Skip to main content
"الشبيبة الثورية" تُجهّز عشرات الشبان للقتال شمالي سورية والنظام يحضر لعملية عسكرية في درعا
محمد كركص ــ غازي عنتاب
وسام سليم ــ أنطاكيا
قسد أرسلت تعزيزات إلى محاور القتال في مدينة منبج (Getty)

تحضّر "الشبيبة الثورية" التابعة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD) عشرات الشبان لزجهم في جبهات القتال، في ظل تجدد التهديدات التركية بتنفيذ عملية عسكرية ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في مدينة منبج، شرقي محافظة حلب، شمالي سورية، وبلدة تل رفعت، فيما يحضر النظام لعملية عسكرية في درعا بحجة وجود "داعش". 

وعقدت "الشبيبة الثورية" اجتماعاً طارئاً، يوم أمس الجمعة، في مدينة الشباب الواقعة ضمن المربع الأمني بمدينة القامشلي، شمالي محافظة الحسكة. وقالت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد" إنّ بدران قامشلو، وهو أحد أعضاء كوادر "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، تحدث في الاجتماع عن هجمات وتهديدات تركيا على مناطق شمالي وشرقي سورية، ودور الشبيبة في هذه المرحلة.

وأشارت المصادر إلى أن "قامشلو وعد إذا حصلت حرب على مناطق شمالي وشرقي سورية، فسوف يكون كل الشريط الحدودي هدفاً للشبيبة"، موضحاً أنه "جرى التخطيط للحرب وتمركز 120 شاباً من المكونين العربي والكردي في المواقع، ووُزعت المهام على الشبان، من تأمين الحماية للمدنيين إلى الدخول بالمواجهة المباشرة مع العدو"، وفق تعبيره.

وجندت "الشبيبة الثورية" عشرات القُصر خلال الآونة الأخيرة، من بينهم أطفال وفتيات لم تتجاوز أعمارهم 12 عاماً، من مدن وبلدات مختلفة تقع ضمن مناطق سيطرة "قسد"، جميعهم اقتيدوا إلى معسكرات التجنيد الإجباري التابعة للشبيبة، من دون السماح لذويهم بمعرفة مصيرهم أو إعفائهم من التجنيد كونهم قاصرين.

وتعتبر "الشبيبة الثورية" المتهم الرئيس والأول في الكثير من القضايا التي تتعلق بمهاجمة وحرق مكاتب "المجلس الوطني الكردي" والأحزاب التابعة له والاعتداء على عناصره، بالإضافة إلى قمع التظاهرات السلمية المعارضة لـ"الإدارة الذاتية"، وأيضاً التهجم على الناشطين السياسيين والإعلاميين والمكاتب الإعلامية.

وعلى الرغم من أنّ قيادة "قسد" أصدرت، في سبتمبر/ أيلول عام 2019، قراراً رسمياً بمنع ظاهرة تجنيد الأطفال في صفوفها، إلا أنّ "الشبيبة الثورية" تجاهلت هذا القرار واستمرت في عمليات خطف الأطفال وتجنيدهم في صفوفها، ووسعت عملياتها في الآونة الأخيرة لتطاول مناطق أخرى ضمن مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية"، التي لم تردع حتى اللحظة هذه المنظمة.

وكانت "قسد" قد أرسلت، أمس الجمعة، تعزيزات عسكرية، ضمت سيارات دفع رباعي مزودة برشاشات متوسطة وعربات مصفحة تحتوي بداخلها عناصر مزودين بأسلحة خفيفة، من مناطق شرق الفرات إلى محاور القتال في مدينة منبج شرقي محافظة حلب، والتي هددت أنقرة بتنفيذ عملية عسكرية فيها إلى جانب بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي.

وكانت قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية قد أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة، على فترات متقطعة خلال الأسابيع الأخيرة، إلى مدينة منبج وبلدة تل رفعت وإلى مطار منغ العسكري بريف حلب الشمالي الشرقي، وتمركزت تلك التعزيزات ضمن مناطق سيطرة "قسد" بُحجة التصدي للعملية العسكرية التركية المتوقعة في المنطقة خلال الأيام المقبلة، بالاشتراك مع فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض.

النظام يحضر لعملية عسكرية بريف درعا

قطعت قوات النظام السوري جميع الطرق الزراعية المؤدية إلى مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، وسط تحضيرات عسكرية غير مسبوقة في المحافظة، قد تؤدي إلى توتير عسكري جديد من قبل النظام بُحجة وجود خلايا لتنظيم "داعش" في المحافظة، جنوبي البلاد.

وجددت قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا قصفها المدفعي والصاروخي مستهدفة عدة قرى وبلدات ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربي سورية.

وقال "تجمع أحرار حوران" إن "قوات النظام بدأت الجمعة بإغلاق الطرقات الزراعية في منطقة المزيرعة غربي مدينة جاسم بسواتر ترابية في ظل توتر تعيشه المنطقة أمنياً منذ أيام"، مضيفاً أن "هناك أنباء عن نيّة النظام اقتحام مدينة جاسم عسكرياً، لا سيما بعد تهديد ضباط الأمن العسكري، وعلى رأسهم رئيس الفرع في درعا العميد لؤي العلي، باقتحام المدينة في حال لم يتعاون سكانها وثوارها مع الجيش في محاربة خلايا (داعش) فيها، وفق اتهامات ضباط النظام".

وأشار التجمع إلى أن "تهديدات النظام للجان جاسم المركزية ومقاتليها السابقين تتكرر منذ عشرين يوماً، في حين تزداد تحركات قوات النظام في مدينة جاسم مع استقدام تعزيزات عسكرية جديدة إلى محيطها في السابع من يوليو/ تموز الجاري".

ولفت التجمع إلى أن عناصر النظام المتمركزين في مبنى المركز الثقافي داخل مدينة جاسم قاموا، الخميس الفائت، بتدشيم وتحصين أجزاء من المبنى اليوم الخميس، لافتاً إلى أن هذه التحركات الأمنية تنذر بعملية عسكرية على المدينة الواقعة شمالي محافظة درعا، أو بهدف الضغط على لجان المدينة وثوارها.

بدوره، قال عاصم الزعبي، وهو مدير "مكتب توثيق الانتهاكات" لدى "تجمع أحرار حوران"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع الأمني في محافظة درعا متوتر جداً خلال الأيام الماضية؛ عمليات الاغتيال لا تزال في نفس الوتيرة وعمليات الخطف مستمرة حتى الآن في مناطق مختلفة داخل المحافظة". 

 وأكد أن "هناك فلتانا أمنيا مقصودا في المحافظة من قبل كل الأطراف من أجل تبريرات عديدة، موضحاً أنه "هناك عمليات اغتيال وقعت خلال الفترة الماضية بأسلوب داعشي لتبرير وجود الدواعش بأكثر من منطقة، من بينها درعا البلد ومدينة جاسم بريف درعا الشمالي، ومناطق أخرى في المحافظة".

ولفت الزعبي إلى أنه "كانت هناك يوم أمس الجمعة وقفة شعبية داخل درعا البلد تنفي مسبقاً وجود أي عنصر يتبع لداعش في المنطقة، لأنه هناك اتهامات مُبطنة من النظام لأهالي درعا البلد بإيواء عناصر من داعش"، مُشيراً إلى أن "النظام يخلق مبررات لاقتحام مناطق وفرض تسويات جديدة، ويريد النظام أيضاً إنهاء أي حالة ثورية لأي شخص معارض لوجود النظام والمليشيات الإيرانية".

وتابع الزعبي: "تم إغلاق الطرق الزراعية في مدينة جاسم، وجلب النظام دبابة وركزها في تل المحص القريب من المدينة، بالإضافة إلى سيارات مزودة برشاشات ثقيلة ومتوسطة، وحتى الآن الأمور غير واضحة حول ما إذا كانت ستُقتحم المدينة أم لا.

وصباح اليوم السبت، أصدرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام قراراً بمنع تجول الدراجات النارية بكفر شمس، وليل الخميس، كانت هناك أنباء عن اقتحام الحي الشمالي في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، ولكن لم يحدث هذا الشيء، وكان هناك نزوح للأهالي من الحي"، لافتاً إلى أن "هناك ترقب ومعلومات تُشير إلى أن النظام يحضر لعمليات اقتحام بحجة وجود دواعش، ونحن نعرف جيداً أن تنظيم داعش في درعا مرتبط بالنظام والمليشيات الإيرانية".

وقالت مصادر محلية لـ"زمان الوصل" إن قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا استهدفت اليوم السبت، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، أطراف بلدتي البارة وكنصفرة، وبلدات الفطيرة، وسفوهن، وكفر عويد، وفليفل، والرويحة، وبينين، في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وبلدات كفر عمة، وكفر تعال، وتديل، وتقاد بريف حلب الغربي، والعنكاوي، والزقوم، والقرقور في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، من دون وقوع إصابات بشرية.

وأكدت المصادر أن فصائل المعارضة السورية استهدفت بسلاح المدفعية وقذائف الهاون مواقع عسكرية لقوات النظام في قرية البحصة في منطقة سهل الغاب، شمال غربي محافظة حماة، ومواقع أخرى في قرية حنتوتين القريبة من مدينة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، مُحققة إصابات مباشرة نتيجة الاستهداف.

من جهة أخرى، هاجمت خلايا تنظيم "داعش"، اليوم السبت، نقاطاً عسكرية تابعة لقوات "الفيلق الخامس" المدعومة من روسيا في بادية الرصافة الواقعة جنوب غربي محافظة الرقة، شمال شرقي سورية.

وأوضحت مصادر مُطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم لم تتضح نتائجه حتى اللحظة، كون الطائرات الحربية الروسية لا تزال تستهدف المنطقة بغارات جوية منذ ساعات الصباح الأولى حتى الآن، في ظل وصول تعزيزات إلى المنطقة من قبل القوات المدعومة من روسيا.

أسماء الأسد تستعرض في اللاذقية وتتحدث عن "منجزات حكومية"

إلى ذلك، أجرت عقيلة رئيس النظام السوري بشار الأسد أسماء الأسد يوم أمس الجمعة زيارة إلى ريف اللاذقية احتفالا بما وصفته قنوات النظام السوري بأنه "تعافي أراضي المحافظة من الحرائق الكبيرة التي تعرضت لها المنطقة قبل عامين".

ونشرت صفحة "رئاسة الجمهورية" على موقعها في "فيسبوك" اليوم السبت، صورا ومقطعا مصورا للزيارة وقالت إن أسماء الأسد شاركت أبناء ناحية الفاخورة بريف اللاذقية أمس "احتفالهم بانتصارهم على الحريق الذي ضرب ناحيتهم كما ضرب بلدات وقرى أخرى".

وبحسب المقطع المصور المنشور ظهرت أسماء الأسد أمام تجمع من أبناء قرى ريف اللاذقية وهي تتذوق بعض المنتجات الزراعية في المنطقة وصور تظهر زيارتها المشتركة مع بشار الأسد إلى المنطقة في 2020 عقب الحرائق، ثم ألقت عقيلة الأسد كلمة حول الحرائق التي حدثت.

وتأتي زيارة أسماء بعد زيارة أجرتها ليلة عيد الأضحى مع رئيس النظام السوري إلى حلب زارت خلالها مع عائلتها عدة مناطق أبرزها المسجد الأموي في حلب وسوق حلب القديم بالإضافة إلى القلعة الأثرية.

ولا تحمل عقيلة النظام أي صفة في حكومة النظام لكنها تترأس فقط مؤسسة الأمانة السورية للتنمية وهي مؤسسة غير حكومية.

وحول هذه الزيارة وصف الناشط الإعلامي في الساحل السوري أبو يوسف جبلاوي في حديث لـ "العربي الجديد" هذه الزيارة بـ "الاستعراضية"، مضيفا: "الزراعة تحديدا تتعرض لخسائر كبيرة منذ أكثر من عامين في الساحل السوري بشهادة الموالين قبل المعارضين، أسماء وزوجها يسعيان من خلال هذه الزيارة للقول إنهما الجانب الصالح الذي يفتتح المشاريع والخدمات بينما يتلقى المسؤولون الآخرون في الحكومة الانتقادات على الواقع الذي وصلت إليه الحال".

وشدد قائلاً: "إذا لم يكن الأسد مسؤولا فمن هو سبب تدهور الأوضاع؟".

وتعاني محافظات الساحل السوري من غياب شبه تام للخدمات كالمياه والكهرباء، وبحسب وسائل إعلام النظام وصلت ساعات التقنين في اللاذقية إلى أكثر من 21 ساعة يوميا، في حين أن المياه تأتي مرة واحدة في الأسبوع في معظم قرى المحافظة الزراعية.

وقبل عامين طاولت حرائق ضخمة غابات الساحل السوري وأدت إلى تدمير آلاف الهكتارات الزراعية والحراجية، في حين أطلقت حكومة النظام حينها ومؤسسة أسماء الأسد تبرعات شعبية لمساعدة المتضررين.