أكدت اللجنة المركزية لحركة "فتح" مساء الأحد، أنه لن تكون هناك انتخابات دون إجرائها في مدينة القدس ترشحًا وانتخابًا ودعاية انتخابية، فيما أعربت عن أملها بتطوير العلاقات الثنائية الفلسطينية- الأميركية بما يضمن العودة لعملية سلام حقيقية.
وشددت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، خلال اجتماع عقد بمقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله ترأسه الرئيس محمود عباس، على أهمية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الفصائل الفلسطينية لإجراء الانتخابات العامة وفق الجداول التي حددتها المراسيم الرئاسية الصادرة بهذا الخصوص، والتي أكدت منذ البداية على أن القدس وأهلها هم قلب العملية الانتخابية، وبدون إجرائها داخل المدينة المقدسة ترشيحاً ودعاية وانتخاباً، لن تكون هناك انتخابات، لأن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية، وعدم إجرائها فيها يعني العودة لتنفيذ ما سميت بـ"صفقة القرن"، التي أفشلها الصمود الفلسطيني الرسمي والشعبي، مؤكدة أن الحياة الديمقراطية هي وسيلة حكم وأداتها الانتخابات.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بداية اجتماع المركزية، تصميم القيادة الفلسطينية على تنفيذ الانتخابات كاملة في الأراضي الفلسطينية كافة، بما يشمل القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، والضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال عباس: "إن القدس خط أحمر، لن نقبل المساس بها، ونحيي أهلنا في القدس على صمودهم في وجه المخططات الإسرائيلية الهادفة للسيطرة على المدينة المقدسة".
وأضاف عباس: "لن نقبل بأي حال من الأحوال إجراء الانتخابات العامة دون حضور القدس وأهلها ترشيحاً ودعاية وانتخابات حسب الاتفاقيات الموقعة، لذلك نطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية للالتزام بالاتفاقيات الموقعة بيننا في ما يخص العملية الانتخابية، وتحديدًا أن تكون الترشيحات والدعاية والانتخابات داخل المدينة المقدسة".
وشدد الرئيس عباس على أهمية استمرار الجهود مع الأطراف الدولية، خاصة اللجنة الرباعية الدولية، لإطلاق عملية سياسية قائمة على قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، على أساس حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، مؤكداً ضرورة التحرك العاجل بعقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة جميع الأطراف الدولية ذات العلاقة، لإنقاذ ما تبقى من العملية السياسية التي تتعرض لتدمير ممنهج من قبل الحكومة الإسرائيلية التي لم تتخلَ عن أوهام الضم والتوسع للأرض الفلسطينية.
في هذه الأثناء، ذكرت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أن "على المجتمع الدولي، بما فيه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وكل الأطراف ذات العلاقة، الضغط المباشر على الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ التزاماتها الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية في ما يتعلق بإجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية كافة، بما فيها مدينة القدس الشرقية المحتلة".
وأكدت مركزية "فتح" أن "الشعب الفلسطيني بأسره لن يقبل بأي شكل من الأشكال، أن تكون الانتخابات العامة على حساب الحق الفلسطيني في القدس، ولن يتنازل عن عاصمته الأبدية، ولن يقبل بدولة ذات حدود مؤقتة ولا بأية مشاريع تتناقض مع قرارات المجلس الوطني وقرارات الشرعية الدولية".
وطالبت اللجنة المركزية، المجتمع الدولي، وفي مقدَّمه الأمم المتحدة، بالعمل الفوري على توفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني، "وخاصة في مدينة القدس المحتلة، التي يتعرض فيها أبناء الشعب الفلسطيني لاعتداءات إجرامية ممنهجة من قبل المتطرفين اليهود تحت أعين وحماية جيش الاحتلال وشرطته، الأمر الذي ينذر بتصعيد كبير سبق وحذرنا منه، لكي لا تتحول هذه المواجهات إلى حرب دينية تتحمل نتائجها فقط الحكومة الإسرائيلية وحدها".
وأكدت مركزية "فتح" أن "القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين هي خط أحمر"، مشيدة "بصمود أهل مدينة القدس ووقفتهم البطولية أمام همجية الاحتلال، وتمسكهم بالمشاركة في الانتخابات كجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني".
من جانب آخر، أعربت مركزية "فتح"، عن أملها بتطوير العلاقات الثنائية الفلسطينية- الأميركية بالشكل الذي يؤدي لتحقيق مناخ يقود إلى سلام يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها، وبما يضمن العودة لعملية سلام حقيقية تقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية.
وأكدت اللجنة المركزية لحركة "فتح" أن "الجانب الفلسطيني على استعداد للعمل مع الأطراف الدولية، وخاصة اللجنة الرباعية الدولية للوصول إلى حل سياسي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".
وأشارت المركزية إلى أن الرئيس محمود عباس سيدعو القيادة الفلسطينية بكامل فصائلها إلى اجتماع موسع لمناقشة وضع الانتخابات في مدينة القدس المحتلة.