"البوندستاغ" مسرحاً للاتهامات بين المتنافسين لخلافة ميركل

"البوندستاغ" مسرحاً للاتهامات بين المتنافسين لخلافة ميركل

08 سبتمبر 2021
ميركل ومرشح حزبها للمستشارية أرمين لاشيت خلال مداولات البوندستاغ الثلاثاء (Getty)
+ الخط -

رغم عدم تدخل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بمسار وتوجهات الحملة الانتخابية لمرشح حزبها، الاتحاد المسيحي، لارمين لاشيت، وجدت الأخيرة نفسها في صلب المعركة الانتخابية، وهذه المرة من داخل القاعة العامة للبوندستاغ، التي تحولت مسرحاً للمواجهة. يأتي ذلك مع تراجع حضور اتحاد ميركل في استطلاعات الرأي الأخيرة إلى ما دون 20%، مقابل تقدم ملحوظ للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتصدر الاستطلاعات بنسبة 25%، فيما يحل الخضر ثالثا بنسبة 17%.

وانبرت ميركل في آخر خطاب رسمي لها، لعرض ما تم إنجازه من قبل ائتلافها الحكومي من "أسس مهمة" في سياسة حماية المناخ، إلى التقدم في مجال الرقمنة، وتضاعف الاستثمارات منذ عام 2005، إلى زيادة التمويل في مجالات العلوم والبحوث، لتجدد في نهاية كلمتها دعمها لخليفتها المحتمل لاشيت، محذرة في الوقت نفسه من تشكيل ائتلاف يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي واليسار، قبل أن تضيف أن للمواطنين الاختيار بين اثنين: حكومة تضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر، وتقبل بدعم حزب اليسار، أو حكومة يقودها الاتحاد المسيحي بزعامة لاشيت.

إلى ذلك، قوبلت تصريحات ميركل باستهجان ومداخلات عديدة، دافعت بعدها المستشارة عن تصريحاتها بما خص الحملة الانتخابية، وردت قائلة: "إن لم يكن هنا، فأين يجب أن تتم مناقشة القضايا.. البوندستاغ قلب الديمقراطية، وهذا بالضبط ما تجري مناقشته هنا". من جهته ، دعا لاشيت الاتحاد المسيحي لمعركة حاسمة من أجل المزيد من الأمن لألمانيا والاتحاد الأوروبي، إذ المطلوب العمل بين دوله بشكل وثيق مع بعضها بعضا ضد التهديدات الإرهابية، متهما مرشح الاشتراكي أولاف شولز بعرقلة مشاريع التسلح لتجهيز الجيش بشكل أفضل.

وعن الدور الذي أنيط بالمستشارة لتزخيم الحملة الانتخابية لخليفتها المحتمل، أشارت "هاندلبسلات" إلى أن ذلك يعود لكون الكثيرين داخل الاتحاد المسيحي يشعرون بإحباط شديد، لأن مرشح الاشتراكي الديمقراطي كان منظما للغاية لخلافة ميركل، ولا أحد يستطيع أن يلحق الضرر بهذه الصورة إلا المستشارة نفسها.

بدوره، شكر شولز المستشارة على التعاون الجيد بينهما، ورد على هجومها بكلمات مقتضبة، قبل أن يعود إلى دور رجل الدولة الذي لعبه طوال الحملة الانتخابية، موضحا كيف سيقود البلاد مستشاراً ومحدداً أولويات للحكومة الاتحادية بقيادته وهي: مكافحة فقر الأطفال، والمزيد من الأموال للإسكان والمعاشات التقاعدية المستقرة وأنها تمثل ضمانات لتماسك المجتمع، والمعاشات التقاعدية، ومكافحة تغير المناخ.

في المحصلة، بدا شولز أكثر حنكة من لاشيت، الذي هاجم الأحزاب الأخرى بطريقة سياسي معارض، رغم أنه مرشح حزب يطلق على نفسه حزب الشعب. ومن الواضح أن الاتحاد المسيحي قرر خلال الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية أن يعوض عن فقدان القوة وتسلل القلق إلى نفوس قياديه بالدخول في مواجهة مباشرة مع منافسي مرشحهم، إذ لم يعد يثق ببلاشيت سوى 9% كخليفة محتمل لميركل في مقر المستشارية.

أما مرشحة الخضر انالينا باربوك فانتقدت سياسة المناخ التي اتبعها الاتحاد المسيحي والاشتراكي الديمقراطي ووصفتها بغير الكافية، ورأت أنه المهم أن تكون محور اهتمام الحكومة الفيدرالية المقبلة.

في المقابل، انتقدت رئيسة كتلة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي، أليس فايدل، الحكومة بشدة، مشيرة إلى أن خليفة ميركل سيُترك في حالة إعادة هيكلة، بعدما باتت البلاد منقسمة وغير آمنة ولديها أعلى جبل من الديون في تاريخ ما بعد الحرب، فضلا عن التكلفة التي سيتكبدها المواطن عند تطبيق سياسة حماية المناخ، بعد إيقاف تشغيل محطات الفحم والطاقة النووية في نفس الوقت.