"الاشتراكي الديمقراطي" أمام مرحلة مفصلية للتنافس على منصب ميركل

ألمانيا: "الاشتراكي الديمقراطي" أمام مرحلة مفصلية للتنافس على منصب ميركل

09 مايو 2021
شولز يملك خبرة سياسية طويلة (عبدالحميد حوسباس/الأناضول)
+ الخط -

يخوض "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" واحدة من أكثر الحملات الانتخابية تماسكاً وتناغماً بين أنصاره في تاريخه الحديث، لكن رغم التفاؤل الذي يسود أروقة الحزب في برلين، جاء أعرق الأحزاب الألمانية متأخراً في استطلاعات الرأي، مقارنة بشريكه الحالي في الائتلاف الحاكم "الاتحاد المسيحي"، وحزب "الخضر" المعارض الذي يتصدر المشهد.
وكانت نتائج استطلاعات الرأي قد أشارت إلى أن "الخضر" تفوق لأول مرة على تحالف "الاتحاد المسيحي" الذي يقود الحكومة الائتلافية في برلين بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل. وجاء التقدم غداة ترشيح الحزب لزعيمته المشاركة، أنالينا باربوك، للتنافس على منصب المستشارة الألمانية مع مرشح "الحزب الاشتراكي" أولاف شولز، ومرشح "الاتحاد المسيحي"، أرمين لاشيت.
هذه المؤشرات تدفع إلى الحديث عن أن باربوك قد تكون الوجه الأبرز لخلافة ميركل بعد 16 عاماً قضتها الأخيرة في المنصب، في حين أن أشد معارضي "الاشتراكي" لا يشككون في مؤهلات شولز، الذي يشغل منصب نائب المستشارة ووزير المالية في الحكومة الاتحادية.
ويرى الباحث السياسي البريشت فون لوكه، في حديث مع شبكة "ايه ار دي" الإخبارية، أنه قبل 5 أشهر من الانتخابات، يمكن القول إن الأرقام ما زالت متقاربة بالنقاط.
وأضاف قائلاً: "لكي يستفيد شولز من إمكاناته، يجب عليه الآن أن يظهر ميزاته لتوضيح الاختلافات في المقاربات والطموحات المستقبلية للبلاد، وإلا فلن تتاح له لاحقاً فرصة المنافسة أمام الاتحاد المسيحي والخضر".
وهو ما ذهب إليه الخبير والباحث المتخصص في شؤون الانتخابات، تورستن فاس، مبرزاً في تصريح له أن الانتخابات البرلمانية العامة هذه المرة تتميز بديناميكية عالية، دون أن يستبعد أن يكون هناك تقلبات في استطلاعات الرأي.
وأوضح فاس أن ذلك يتطلب أسباباً وجيهة وزخماً، مشدداً على أن "الاشتراكي" بحاجة لأن يكون ذا فعالية أكبر في فترة الانتخابات لإحداث الفرق، وبالتالي إعطاء الناخبين أسباباً موجبة لإعادة انتخابه.
ويعاني "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" من تراجع أرقامه في استطلاعات الرأي، التي يأتي فيها بالمرتبة الثالثة بنسبة 16% من الأصوات، رغم أن شولز يتمتع بالخبرة والحنكة السياسية، مقارنةً بمنافسيه من باقي الأحزاب الرئيسية. وقد شغل على مرّ السنوات الماضية مناصب عدة، بينها عضو مجلس الشيوخ وعمدة ولاية هامبورغ ووزير العمل والمالية ونائب مستشار لجمهورية ألمانيا الاتحادية، فضلاً عمّا قدمه من خطط دعم مع الحكومة للقطاعات المنتجة في البلاد للتخفيف من حدة أزمة كورونا.
إلى ذلك، قال المستشار السياسي، فرانك شتراوس، الذي شارك في العديد من الحملات الانتخابية للحزب، في مقابلة مع قناة "تي أون لاين"، إنه بدون أخطاء جسيمة من قبل الأحزاب الأخرى، لا يمكن أن يصل مرشح "الاشتراكي" إلى تولي منصب المستشار الألماني.
ولفت إلى أن "الاتحاد المسيحي" و"الخضر" ارتكبا الأخطاء الكبيرة الأولى عند دخولهم السباق بالمرشحين الأضعف لمنصب المستشار.

ويدفع ذلك أنصار "الاشتراكي الديمقراطي" إلى الاستمرار ببذل الجهود من أجل تعزيز حظوظ شولز. وبحسب صحيفة "فرانكفورتر الغماينه"، فإن الحزب يراهن على كسب أصوات الناخبين الذين يصوتون عادة لميركل، على أساس أنهم يعتبرون لاشيت، مرشح "الاتحاد المسيحي"، ضعيفاً للغاية، ولا يثقون بشابة ليس لديها الخبرة لتولي منصب المستشارة.
في غضون ذلك، أشارت شبكة "ايه ار دي" إلى أن الأرقام لا تبشر للوهلة الأولى بالنسبة إلى أقدم حزب ألماني، مضيفة أنه لأسابيع كان على الاشتراكي أن يراقب تقدم منافسيه، بينما أرقامه شبه ثابتة.
ووفق "شبيغل أون لاين"، يتعين على شولز، خلال مؤتمر الحزب المقرر اليوم الأحد عن بعد، أن يقلب المزاج العام في خطابه ويزرع الثقة في نفوس رفاقه بالحزب.

المساهمون