"ذا غارديان" تكشف أسراراً من غرف اعتقالات الـ"ريتز": تعذيب وابتزاز

"ذا غارديان" تكشف أسراراً من غرف اعتقالات الـ"ريتز": تعذيب وابتزاز وتهديد بفضح علاقات

20 نوفمبر 2020
اعتقلت السعودية في نوفمبر 2017 قرابة 400 من كبار الشخصيات (غوسيب كاكاشي/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، الخميس، عن تفاصيل جديدة حول قضية "ريتز كارلتون" التي تعود إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2017، والتي اعتقلت فيها السلطات السعودية قرابة 400 من الشخصيات الأكثر نفوذاً في المملكة، بينهم أمراء ورجال أعمال ووزراء.

وقالت الصحيفة في تقريرها، إن شخصيات بارزة تمّ القبض عليها كشفت عن تفاصيل ما حدث، مصوّرة مشهداً للتعذيب والإكراه، وقيادة مستشارين للديوان الملكي محاولات فوضوية لفهم الاستثمارات وراء ثروات العائلات الأكثر نفوذاً في المملكة، ومن ثم الاستيلاء على ما يمكنهم العثور عليه.

وأوضحت الصحيفة أن روايات ما حصل في "الريتز"، والتي قدّمها وسيط، هي من بعض كبار رجال الأعمال السعوديين الذين يدّعون أنهم تعرّضوا للضرب والترهيب على أيدي رجال الأمن، تحت إشراف وزيرين، كلاهما مقرّب من ولي العهد محمد بن سلمان، الذي أمر بعملية التطهير.

وروت الصحيفة أن اعتقالات "ريتز كارلتون" بدأت على الأغلب باتصال لاستدعاء الأشخاص المستهدفين للقاءات مع بن سلمان، أو الملك سلمان نفسه. في قضية أخرى، قال رجلا أعمال بارزان إنه طُلب منهما الاجتماع في منزل وانتظار انضمام مستشار من الديوان الملكي إليهما، وبدلاً من ذلك، ظهر مسؤولو أمن الدولة، وأدخلوهما إلى سجن من فئة "خمس نجوم"، حيث كان حراس ومساعدون كبار بانتظارهما.

وقال مصدر مطلع على ما حصل للصحيفة: "في الليلة الأولى، كان الجميع معصوبي الأعين، وتعرّض الجميع تقريباً لما تسمّيه الاستخبارات المصرية "ليلة الضرب". سُئل المعتقلون ما إذا كانوا يعرفون سبب وجودهم هناك، ولم يكن أحد يعرف". ويضيف المصدر أن معظمهم تعرّض للضرب، بعضهم للضرب المبرح. "كان هناك أشخاص مقيدون بالجدران، في أوضاع مجهدة. استمرّ الأمر لساعات، وكلّ من قام بالتعذيب كانوا سعوديين" وفق قوله، لافتاً إلى أن الأمر كان يهدف لتليينهم، حيث وصل المحققون في اليوم التالي.

وتابعت "ذا غارديان"، مشيرة إلى أنه تم توزيع المعتقلين على غرف في الفندق الذي كان قبل سنة المكان الذي استضاف إطلاق بن سلمان خطة "رؤية 2030".

وتحدث بعض المعتقلين عن تعرّضهم للتهديد بفضح معلومات خاصة عنهم، مثل العلاقات خارج إطار الزواج، أو التعاملات التجارية التي لم تكن لتنال موافقات، حتى في ظلّ النظام القديم.

وقال المصدر المطلع على الأحداث التي جرت داخل فندق "ريتز"، إن الرجال الذين كانوا يخضعون للاستجواب تفاجأوا من عدم فهم المحققين في بنية الاستثمار، موضحاً: "كانوا يخمنون صافي ثروة الأشخاص"، لافتاً إلى أن هذا الأمر كان ابتزازاً، إذ إنهم في وقت من الأوقات، سمحوا للمعتقلين بالوصول إلى بريدهم الإلكتروني وهواتفهم، وطلبوا منهم الاتصال بالمدراء الماليين في جنيف وطلب مبالغ كبيرة من المال. وتابع: "تم إخبار المتصلين بأنه لا توجد أرصدة في الحسابات، فقد اعتقد المحققون أن كلّ الأصول كانت نقدية".

وقال مصدر مصرفي كبير، رفض الكشف عن اسمه، إن المسؤولين التنفيذيين في القطاع المصرفي السويسري أطلقوا تحقيقات في أعقاب التحويلات غير المنتظمة في وقت تلك الحملة، مشيراً إلى أنه يبدو أن الكثير من تلك التحويلات جرت تحت الإكراه، مؤكداً أنه تمّ إيقاف بعضها، لأن الطلبات لم تكن روتينية، إلا أنّ البعض الآخر مرّ. وقال العديد من المعتقلين لمساعديهم إنهم بقوا في حيرة لسبب وجودهم في الفندق.