Skip to main content
"العربي الجديد" يرصد جانباً من الدمار في كييف: قبور وحظائر طاولها القصف الروسي
أحمد مصطفى ــ كييف

لم تترك القوات الروسية أي شيء يقف في طريقها حين حاولت دخول العاصمة الأوكرانية كييف في الرابع والعشرين من فبراير/ شباط 2022.

يروي سيرغي لـ"العربي الجديد" كيف قامت القوات الروسية بتدمير منزل أمه شمال العاصمة كييف، وكذلك قبر أخيه الذي قتل عام 2014، حين كان يقاتل الانفصاليين في منطقة الدونباس جنوب شرقي أوكرانيا.

ويقول سيرغي إن قبر أخيه تم استهدافه بصاروخ مباشر دمّر القبر بالكامل، مشيراً إلى أن الأمر لم يقف عند ذلك، بل وصل التدمير إلى منزل أمه المجاور للقبر وتم تدميره هو الآخر بالكامل، وظلت أمه يوماً كاملاً بلا مأوى.

حال سيرغي لم يختلف عن حال بوغدانا، التي قررت مع أهلها مغادرة العاصمة كييف بعد قرابة أسبوعين من بدء الحرب، وقد ظلت في معظم تلك الفترة حبيسة الملاجئ لا تستطيع الخروج منها كمعظم أهالي العاصمة كييف.

وتشرح بوغدانا لـ"العربي الجديد" كيف عاشت تلك الفترة وكمية الدمار الذي شاهدته حين قررت الخروج من كييف في رحلة استمرت قرابة عشرين ساعة في ظلام دامس ووسط الآلاف من أهالي كييف، الذين قرروا الهرب منها مع بدء اقتراب القوات الروسية.

لكنها في النهاية قررت قطع تلك الرحلة والعودة إلى كييف مرة أخرى، بسبب أن الحظيرة التي تحتفظ فيها بخيلها تم قصفها وتدميرها بالكامل، ووجب عليها العودة لإخراج الخيل منها، في رحلة كانت أصعب من رحلة هروبها من كييف.

فبعد العودة إلى كييف وجدت بوغدانا أن الحظيرة تم تدميرها بالكامل وهناك عدد من الخيل قد أصيب ولم تجد المكان المناسب لإخراج خيلها إليه، إلا بعد قرابة عشرة أيام، وكان ذلك عبر تخليها عنها ليتم نقلها إلى دولة مولدوفا.

وعلى عكس قرار بوغدانا بالتخلي عن خيلها لإنقاذها لم تتخل إرينا عن منزلها المهدم، والذي ظلت باقية بجوار أنقاضه حتى رحلت القوات الروسية عنه، وعن كامل المنطقة الواقع فيها شمالي العاصمة كييف.

وتروي إرينا لـ"العربي الجديد" كيف دخلت القوات الروسية مع بدء الحرب إلى منطقتهم في شمال العاصمة كييف؛ وقاموا بهدم كل ما يقف في طريقهم، وفي ذلك منزلها الريفي البسيط. فالقوات الروسية بحسب إرينا قامت باختيار الأماكن الاستراتيجية التي تستطيع حماية نفسها فيها، وما عدا ذلك قامت بتدميره داخل تلك المنطقة القريبة من مركز العاصمة الأوكرانية كييف، التي شهدت تدميراً يحتاج سنوات لترميمه.

وحسب عمدة المدينة فيتالي كليتشكو تحتاج العاصمة الأوكرانية كييف لقرابة مائة مليار دولار لترميم الأماكن التي دمرها القصف الروسي والمعارك التي وصلت إلى مشارف وضواحي مدينة كييف؛ التي تعدّ أكبر وأهم المدن الأوكرانية.