أعلن الناطق باسم حركة "طالبان" وهو وكيل وزارة الثقافة والإعلام ذبيح الله مجاهد، اليوم الأربعاء أن قوات طالبان اعتقلت خلية لتنظيم داعش الإرهابي في مديرية بغمان مكونة من أربعة أشخاص. فيما قتل عالم دين موال للحركة شرقي أفغانستان.
وأوضح مصدر قبلي لـ"العربي الجديد"، فضل عدم الكشف عن هويته، إن "طالبان" شنت عملية استهدفت منزلاً في مديرية بغمان بضواحي كابول واعتقلت خلالها أربعة من المسلحين، وصادرت كمية من الأسلحة والمتفجرات.
من جهة ثانية، قتل عالم دين موال لـ"طالبان" في هجوم لمسلحين في إقليم لغمان شرقي أفغانستان. وقال عبيد الله، وهو أحد سكان مديرية قرغي بولاية لغمان، إن عالم الدين وإمام الجامع في مديرية قرغي، ويدعى المولوي نور الوهاب، قتل على يد مسلحين لم تعرف هويتهم، مؤكداً أنهم تمكنوا من الفرار.
وأضاف عبيد الله، متحدثا لـ"العربي الجديد"، أن مسلحين نفذوا الهجوم داخل مسجد الإمام في وقت متأخر من مساء أمس، وأردوا نور الوهاب قتيلا.
كذلك أصيب ثلاثة من عناصر "طالبان" إثر انفجار لغم أرضي تعرضت له سيارة كانوا على متنها في مديرية كامه بإقليم ننجرهار المجاور للغمان، شرقي أفغانستان، فيما لم تعلق "طالبان" على ذلك على الفور.
مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة
من جانب آخر، أعلنت حكومة "طالبان" أنها تجري مفاوضات وصفتها بـ"العميقة" مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن مستقبل الأجواء الأفغانية، وذلك بعدما تحدثت مصادر قبلية، جنوبي أفغانستان، عن تحليق طائرات بلا طيار أميركية في مناطق مختلفة.
وقال المسؤول الإعلامي في وزارة الداخلية الأفغانية قاري سعيد خوستي، اليوم، في بيان عممه على وسائل الإعلام، إنه تجري حاليا مفاوضات عميقة بين "طالبان" وواشنطن بشأن الأجواء الأفغانية، مشدداً على أنه "بيننا وبين أميركا اتفاق الدوحة، وهو يوضح مستقبل العلاقات بيننا إلى حد كبير".
كما قال خوستي: "دعونا مرارا الجانب الأميركي إلى تطبيق ذلك الاتفاق، وما زلنا نفعل ذلك"، متحدثا عن اتفاق وشيك بين الحركة وواشنطن بشأن الأجواء الأفغانية.
كما أكد خوستي أن "حكومة أفغانستان لا تريد النزاع والصراع مع أي جهة، وهي دوما تسعى لإقامة علاقات جيدة مع جميع الدول".
يذكر أن مصادر إعلامية أفغانية كشفت خلال الأيام الماضية، استنادا إلى مصادر قبلية، أن طائرات بلا طيار أميركية تحلق في مختلف مناطق جنوب أفغانستان.
وكانت "طالبان" قد طلبت من بريطانيا، أمس، أن تتخذ خطوات إيجابية حيال علاقاتها مع حكومة تصريف الأعمال والحركة بشكل عام، مشددة على ضمان سلامة وأمن جميع القادمين إلى أفغانستان من جميع الجنسيات والدول.
وقالت الحركة، في بيان لها أمس، إن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أمير خان متقي استقبل المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني سايمون غاس والوفد المرافق له، وتحدث معه حول سبل تعزيز العلاقات.
وتباحث الطرفان بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وضمان سلامة وأمن جميع القادمين إلى أفغانستان من خلال السبل القانونية من جميع الجنسيات.
وبحسب البيان، فقد صرح المبعوث البريطاني بأن رئيس وزراء بلاده بوريس جونسون يريد بناء علاقات مع "طالبان" نظرا للأوضاع السائدة.
من جانبه، دعا خان متقي بريطانيا إلى اتخاذ خطوات إيجابية لتبدأ مرحلة بناء جديدة للعلاقات الثنائية، مرحبا بما تقدمه بريطانيا من مساعدات إنسانية.
وزعم خان متقي أن الأمن في أفغانستان الآن أفضل من السابق، مضيفا أنه "لم يلحق أي ضرر من أفغانستان بأي دولة أجنبية؛ لذا نرجو من الآخرين أيضا ألا يخططوا لإضعاف حكومتنا".
وكان المبعوث البريطاني قد التقى أمس أيضا بنائبي رئيس الوزراء في حكومة "طالبان" عبد الغني برادر وعبد السلام حنفي.
وقالت "طالبان"، في بيان عقب اللقاء، إن المبعوث البريطاني أكد أن بلاده ستواصل مساعداتها الإنسانية لأفغانستان عن طريق الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى.
كما أضاف المسؤول البريطاني أن تعليم المرأة وعدم توجيه أي تهديد من أفغانستان لأي دولة أخرى من المواضيع المهمة لبلاده، مؤكدا أن بلاده ستلعب دورا إيجابيا في أفغانستان.
من جانبه، قال برادر خلال حديثه مع المسؤول البريطاني، إن "طالبان" تريد إقامة علاقات جيدة مع بريطانيا وجميع دول العالم، مطالبا المجتمع الدولي برفع التجميد عن الأصول الأفغانية.