"الناتو" يجهز خططه الدفاعية لحماية أوروبا الشرقية

"الناتو" يجهز خططه الدفاعية لحماية أوروبا الشرقية من التهديدات الروسية

26 يناير 2022
سفينة قتالية إسبانية في البحر الأسود (Getty)
+ الخط -

رغم الجهود المستمرّة بين الأطراف الأساسية المعنية بالأزمة الأوكرانية مع روسيا، والحراك على عدة مسارات، يواصل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وضمن سياسة الردع، العمل على خططه الدفاعية من أجل حماية دول شرق أوروبا من التهديدات الروسية.

ويأتي ذلك في وقت لم تستجب موسكو حتى الآن لدعوة الأمين العام لـ"الناتو" للحوار، ولعقد اجتماعات أخرى لمجلس "الناتو" وروسيا.

هذا التوجه من قبل حلف شمال الأطلسي، وكيفية تعزيز خطط التحالف الدفاعية، ووجوده العسكري في أوروبا الشرقية وبحر البلطيق أو البحر الأسود، أبرزَه مساء أمس الثلاثاء، موقع "زود دويتشه تسايتونغ"، مستنداً في ذلك إلى ما جاء من شرح للأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ أخيراً في مقره في بروكسل، وفيه أن الدانمارك سترسل فرقاطة إلى بحر البلطيق، وتنقل الطائرات المقاتلة إلى ليتوانيا، في حين تقوم هولندا باستقدام طائرات إلى بلغاريا، فيما تفكر إسبانيا في اتخاذ خطوة مماثلة، بعد أن كانت أرسلت بالفعل سفينة قتالية إلى البحر الأسود.

أما في البحر المتوسط، فترسو حاملة طائرات أميركية تحت قيادة "الناتو" لأول مرة منذ الحرب الباردة، بعد أن كانت واشنطن أعلنت أخيراً عن وضع 8500 جندي أميركي في وضع الاستعداد، من دون أن يتمّ اتخاذ القرار بعد بنقلها إلى أوروبا. وكلّ ذلك يترافق مع الجهود التي ستبذلها كلّ من السويد وفنلندا، الدولتان غير المنتميتين إلى حلف الأطلسي، إنما على تعاون وثيق معه.

وبيّن تقرير "زود دويتشه" أن الحلفاء يراقبون منذ عام تقريباً عمليات النقل والتعزيزات العسكرية الروسية إلى الحدود مع أوكرانيا، وأن هناك ما يزيد عن 100 ألف من القوات المسلّحة الروسية جاهزين للقتال، فيما لا يزال الآلاف منهم في طريقهم إلى الجبهات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن السويد زادت أخيراً من وجودها العسكري في جزيرة غوتلاند الواقعة على بحر البلطيق بعد العديد من الأنشطة الروسية، حتى أن استوكهولم، ورداً على ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، زادت ميزانيتها الدفاعية بنسبة 80 بالمائة منذ ذلك الحين. علاوة على ذلك، أشار التقرير إلى أن واشنطن على بعد خطوات من نقل حوالي 5000 من جنودها إلى بولندا ودول البلطيق، لا سيما وأن تعزيز الحضور العسكري الأميركي كان مطلباً أساسياً لزعماء تلك الدول، من دون إغفال أن لدى "الناتو" حالياً 4000 جندي يتمركزون في الدول الأربع، كجزء من برنامج "الوجود الأمامي المعزز"، وهم مدعمون بالدبابات ووحدات الدفاع الجوي والاستطلاع. أما في ليتوانيا، فيقود البوندسفير الألماني الوحدة القتالية.

وفي الخطوات العملية لحلف شمال الأطلسي أيضاً، فإنه اعتباراً من فبراير/شباط المقبل، ستراقب القوات الجوية للتحالف المجال الجوي في الجزء الجنوبي من مدينة كونستنزا الرومانية، في وقت تتولّى كلّ من إسبانيا وهولندا نفس المهمة فوق بلغاريا، كلّ ذلك وسط المعلومات التي تشير إلى أن الجنود الفرنسيين في طريقهم، وفي الوقت القريب العاجل، إلى بوخارست، وحيث يقال إن باريس مستعدة للمشاركة في قوة متعددة الجنسيات تابعة لحلف الأطلسي إذا تقرّر نشر فصائل عسكرية في رومانيا.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال أمس الثلاثاء، إن نقل قوات عسكرية أميركية إلى أوروبا يمكن أن يتم في غضون مهلة قصيرة إذا لزم الأمر، وإن الاستعدادات العسكرية ليست استفزازاً، ولكنه إجراء احترازي لمعالجة مخاوف أعضاء حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية.

من جهة ثانية، عبّر نائب وزير خارجية بولندا أمس الثلاثاء، عن شكوكه حول مصداقية ألمانيا في الأزمة الأوكرانية. وقال خلال زيارة له إلى برلين، إن كثيرين في وارسو يتساءلون عن اللعبة التي تقوم بها برلين في الصراع الأوكراني، وأن هناك شكوكا حول إمكانية الاعتماد عليها. وإذ أمل في أن تتقلّص هذه الشكوك، طالب بإشارات واضحة من ألمانيا تجاه دول شرق أوروبا، وحث برلين على إعطاء الموافقات السريعة لتسليم مدافع "الهاوتزر" من مخازن الجيش الألماني.