"قسد" تغلق الحسكة وتخوض مواجهات عنيفة مع "داعش"

"قسد" تغلق الحسكة وتخوض مواجهات عنيفة مع "داعش"

21 يناير 2022
زعم بيان لـ"قسد" قبضها على 89 من عناصر "داعش" في محيط سجن الحسكة (فيسبوك)
+ الخط -

بدت الأوضاع في مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، اليوم الجمعة، أشبه بحرب عصابات بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ومسلحي تنظيم "داعش"، الذين نفذوا أكبر عملية هروب جماعي من سجن "غويران" (الصناعة)، الذي يضم الآلاف من معتقلي "داعش"، وذلك بمساعدة عناصر من التنظيم هاجموا السجن من الخارج.

وفي بيانات متلاحقة، حاولت "قسد" تحجيم ما حدث وتأكيد السيطرة على الوضع، غير أن تواصل الاشتباكات طوال اليوم الجمعة، وتسرّب صور وفيديوهات لعناصر "داعش" الهاربين من السجن، كشف عن الحجم الحقيقي للعملية التي بدأت بعد ظهر أمس الخميس، وتواصلت طوال اليوم الجمعة، وسط معطيات عن تمكن العشرات من عناصر "داعش" من السيطرة على السجن بعد الاستيلاء على أسلحة بعض الحراس، بل واقتياد بعضهم أسرى أو رهائن، لكن دون أن يتمكنوا، كما يبدو، من مغادرة مدينة الحسكة، بسبب الطوق الأمني الذي فرضته "قسد" على المدينة، ولتعلن تباعا عن إعادة اعتقال العشرات من العناصر الفارين، وقتل آخرين.

وفي بيان لها بعد ظهر اليوم، قالت "قسد" إنه "نتيجة للأحداث الأخيرة الحاصلة في مدينة الحسكة من هجوم خلايا داعش على سجن الصناعة، في محاولة منهم لتأمين هروب معتقلي داعش، وما رافق ذلك من تهديد لأمن المدينة بمحاولة الخلايا الاختباء ضمن المدنيين، تم فرض حظر كلي على مدينة الحسكة ومنع الدخول والخروج من المدينة وإليها حتى إشعار آخر". وطلب البيان من الأهالي "الإبلاغ عن أي حركة مشبوهة ضمن المدينة".

وسبق ذلك بيان لـ"قسد" أعلنت فيه إلقاء القبض على 89 من عناصر "داعش" في محيط سجن الحسكة.

وقال المركز الإعلامي لقوات "قسد": "أحبطت قواتنا محاولة فرار جماعية نفذها عناصر داعش في سجن غويران بالحسكة، وألقت القبض على 89 عنصرا في محيط السجن"، مشيرا إلى أن "الاشتباكات مستمرة في محيط السجن".

وكان المركز قد قال، في بيان سابق، إن "خلايا داعش تستخدم المدنيين في حيّ الزهور وبعض المناطق في الجهة الشمالية للسجن كدروع بشرية"، وأن مجموعة من "داعش" قتلت أكثر من 7 آخرين من التنظيم حاولوا التقدم باتجاه قوات "قسد" لتسليم أنفسهم. كما منع عناصر "داعش"، وفق البيان، أكثر من 289 عائلة من حي الزهور، غرب السجن، من الوصول إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة "قسد".

من جهتها، ذكرت وسائل إعلام مقربة من "قسد" أن الأخيرة تمكنت من إلقاء القبض على نحو 110 من معتقلي "داعش" كانوا قد تمكنوا من الفرار من سجن الصناعة في حي غويران، وهو ما يشير إلى الحجم الكبير لعملية الهروب.

وقال موقع "نورث برس" إنه تمت إعادة العناصر الفارين إلى أحد سجون "قسد" في المنطقة.

كما تمكنت قوات "قسد" من سحب جثتين لعنصرين من تنظيم "داعش" قتلا خلال الاشتباكات التي دارت في محيط سجن الصناعة والأحياء القريبة منه، أحدهما يحمل جنسية دولة آسيوية.

وذكر مراسل "العربي الجديد" أن عناصر "داعش" الفارين أطلقوا النار بشكل عشوائي في حي الزهور وفي محيط السجن في محاولة للاستفادة من الوضع، وفتح ثغرات للفرار من المنطقة، مشيرا إلى أنهم وجهوا تهديدات لأهالي حيّ الزهور، وضغطوا عليهم من أجل المساعدة في إخفائهم في منازلهم.

وأضاف المراسل أن طائرات التحالف الدولي لاحقت عناصر "داعش" وقصفت عبر مروحياتها بالرشاشات تمركزا لتجمع إحدى الخلايا التي حاولت الفرار، دون ورود معلومات عن عدد القتلى الذين سقطوا جراء ذلك.

وفي المقابل، قتل 2 من عناصر "قسد" خلال الاشتباكات، وأصيب 15 آخرون، كما أصيب مراسل وكالة "هاوار" الكردية باسل رشيد في ساقة أثناء تغطية أحداث سجن غويران، ونقل على أثرها إلى المسشفى، وفق بيان للوكالة.

وذكر مراسل "العربي الجديد" أن الاشتباكات تواصلت في محيط سجن الصناعة، بالتزامن مع نزوح جماعي لسكان أحياء غويران، النشوة، فيلات حوش البعر، فيلات الحمر إلى الأحياء الوسطى والشمالية في مدينة الحسكة، فيما انقطع التيار الكهربائي عن أحياء عدة في مدينة الحسكة، جراء عطل في المحطة المغذية، بسبب الاشتباكات الدائرة في حيي غويران والزهور.

وأضاف أن 5 مدنيين قتلوا جراء الاشتباكات في حي غويران، ولم يتمكن ذووهم من سحب جثثهم بسبب وجود طيران التحالف في الأجواء واستخدامه الرشاشات في استهداف المنطقة، وأن الوضع في محيط السجن ما زال غير واضح، ويبدو أن "قسد" وأجهزتها الأمنية لم تسيطر على الوضع بعد في محيط السجن، في الوقت الذي ضربت فيه طوقا أمنيا على المنطقة، ولم تسمح بالدخول إلى الحسكة، سواء من القامشلي أو الدرباسية أو غيرها من المناطق، حيث يتم توقيف المركبات عند الوصول إلى مفرق حطين.

وكانت "قسد" قد أكدت في بيان لها، فجر اليوم، استمرار "الظروف الأمنية الاستثنائية في محيط سجن غويران بالحسكة والأحياء القريبة بعد الهجوم الأخير الذي نفذته خلايا إرهابية لداعش على السجن". وأضاف البيان أن خلايا "داعش تستخدم المدنيين في حيّ الزهور وبعض المناطق في الجهة الشمالية للسجن كدروع بشرية، وذلك بعدما فر المهاجمون إلى هذا الحي".

وأضافت أن قواتها "تتوخى الدقة والحذر في التعامل مع هذه الظروف، وتبذل قصارى جهدها لحماية المدنيين كمهمة أساسية في تخطيط وتنفيذ أي مخطط عسكري وأمني".

وفي بيان سابق، ذكرت "قسد" أن "قوى الأمن الداخلي" (أسايش)، وبمساندة من قوات "قسد"، تمكنت من السيطرة على الاستعصاء الذي نفذه سجناء من عناصر تنظيم "داعش" داخل سجن غويران.

وقال البيان إنه "بعد إحباط القوى الأمنية محاولة خلايا داعش الوصول إلى بوابة سجن غويران، والسيطرة على الاستعصاء داخل السجن، ومنع محاولة الفرار، هربت مجموعة من خلايا داعش المهاجمين باتجاه حي الزهور والطريق الدولي الواصل ما بين الحسكة ودير الزور".

ووفق مصادر قريبة من "قسد"، فإن الاستعصاء داخل سجن غويران بعد ظهر الخميس تزامن مع انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مؤسسة السادكوب لتخزين وتوزيع المواد البترولية، نفذته خلايا نائمة للتنظيم كانت قد تسللت من الأحياء المجاورة، واشتبكت مع قوات "قسد"، فيما أحرق المعتقلون من أفراد التنظيم الأغطية والمواد البلاستيكية داخل المهاجع في محاولة لإحداث الفوضى، وتبع ذلك استقدام تعزيزات عسكرية إلى محيط السجن بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي في المنطقة.

وتعتبر حالات العصيان من المشاهد المتكررة في السجن، إذ نفذ عناصر التنظيم عام 2020 أكثر من استعصاء.

ويقع السجن في أطراف حي غويران عند المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، وهو أحد السجون التي تحتجز فيها "قسد" آلاف المعتقلين من عناصر "داعش"، بينهم نحو أربعة آلاف أجنبي من حوالي 50 دولة.

المساهمون