للمحققين أنّ "العملية برمتها تمت بتوجيه من قادة الجيش في القاهرة، وأن هروب العسكري المصري الذي أفلت من أمر اعتقال، قبل يومين أعلن أنه هارب، أصبح أزمة دبلوماسية، أثارها مدعي لا سبيتسيا، الذي اتهم الضابط المصري بمحاولة اغتصاب مساعدة بمتجر في مقصورة تشمس اصطناعي".

وأضافت الصحيفة أنه بعد إخطار الشاب البالغ من العمر واحداً وعشرين عاماً، والذي تم تحديده والإبلاغ عنه بعد أيام قليلة من الاعتداء، بإخطار ضمان أولي، تلقت الشرطة تطمينات من الضباط المصريين بأنه لن يغادر، على الأقل حتى تسليم الفرقاطة، والتي سلمت على وجه التحديد في 10 إبريل/ نيسان. لكن الأمور سارت بشكل مختلف.

وتابعت أنه عندما تلقى المحققون في 9 إبريل/ نيسان أمر احتجاز احترازي عن طريق الإقامة الجبرية، غادر مبروك الفندق مقر الوفد المصري في لا سبيتسيا.

 

ونقلت "لا ستامبا" عن محققين تأكيدهم، بتنسيق من النائب العام أليساندرا كونفورتي، اليوم، أنّ الشاب استقل رحلة مجدولة، من روما إلى القاهرة، غادرت مطار فيوميتشينو في 29 مارس/ آذار وحجزتها السفارة المصرية.

وأشارت إلى أن القصة بدأت نهاية مارس/ آذار، عندما اعتدى الضابط المصري على مساعدة المحل لأول مرة في اليوم الرابع والعشرين، ثم عاد بعد يومين إلى المطعم.

وبحسب الصحيفة فقد أبلغت البائعة بالفعل عن الواقعة الأولى، التي قامت بتصويرها، ثم توجه رجال الشرطة على الفور إلى فندق "إن إتش" حيث يقيم العسكريون المصريون، لكن مبروك أبدى مقاومة، وتلت ذلك لحظات توتر ثم تدخل الضابط المسؤول عن الوفد المصري وقام بتهدئة الشاب وعمل مترجماً له، وتم توجيه إخطار الضمان الأول.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد ثلاثة أيام، في 29 مارس/ آذار، وفي سرية تامة ودون أن تفصح البحرية المصرية أي شيء ولا مكتب المدعي العام، استقل الضابط طائرة أقلعت من مطار فيوميتشينو.

وقالت إنه في 9 إبريل/ نيسان الجاري، تفجرت القضية، إذ اتخذ قاضي التحقيق ماريو دي بيليس هذا الإجراء، لكن الأوان قد فات، إذ إنه في 15 إبريل أعلن عن أن الضابط المصري قد هرب.

وأضافت أنه قدّم عضو البرلمان نيكولا فراتوياني، وهو من اليسار الإيطالي، أمس الجمعة، سؤالاً برلمانياً إلى الوزراء مارتا كارتابيا ولوسيانا لامورجيز ولورنزو جويريني لتوضيح الأمر، وقال "نريد أن نعرف ما إذا كانت إجراءات الإنابة القضائية الدولية قد بدأت بالفعل على الفور لطلب تسليم المشتبه فيه".

ونقلت وكالة "نوفا" الإيطالية عن نيكولا فراتوياني، السكرتير الوطني لليسار الإيطالي، الأربعاء الماضي، قوله إن ما حدث في منطقة لا سبيتسيا الإيطالية في الأيام الماضية "يحتاج إلى توضيح دقيق".

 

وأوضح فراتوياني أنّ فتاة تعرضت للتحرش الجنسي في مدينة ليغوريا في نهاية الشهر الماضي، فيما بدأت التحقيقات للتوصل إلى المسؤول المحتمل بشأن عسكري مصري ضمن الوفد الذي يجب أن يتسلم فرقاطة باعتها إيطاليا لمصر.

وأشار فراتوياني إلى أنّ المحققين كانوا مطمئنين من التزام العسكري بالبقاء تحت تصرف السلطات، مضيفاً أن رجال الدرك الإيطاليين كانوا قد حضروا الجمعة الماضي إلى الفندق حيث يوجد العسكريون المصريون لإخطارهم بأمر احتجاز رهن الإقامة الجبرية، لكن اكتشفوا أن العسكري اختفى وعاد إلى مصر.

وتابع فراتوياني أن الصحف المحلية تتحدث أيضاً عن أن هذه القضية تابعتها المخابرات الإيطالية باهتمام واسع من قبل، واصفاً القصة بـ"المحيرة للغاية".

وقال النائب الإيطالي إن "الأكثر من ذلك هو أن نفكر فيما حدث حتى الآن مع القاهرة بشأن التحقيق في مقتل جوليو ريجيني، أو ما يحدث للشاب باتريك زكي، الذي ألقي في زنزانة النظام سنة كاملة وهو بريء".

وتابع: "نحن في إيطاليا تركنا أنفسنا ننخدع بعسكري من هذا النظام بهذه الطريقة؟ سيتعين على الكثيرين شرح ما حدث، وما هي الأخطاء وما هي الاستهانات التي تم ارتكابها، ومن هم المسؤولون عن هذه الحلقة في الساعات القليلة القادمة".

نائب من اليسار: نحن في إيطاليا تركنا أنفسنا ننخدع بعسكري من هذا النظام بهذه الطريقة؟

 

واختتم فراتوياني قائلاً "سأطرح سؤالاً برلمانياً على الحكومة سنطلب فيه من الوزراء لامورجيز وكارتابيا وجيريني توضيح ما حدث بالفعل وما الذي ينوون القيام به الآن".

وأعلن المتحدث العسكري المصري، الخميس الماضي، عن وصول الفرقاطة "برنيس" من طراز "فریم بيرجامیني" إلى قاعدة الإسكندرية إيذاناً بانضمامها للقوات البحرية.

وقال إنه تم إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة على الوحدة الجديدة في توقيت قياسي، من خلال برنامج تدريبي متزامن تم تنفيذه على مرحلتين بمصر وإيطاليا، ليكونوا قادرين على تنفيذ كافة المهام.

وأشار إلى أن الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية ألقى كلمة بالمناسبة نقل خلالها تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى والفريق أول محمد زکي وزير الدفاع لطاقم الفرقاطة لما وصلوا إليه من مستوى متميز خلال فترة الإعداد.

وحضر مراسم الاستقبال عدد من قادة القوات المسلحة وعدد من قادة القوات البحرية المصرية السابقين والملحق العسكري الإيطالي بالقاهرة وعدد من طلبة الكليات العسكرية وجامعة الإسكندرية.

دلالات