"داعش" يهاجم البادية السورية بالمدرعات وتوتر في درعا

"داعش" يهاجم البادية السورية بالمدرعات وتوتر في درعا

18 مارس 2022
"داعش" يصعد من استهدافه لقوات النظام السوري (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

نشر تنظيم "داعش" الإرهابي، أمس الخميس، شريطاً مصوراً لعناصره وهم يشنون هجوماً بالمدرعات على نقاط عسكرية لقوات النظام السوري في بادية حمص وسط سورية، فيما تصاعدت التوترات في محافظة درعا جنوبي سورية مع زيادة عمليات الاغتيال وإرسال تعزيزات من جانب قوات النظام بالتزامن مع إحياء السوريين الذكرى الـ11 لانطلاق الثورة ضد النظام والتي كانت شرارتها الأولى من درعا.

وأظهر الشريط الذي تداولته حسابات مقربة من التنظيم عناصر "داعش" وهم يستخدمون الدبابات والعربات القتالية، ما يشير إلى ازدياد إمكانات التنظيم العسكرية والحربية وانتقاله من الهجمات السريعة والكمائن إلى استراتيجية جديدة.

ووفق التسجيل، فإن عناصر "داعش" تمكّنوا من السيطرة على ثكنة النظام العسكرية في بادية حمص وقتل عدد من عناصر النظام، فيما شنت الطائرات الحربية الروسية عدة غارات جوية لإيقاف تقدم التنظيم ومنعه من السيطرة على النقطة العسكرية لكن دون جدوى.

ومنذ منتصف الشهر الماضي، تحاول قوات النظام تنفيذ عمليات تمشيط في البادية السورية، لكن خلايا التنظيم تستهدف بشكل متكرر أرتاله العسكرية في المنطقة.

توتر في درعا

في الأثناء ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري أن رئيس مجلس مدينة جاسم بريف درعا الشمالي الغربي، تيسير العقلة، قتل أمس الخميس برصاص مسلحين مجهولي الهوية وسط المدينة.

وذكر الناطق باسم "تجمع أحرار حوران"، أبو محمود الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أن العقلة ضابط متقاعد برتبة عقيد ويعمل رئيس مجلس بلدي لمدينة جاسم.

وتوفي ضابط بصفوف قوات النظام أمس الخميس متأثراً بجروحه التي أصيب بها قبل يومين، وهو النقيب بشير علي ونوس، الذي أصيب خلال الاشتباكات في مدينة جاسم. وكان مقاتلون محليّون من أبناء جاسم قد تصدّوا لمحاولة اقتحام دورية أمنية مشتركة الأحياء الغربية للمدينة، لتدور اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من قوات النظام، إضافة إلى عطب ثلاث آليات بشكل كامل.

كذلك تعرّضت دوريات لقوات النظام السوري أمس الخميس للاستهداف بانفجار عبوات ناسفة على طريق دمشق- درعا الدولي. وذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن تعزيزات عسكرية من قوات النظام تضم آليات ثقيلة وصلت أمس الخميس إلى ريف درعا الشمالي في محيط مدينة جاسم. كما عزز النظام مواقعه عند حاجز المشفى الوطني بعدد من الآليات الثقيلة وأكثر من 30 عنصراً. ويدّعي النظام السوري وجود خلايا لتنظيم "داعش" في جاسم، إذ سبق أن زار وفد من الشرطة العسكرية الروسية المدينة في إبريل/ نيسان 2021، للتحقيق في مزاعم النظام بوجود الخلايا، لكن لم يتم التثبت من ذلك.

وفي محافظة السويداء المجاورة، سحبت قوات النظام أمس الخميس العديد من نقاط التفتيش، وذلك بعد نشرها على مدى اليومين الماضيين، وفق موقع "السويداء 24" الإخباري المحلي، الذي أكد أن معظم الحواجز والدوريات الأمنية انسحبت من المدينة، باستثناء وجود محدود لعناصر "الدفاع الوطني" في بعض الساحات، من دون أي إجراءات تفتيشية بحق المدنيين.

وأضاف الموقع أن بلدة قنوات ما تزال تشهد استنفار مجموعات تابعة للنظام في مدخل ومحيط البلدة.

46 وفاة تحت التعذيب

على صعيد آخر، ذكرت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" أمس أن إدارة المخابرات العامة، التابعة للنظام السوري، سلمت بلدة دير العصافير قائمة أسماء تفيد بوفاة 46 شخصاً، كانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلتهم في عام 2018، عقب سيطرتها على الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وأوضحت أن مختار البلدة التابعة لناحية المليحة، أحمد الحسن، أبلغ العائلات بوفاة أبنائهم، وطلب منهم التوجه إلى أمانات السجل المدني لتثبيت واقعة الوفاة، دون الكشف عن حقيقة ظروف الاختفاء وأماكن الدفن.

ورصدت "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" منشورات لأشخاص قاموا بنشر نعي لأشخاص وردت أسماؤهم في القائمة التي نشرتها "شبكة مراسلي ريف دمشق".

ولفتت المنظمة إلى أنه في 21 الشهر الماضي، نشرت "شبكة مراسلي ريف دمشق" قائمة تضم 31 اسماً من أصل 46 شخصاً، قالت إنهم معتقلون تم احتجازهم وإعدامهم في سجن صيدنايا العسكري، من بينهم خمسة معتقلين فلسطينيين سوريين.

ويقول ناشطون إن نظام بشار الأسد يعمل بشكل ممنهج على تصفية المعارضين والمنشقّين عنه والمقاتلين السابقين، سواء أجروا ام لم يجروا تسويات معه، إذ تشهد محافظة درعا وغوطة دمشق الشرقية وريف حمص عدة حالات لمقتل شبان وعناصر سابقين في فصائل المعارضة المسلحة.