Skip to main content
"طالبان" تسيطر على مزار شريف وولاية كنر الاستراتيجية في شرق أفغانستان و5 ولايات أخرى
العربي الجديد ــ كابول

أعلنت حركة "طالبان"، اليوم السبت، السيطرة على إقليم كنر الاستراتيجي في شرق أفغانستان، المجاور لشمال غرب باكستان، علاوة على سيطرتها على ولايتي بكتيا وبكتيكا في جنوب البلاد، فضلاً عن مدينة ميمنة عاصمة ولاية فرياب الحدودية مع تركمانستان شمالي البلاد، ومدينة مزار شريف عاصمة ولاية بلخ شمالًا، ومدينة مهترلام مركز ولاية لغمان شرقي البلاد، وذلك علاوة على تمكنها من السيطرة على مناطق مختلفة بإقليم دايكندي وسط البلاد.

وقال الناطق باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له على "تويتر"، إنّ مسلحي الحركة سيطروا على مدينة أسعد أباد، مركز ولاية كنر، واستولوا على مقر حاكم الإقليم ومقر الأمن ومركز الاستخبارات وجميع المقرات الحكومية. وأضاف مجاهد أن مسلحي الحركة استولوا أيضاً على كمية كبيرة من الأسلحة والعتاد.

وأوضح سردار محمد، أحد سكان مدينة أسعد أباد، لـ"العربي الجديد"، أن مسلحي "طالبان" تمكنوا من السيطرة على المدينة من دون أي حرب أو اقتتال داخل المدينة، مشيراً إلى أن الحكومة المحلية سلمت المدينة إلى "طالبان".

في الأثناء، أعلنت "طالبان" أيضاً السيطرة على معظم مناطق مدينة كرديز، مركز ولاية بكتيا الجنوبية.

وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له على "تويتر"، إنّ مسلحي الحركة سيطروا على مبانٍ حكومية داخل المدينة، بما فيها السجن المركزي ومواقع عسكرية محيطة بمركز الاستخبارات، بينما قال مصدر أمني آخر لـ"العربي الجديد" إنّ "طالبان" سيطرت على معظم مناطق المدينة.

وأضاف مجاهد، في تغريدة لاحقة، أنّ مقاتلي الحركة "استولوا على مدينة ميمنة عاصمة ولاية فرياب، خلال عملية الفتح"، مضيفاً أنّ السيطرة على مكتب حاكم الولاية ومقر الشرطة وجميع المرافق الحكومية في المدينة تمت بعد تسليم الجنود الأفغان في المدينة أنفسهم وأسلحتهم وعتادهم.

كما قال المتحدث باسم "طالبان"، في تغريدة أخرى له، إنّ مسلحي الحركة أيضاً سيطروا على مدينة مهترلام مركز ولاية لغمان شرقي البلاد. وأضاف مجاهد أنّ مسلحي الحركة سيطروا على سجن المدينة وجميع المنشآت الحكومية والأمنية في المدينة.

وبحكم السيطرة على إقليم لغمان، تمكنت "طالبان" من قطع الطريق بين العاصمة كابول وبين مدينة جلال أباد، مركز ولاية ننجرهار، شرقي البلاد.

وتفيد مصادر قبلية في ولاية ننجرهار، لـ"العربي الجديد"، بأنّ مسلحي الحركة دخلوا إلى أطراف مدينة جلال أباد عبر مديريتي خوجياني وسرخ رود، وهم يحرضون حاكم الإقليم ضياء الحق أمر خيل، وهو مستشار الرئيس الأفغاني، عبر الوسطاء القبليين، على تسليم المدينة من دون قتال.

وكانت "طالبان" قد أعلنت، ظهر اليوم السبت، السيطرة على مدينة خرنه، مركز ولاية بكتيكا المجاورة لبكتيا، بعد السيطرة على جميع المباني الحكومية.

وأكد مجاهد، في تغريدة لاحقة، السيطرة على مدينة مزار شريف عاصمة ولاية بلخ شمالي أفغانستان. وأفاد بأنّ عناصر الحركة أحكمت سيطرتها على مدينة مزار شريف عاصمة ولاية بلخ بشكل كامل، مشيراً إلى أن القوات الحكومية فرّت نحو المطار.

وقال مصدر أمني، لـ"العربي الجديد"، إنّ القائد الجهادي محمد عطاء نور، وهو حاكم الولاية سابقاً، وقائد المليشيات الأوزبكية الجنرال دوستم، اللذين تعهدا بقتال "طالبان" والدفاع عن الولايات الشمالية الخارجة عن سيطرة "طالبان" قد خرجا من البلاد وذهبا إلى أوزبكستان عبر معبر حيرتان الحدودي مساء اليوم، وقبل دخول مسلحي "طالبان" إلى مدينة مزارشريف.

ولاحقاً أكد محمد نور أنه "آمن"، وأنحى باللوم في سقوط مدينة مزار الشريف على "مؤامرة". وأضاف عطا نور، أحد أقوى الشخصيات السياسية في أفغانستان، في منشور على "فيسبوك"، أنه والقائد الإقليمي عبد الرشيد دوستم قد هربا.

وقال "للأسف نتيجة مؤامرة كبيرة ومنظمة وجبانة تم تسليم جميع المنشآت الحكومية والقوات الحكومية إلى طالبان". وأضاف "أرادوا الإيقاع بي وبصديقي المارشال عبد الرشيد لكنهم لم ينجحوا".

وكانت "طالبان" قد شنّت هجوماً كبيراً على مدينة مزار شريف، وقوبلت بمقاومة من القوات التابعة لحاكم الولاية السابق عطاء نور التي تصدت لها.

وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له على "تويتر" في حينها، إنّ مسلحي الحركة شنوا هجوماً كبيراً من أربعة أطراف على مدينة مزار شريف، مركز ولاية بلخ، وتستمر معارك طاحنة بين قوات الأمن ومسلحي الحركة على عدة محاور. كما ادعى مجاهد تحقيق الحركة تقدماً كبيراً على الأرض، علاوة على خسائر كبيرة لقوات الأمن الأفغانية، مشيراً إلى أنه سينشر تفاصيل العملية لاحقاً.

من جانبها، أعلنت الداخلية الأفغانية، في بيان، مقتل أكثر من 30 عنصراً من الحركة، بينهم قائد ميداني فيها، إثر قصف جوي لسلاح الجو الأفغاني في أطراف مدينة مزار شريف، لافتة إلى أن استهداف مسلحي الحركة متواصل في مختلف مناطق البلاد.

وتسود حالة إرباك في المناطق الخارجة عن سيطرة "طالبان"، تحديدا ولاية خوست، الولاية الوحيدة الخارجية عن سيطرة الحركة في ما يعرف بالخط الجنوبي. كما تشهد العاصمة الأفغانية تحركات عسكرية مكثفة، إذ لا تغادر سماء العاصمة الطائرات والمروحيات العسكرية منذ مساء هذا اليوم، وتذهب وتجيء إلى مطار كابول بشكل متواصل.

في الأثناء، أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني تعيين سميع سادات مسؤولاً عن أمن العاصمة، وهو ضابط أفغاني كان مسؤول الأمن في ولاية هلمند قبل أن تقع في يد "طالبان"، التي قاومت الحركة لأسابيع بشراسة.

يُذكر أن "طالبان" تسيطر على عواصم 22 ولاية من أصل 34 ولاية، ومن ضمن المدن التي سيطرت عليها "طالبان"، أمس الجمعة، مدينة بول عالم، مركز ولاية لوجر المجاورة للعاصمة كابول، إذ استسلم حاكم الإقليم عبد القيوم رحيمي أمس لـ"طالبان"، وسلمهم الولاية من دون قتال كبير.

كما أن المعارك مستمرة في مدينة ميدان، مركز إقليم ميدان وردك المجاور أيضاً للعاصمة كابول، وبعد سيطرة "طالبان" على مدينة بولي عالم واستمرار المعارك في ميدان، يشتد الخناق على العاصمة الأفغانية كابول، التي تواجه حالة من الذعر والخوف والترقب.