"داعش" يكبد النظام السوري خسائر في ريف الرقة

"داعش" يكبد النظام السوري خسائر في ريف الرقة

26 ابريل 2022
هجمات داعش في سورية شبه يومية (جورج أورفاليان/فر انس برس)
+ الخط -

قُتل وجرح عناصر من قوات النظام السوري، مساء أمس الإثنين، بهجوم جديد من خلايا "داعش" في بادية البشري بريف الرقة شمال شرقيّ سورية، فيما أصيب مدنيان جراء صدم سيارتهما بسيارة عسكرية تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ خلايا تنظيم "داعش" باغتت مجموعة من قوات النظام السوري خلال عمليات تمشيط في بادية البشري على الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر على الأقل للنظام وجرح خمسة آخرين، قبل فرار المهاجمين إلى جهة مجهولة.

وجاء ذلك بعد ساعات من هجوم نفذه عناصر "داعش" على نقطة للحراسة بمحيط حقل الخراطة في ريف دير الزور الغربي، وأدى إلى قتلى وجرحى من قوات النظام، تلاه تنفيذ الطيران الحربي الروسي غارات على أهداف مجهولة.

إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن وصول تعزيزات من قوات النظام إلى بادية السخنة شمال شرقي حمص والأطراف المتاخمة لبادية الرصافة الواقعة جنوبي الرقة.

وذكرت المصادر أنّ التعزيزات جاءت بهدف دعم عملية تمشيط ضد خلايا تنظيم "داعش" ستقوم بها قوات النظام بدعم روسي رداً على ارتفاع وتيرة هجمات التنظيم خلال الأيام الأخيرة في عموم البادية.

وتزامناً مع وصول تعزيزات النظام شن الطيران الحربي الروسي أكثر من 20 غارة على مواقع وأهداف في عموم البادية لم تتبين ماهيتها.

وأوضحت مصادر لـ"العربي الجديد" أنه تزامناً مع قدوم التعزيزات أيضاً شنّ تنظيم "داعش" هجوماً مباغتاً على نقاط لقوات النظام في قرية الخويلية بالبادية الشرقية في حمص، وهو الهجوم الرابع على قوات النظام خلال أقل من يومين في البادية.

وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ فروع أمن النظام في دير الزور أعلنت عن فتح باب التطوع في صفوفها وذلك لسد النقص لديها على خلفية تكرر هجمات تنظيم "داعش" على قوات النظام في البادية، إذ باتت فروع الأمن تضطر لوضع نقاط حراسة وإرسال تعزيزات للمشاركة في العمليات العسكرية.

وتجري قوات النظام السوري، بالتعاون مع الطيران الروسي، عملية تمشيط، منذ أشهر، في البادية، بهدف القضاء على خلايا "داعش"، لكن هجمات الأخير لا تزال مستمرة بنحو شبه يومي.

على صعيد منفصل، ذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ مدنيين أصيبا بجروح، أحدهما إصابته خطيرة، جراء صدم سيارتهما بسيارة عسكرية تابعة لـ"قسد" على طريق الحسكة ــ الرقة.

وبحسب المصادر، فقد نُقل المصابون إلى "مستشفى الرجاء" في مدينة الحسكة.

في غضون ذلك، داهمت قوات الأمن التابعة لـ"قسد"، مناطق على نهر الفرات وقصفت بالمدفعية والصواريخ زوارق في النهر تستخدم لتهريب المحروقات باتجاه مناطق سيطرة النظام.

وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ العملية لم تواجه من قبل المهربين الذين كانوا قد تركوا أماكنهم في وقت سابق.

من جهته، جدّد الجيش التركي قصفه المدفعي والصاروخي على مواقع لـ"قسد" في قرى المعلق وصيدا وجديدة ومخيم عين عيسى ومحيط طريق الحسكة شماليّ الرقة، ولم تسجل إصابات بشرية بحسب مصادر لـ"العربي الجديد". 

ووفق المصادر ذاتها، فقد ردت "قسد" بإطلاق قذائف مدفعية على مناطق النفوذ التركي في ناحية تل أبيض، دون تسجيل إصابات.

إلى ذلك، اعتقلت قوات تابعة لـ "قسد" شخصين في بلدة الحريجة بدير الزور وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ التهمة الموجهة للمعتقلين هي العمل لصالح "لواء القدس" المدعوم من إيران، وجرى توجيه الاتهام لهم من قبل "مجلس دير الزور العسكري" التابع لـ"قسد".

وفي حلب، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنه وثق مقتل عنصر من فصيل "لواء الوقاص" التابع للمعارضة السورية، جراء إصابته الليلة الماضية بطلقة قناص تابع لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية على محور قرية التويس بناحية مارع، شمالي المحافظة.

اشتباكات عائلية في قرية الحصان

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ طفلاً قُتل برصاص عنصر تابع لـ"قسد"، في الحصان بناحية منبج في ريف حلب، وذلك خلال فضّ اشتباك بين عائلتين في القرية.

وفي مناطق سيطرة "الجيش الوطني" المعارض والنفوذ التركي، قالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة الباب بين مسلحين ودورية للشرطة العسكرية في وسط السوق بمدينة الباب، وذلك على الرغم من إصدار غرفة عمليات "عزم" قراراً ينص على عدم حمل السلاح في مناطق المدنيين.

وذكرت المصادر أنّ الاشتباكات أدت إلى إصابة سائق سيارة مدني بالرصاص.

وفي شمال غرب البلاد، قال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ قصفاً متبادلاً بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري، وقع على محور الشيخ عقيل وقرى تقاد وكفرتعال وتديل في ريف حلب الغربي. ولم تسجَّل إصابات بشرية جراء ذلك القصف.

وفي جنوب البلاد، قُتل ضابط في قوات النظام السوري بهجوم من مسلحين مجهولين في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ المهاجمين فروا إلى جهة مجهولة، مشيراً إلى أنّ هؤلاء هاجموا أيضاً حاجزاً للنظام السوري في محيط الكتيبة العسكرية على الطريق الواصل بين بلدة مليحة العطش ومدينة الحراك في ريف درعا الشرقي. ولم يتبين وقوع خسائر بشرية.

وأضاف الحوراني أنّ مجهولين هاجموا شخصاً يعمل لصالح الأمن العسكري في بلدة سحم الجولان غربي درعا ما أصابه بجروح خطيرة، مضيفاً أنّ الشخص كان سابقاً ضمن فصائل "الجيش السوري الحر" المعارض للنظام وانخرط في صفوف الأخير بعملية تسوية.

وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ مجهولين هاجموا عنصراً سابقاً في فصائل المعارضة بقرية الناصرية غربي درعا أيضاً ما أدى إلى مقتله، مضيفة أنّ المقتول خضع لعملية تسوية مع النظام لكنه لم يلتحق بعد بقواته.

"الأسايش" تعتقل معلمين وتُغلق مركزين تعليميين في الحسكة

اعتقلت "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش)، اليوم الثلاثاء، خمسة معلمين وأغلقت مركزين تعليميين في مدينة عامودا شمال محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، بُحجة التحريض على "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية".

وقال مصدر من شبكة "عين الفرات"، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "وحدات من قوى الأمن الداخلي اقتحمت معهدي (نوروز، وروج) في حي الشهيد (هوكر) بمدينة عامودا شمال محافظة الحسكة، واقتادت 4 معلمين ومعلمة أثناء إعطائهم الدروس، بتهم تتعلق بتشويه صورة (الإدارة الذاتية) والتحريض على كراهية (قوات سورية الديمقراطية)".

من جهة أخرى، منعت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) زيارة المعتقلين المتواجدين في سجونها بمحافظتي الحسكة والرقة وريفها حتى انتهاء إجازة عيد الفطر.

وأوضح ذات المصدر لـ "العربي الجديد"، أن "مكتب شؤون المعتقلين لدى (قسد) أبلغ أصحاب العلاقة عبر محاميهم وعبر مراجعاتهم الدورية أن قرار إيقاف الزيارات بدأ منذ يوم أمس الإثنين 25 أبريل/ نيسان حتى الخامس من أيار/ مايو القادم، وذلك لأسباب أمنية"، دون توضيح مزيد من التفاصيل.

ولفت المصدر إلى أن "هذا القرار تم تعميمه على إدارات السجون في الرقة والحسكة يوم الأحد الفائت، دون أن يُسمح باطلاع الموظفين أو الصحافة عليه لحساسيته الأمنية"، لافتاً إلى أن "أكثر من 11 ألف معتقلٍ في الحسكة والرقة سوف يمضون ما قبل وخلال العيد وبعده دون أن يزورهم أي من ذويهم"، مؤكداً أن "القرار لم يستثنِ معتقلاً عن آخر بالنسبة لنوعية الجرم المرتكب".

في غضون ذلك، جددت القوات التركية المتمركزة في منطقة "نبع السلام" شمال سورية، مساء اليوم الثلاثاء، قصفها المدفعي على مواقع ومقرات "قسد" المتمركزة في قرية دبس، والطريق الدولي "M4" بريف منطقة عين عيسى شمال محافظة الرقة، شمال شرقي سورية.

من جهة أخرى، أعلنت "وزارة الدفاع التركية" في بيانٍ لها مساء الثلاثاء، عن تحييد 10 من عناصر "قسد" في مناطق "درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام" شمال سورية.

المساهمون