"الطاقة الذرية": إيران تواصل خفض تعهداتها النووية

"الطاقة الذرية": إيران تواصل خفض تعهداتها النووية

12 نوفمبر 2020
إيران تركب أجهزة طرد مركزي متطورة (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الأربعاء، أحدث تقاريرها السرية بشأن الأنشطة الإيرانية النووية، أطلعت عليه وسائل إعلام غربية، أشارت فيه إلى ارتفاع كبير للمخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب وتركيب طهران أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة تحت الأرض، فضلاً عن حديثها حول "عدم مصداقية" المعلومات التي قدمتها الحكومة الإيرانية بشأن موقع مشتبه به. غير أن إيران من جهتها، أكدت استمرارها في العمل بموجب خفض تعهداتها النووية رداً على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن تقرير الوكالة أيضاً يؤكد استمرار التعاون بينها وبين الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية.  
وأكد تقرير وكالة الطاقة الذرية الذي اطلعت عليه وكالة "فرانس برس"، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تجاوز بالوقت الراهن الحد المسموح به في الاتفاق النووي المبرم، 12 ضعفاً، مشيراً إلى أنه حتى الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني "وصل إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى 2442.9 كيلوغراماً". 
وينص الاتفاق النووي على حد يبلغ 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب على شكل مركّب محدد، أي ما يعادل 202,8 كيلوغرام من اليورانيوم.  
كما لفت تقرير الوكالة الجديد إلى أن طهران تستمر في تخصيب اليورانيوم بمستوى 4.5 في المئة، متجاوزة بذلك مستوى 3.67 وهو السقف المنصوص عليه في الاتفاق النووي. 
وفي تعليقه على التقرير الجديد للوكالة الدولية، قال المندوب الإيراني الدائم لدى المنظمات الدولية، كاظم غريب أبادي، من فيينا، وفقاً لما نشرته وكالة "تسنيم" الإيرانية، إنه "وفقاً لتقرير الوكالة فإن أنشطة التخصيب مستمرة في منشأتي نطنز وفوردو عبر أجهزة جديدة وأن التخصيب بدرجة نقاء تصل إلى 4.5 في المائة وهي أعلى من 3.67 في المائة مما هو المنصوص عليه في الاتفاق النووي".  
كما أكد أن التقرير يشير إلى "بلوغ مخزون إيران من اليورانيوم المخصب حتى الثاني من نوفمبر إلى 2442.9 كيلو غرام أي ما يعادل نحو 3600 كليو غرام من اليورانيوم منخفض التخصيب".  
موقع مشتبه به 
ومن جهة أخرى، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المعلومات التي وفرتها إيران حول موقع مشتبه به "تفتقر للصدقية"، مطالبة إياها بتقديم توضيحات جديدة. 
وجاء في التقرير أن "الوكالة أبلغت إيران بأنها ما زالت تعتبر أن الرد الإيراني يفتقر للصدقية من الناحية التقنية"، وطالبتها بشرح كامل وسريع في شأن "وجود جزئيات من اليورانيوم المصنّع بشرياً، في موقع إيراني غير مصرح عنه للوكالة". 

ولم تسمّ الوكالة الموقع المشتبه به، إلا أن وكالة "فرانس برس" نقلت عن مصادر أنه يقع في منطقة تورقوز آباد في طهران، والذي اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل عامين في خطاب أمام الجمعة العامة للأمم المتحدة طهران بممارسة أنشطة نووية سرية فيه.  
وحول هذا الجزء من تقرير الوكالة الدولية، قال المندوب الإيراني لدى المنظمات الدولية إنه "رغم الاختلافات في رأينا الفني مع الوكالة لكن التعاون في هذا المجال بين الطرفين بهدف الوصول إلى حل نهائي لا يزال مستمراً"، داعياً إلى "تجنب الإدلاء بأي تصريح متسرع".  
تركيب أجهزة جديدة 
من جهتها أشارت وكالة "رويترز" إلى أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي اطلعت عليه، يكشف أيضاً أن إيران قامت بتركيب وتوصيل سلسلة من أجهزة الطرد المركزي من طراز "آي.آر-2 ام"، لكنها لم تغذ السلسلة بغاز سادس فلوريد اليورانيوم، وهو المادة الأولية لأجهزة الطرد المركزي. 
وبحسب الاتفاق النووي، يسمح لإيران باستخدام الجيل الأول من أجهزة الطرد المركزي فقط، "آي.آر-1". 
وكانت طهران قد أبلغت الوكالة في وقت سابق بأنها ستنقل ثلاث مجموعات من أجهزة تخصيب اليورانيوم من محطة تجريبية فوق الأرض في منشأة نطنز النووية إلى موقع تحت الأرض، بعدما تعرضت المنشأة إلى عمل تخريبي في يوليو/ تموز الماضي، أدى إلى احتراق ورشة أجهزة طرد مركزي فوق الأرض. 

وأوضح المندوب الإيراني غريب أبادي، أن التقرير إلى جانب تأكيده على استمرار إيران في خفض تعهداتها بموجب الاتفاق النووي "يشير إلى التعاون بين إيران والوكالة واستمرارها في أعمال الرقابة على التعهدات" والأنشطة النووية الإيرانية.  
كما كشف أن التقرير يشير أيضاً إلى مواصلة إيران إنتاج الماء الثقيل وتخزينه وتصديره "ما يزيد عن 2.2 طن من الماء الثقيل إلى الخارج واستهلاك 1.3 طن منه محلياً في الأنشطة البحثية والتطويرية".

المساهمون